أنواع الطلاق عديدة، ويمكن تقسيمها بالاستناد الى قوانين الأحوال الشخصيّة السّائدة في بلد الزوجين. كما يُمكننا تفسيرها بطريقة إنهاء الزواج.
الطلاق كتعريف لغوي يعني التحرّر والإطلاق. وفعليًّا يُفسّر بحلّ عقد زواج جمع رجل وامرأة. ويتمّ الطلاق عادةً لأسباب عدّة تخصّ الزوجين وتختلف إجراءاته وفق النظام الشريعة، أو القوانين المعمول بها في بلدهم. وتختلف أنواع الطلاق باختلاف الطريقة التي تقرّر فيها انهاء الزواج، فاجتماعيًّا، يُمكننا تصنيف الطلاق استنادًا الى كيفيّة تعامل الزوجان مع الطلاق كقرار وكتنفيذ. أمّا دينيًّا، فيصنّف الإسلام أنواع الطلاق استنادًا الى اعتبارات عدّة، سنشرحها في هذا المقال. ولكن قبل البدء في القراءة، يمكنك الاطّلاع على ما تعلّمته من تجارب المطلقات بعد الطلاق.
طرق الطلاق عامّةً
عندما نتحدّث عن أنواع الطلاق بشكل عام، أوّل ما نُفكّر به هو الطريقة التي يتمّ فيها تنفيذ هذا الطلاق بين الزوجين. إذ لا تتمّ عمليّة الطلاق بالطريقة نفسها لدى جميع الأزواج، وفي كلّ المجتمعات. ومن هذه الأنواع نذكر:
- الطلاق بسبب سلوك أحد الزوجين: عندما يطلب أحد الزوجين الطلاق من الآخر بسبب سلوكه العنفي، الخيانة، وغيرها من الأسباب التي تستحقّ طلب الطلاق.
- الطلاق البسيط أو الإيجابي: حيث يتّفق الزوجان على الطلاق بناءً على اتفاقهما الخاص دون الحاجة للدخول في إجراءات قانونية طويلة، ويُؤدّي الى ما يُعرف بـ”الطلاق بالتراضي”.
- الطلاق بالتراضي: حيث يتوصّل الزوجان المُتّفقان على الطلاق إلى اتّفاق بشأن شروطه، كحضانة الأطفال، أو تقسيم الممتلكات المشتركة. ويقدّمان هذا الاتفاق للمحكمة أو للمحكمة الشرعيّة للبتّ فيه.
مصدر الصورة: Freepik
- الطلاق بالتقاضي: عندما لا يتمّ التراضي بين الزوجين بشأن شروط الطلاق، يتم رفع دعاوى في المحكم للبتّ في نقاط الخلاف، كحضانة الأطفال وغيرها.
- الطلاق بالهجر: وهذا لا يُعتبر فعليًّا طلاقًا على الأوراق، ويحصل عندما يترك الزوج مثلًا المنزل الزوجي لفترة طويلة من دون تقديم أي دعم، مادّي كان أو معنوي أو عاطفي. مما يؤدي إلى اعتبار الزوجة “مهجورة”. هل يقع الطلاق إذا لم تسمعه الزوجة؟
أنواع الطلاق في الإسلام بكلّ اعتباراتها
أمّا بالنسبة للإسلام، فيتمّ تقسيم أنواع الطلاق وفق الفقهاء بالاستناد الى أربع اعتبارات، وهي: الأثر المُترتّب عليه، اعتبار ألفاظه، اعتبار حكمه، واعتبار إنجازه أو عدمه. سنُعدّد أنواعها ونشرحها فيما يلي:
أنواع الطلاق باعتبار الآثار المترتّبة عليه
- طلاق رجعي: في هذا النوع من الطلاق تبقى الزوجة في منزلها خلال العدّة بعد قيام الزوج بتطليقها الطلقة الأولى أو الثانية. ويجوز له إرجاعها إذا أراد قبل نهاية العدّة، من دون شروط ومن دون الحاجة الى إعادة عقد القران.
- طلاق بائن بينونة صغرى: في هذا الطلاق، تخرج الزوجة من منزل زوجها بعد الطلاق لتكمل عدّتها في منزل أهلها. وفي هذه الحالة يمكن للزوج أن يرجع زوجته شرط موافقتها، وعبر عقد قران جديد، وبالتالي بمهر جديد.
- طلاق بائن بينونة كبرى: من أصعب أنواع الطلاق على الإطلاق لجهة إعادة الزوجة في حال رغب الزوج بذلك. إذ إنّ هذا النوع من الطلاق يحصل حين يقوم الزوج بتطليق زوجته بالطلقة الثالثة، وبهذا يكون على المرأة اكمال عدّتها لدى عائلتها، ولن يتمكّن زوجها من الرجوع اليها ما لم تتزوّج، بزواج فعليّ، من شخص آخر وتتطلّق منه، عندها فقط يمكنه ارجاعها بعقد زواج جديد ومهرٍ جديدٍ أيضًا بطبيعة الحال.
مصدر الصورة: Freepik
أنواع الطلاق باعتبار حكمه
- الجائز: أي الذي يجوز في الشريعة الاسلاميّة ويوافقها. وهو عندما يطلّق الرجل زوجته بطلقة واحدة فقط، وهي حامل أو في حالة كون المرأة طاهراً لم يجامعها زوجها. ويُعرف أيضًا بـ”الطلاق السُّنِّي”. وفي هذا السياق يمكنك الإطّلاع على حكم الطلاق وقت الحمل في الاسلام.
- المحظور ويُعرف أيضًا بـ”الطلاق البدعي”: هو الطلاق الذي اختل فيه شيء مما ذكر في الطلاق الجائز، وهو أن يطلّق الزوج زوجته في حيض أو نفاس، أو في طهر جامعها فيه، أو يطلقها أثناء عدتها من طلاق رجعي، وهنا يكون الطلاق بدعي من حيث توقيته. أمّا إذا طلّق الزوج زوجته مرتين أو ثلاث مرّات في كلمة واحدة، يكون الطلاق في هذا الحالة بدعي من حيث العدد.
أنواع الطلاق باعتبار ألفاظه
- الصريح: كقول الرجل بفمه الملآن لزوجته ألفاظًا لا يمكن أن تعني إلّا الطّلاق بكلّ وضوح (كأنت طالق، أو مُطلّقة، أو طلقتك…)، وهذا الطلاق واقع لا محالة، بغضّ النظر عن نوايا الزوج، أي سواء كانت نيّته الطلاق فعليًّا أم قال ذلك من دون نيّة الطلاق.
- الكناية: أمّا بالنسبة الى الأقوال الأخرى التي قد لا تعني الطلاق بشكل واضح، ويُحتمل أن تُفسّر بنحو آخر كـ”أمرك بيدك”، أو “لا حاجة لي فيك”، وغيرها من الأقوال المُشابهة، فيقع الطلاق فقط إذا نوى الزوج فعلًا الطلاق.
أنواع الطلاق من حيث كونه منجزًا أو معلقًا
- طلاق منجز أو ناجز: أي من دون شروط، كأن يقول الزوج لزوجته أنت طالق من دون أن يربط الطلاق بشرط.
- طلاق معلّق: أي مُرتبط بشرط. فإن كان شرطًا محضًا، يقع الطلاق، أو يميناً محضاً، فلا يقع به الطلاق، أو إن كان يحتمل الشرط واليمين المحض، فيُرجع فيه إلى نية الرجل بالطلاق أو عدمه.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، على الرّغم من أن “أَبْغَض الْحَلَال إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الطَّلَاق”، إلاّ أنه مُحلّل، وعليك التعرّف على جميع أنواعه. وإذا أردتِ أنت طلب الطلاق عليك الانتباه الى هذه الخطوات القانونية أساسية!