هل تعلمين أن الهواتف الذكية باتت أجهزة قاتلة لأطفالنا وبشكل مخيف هذا ما أوضحه عالم نفس الاجتماع الأميريكي جوناثان هايدت، للمزيد من التفاصيل إليك المقال التالي.
أكد عالم النفس الاجتماعي الأميركي الشهير جوناثان هايدت أن الهواتف الذكية باتت بمثابة أجهزة تدمر الأطفال وتقتلهم بشكل غير مباشر فهي تشجعهم على إيذاء أنفسهم وتؤثر سلباً وبشكل مخيف على نموهم العقلي والجسدي وتطور شخصيتهم للأسوأ. وقد يهمك هل عائلتك تمضي وقتًا طويلًا أمام الشاشة؟ نصائح عملية تساعد على التخلص من هذه العادة
الجيل القلق
تحدث عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت في كتابه الجديد “الجيل القلق” عن كيفية تدمير الهواتف الذكية والشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي للأطفال، وتسببها في وباء وكم هائل من الأمراض العقلية.
أما عن الكتاب، قال هايدت لشبكة “سي إن إن” الأميركية: “قديمًا كان الآباء يتركون أطفالهم يلعبون مع الأطفال الآخرين بالشوارع والحدائق، لكننا تخلينا تدريجيًا عن هذا الأمر في الثمانينات والتسعينات بسبب مخاوفنا المتزايدة من الاختطاف والتهديدات الأخرى”. وإليك هنا فلوريدا تمنع الأطفال دون 14 عاماً من استخدام السوشيل ميديا
وتابع: “بعد ذلك، ظهرت التكنولوجيا واعتقدنا أن الإنترنت سيكون منقذ الديمقراطية وأنه سيجعل أطفالنا أكثر ذكاءًا، ولأن معظمنا كان متفائلًا بالتكنولوجيا، لم تقم الحكومات والمؤسسات بإصدار تحذيرات من قضاء الأطفال بضع ساعات يوميًا على هواتفهم والشاشات الأخرى”.
أضاف هايدت في حديثه: “لقد بالغنا في حماية أطفالنا في العالم الحقيقي في حين أننا لم نهتم بحمايتهم بالشكل اللازم على الإنترنت”.
الهواتف الذكية تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية للأطفال
أكد عالم النفس الاجتماعي أن هذه الهواتف الذكية والشاشات المنتشرة مع جميع أفراد الأسرة وفي كل مكان بات لها تأثير سلبي على النمو الطبيعي للأطفال، جسديًا ونفسيًا
كما لفت إلى أن استخدام مواقع التواصل يزيد من معدلات القلق لدى الأطفال بشكل ملحوظ وبوتيرة مرتفعة.
معللًا السبب أن: “الفتيات بشكل خاص يتشاركن المشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر من الأولاد. فهن يتحدثن عن مشاعرهن أكثر، وهن أكثر انفتاحًا على بعضهن البعض. هذا الأمر في الحقيقة يرفع مستويات القلق لدى الفتيات في سن الطفولة والمراهقة. وهذا القلق قد يتسبب في إيذاء النفس”.
في عام 2010، تضاعفت زيارات غرفة الطوارئ في المستشفى بسبب إيذاء النفس للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عاماً ثلاث مرات تقريباً، وفقاً لهايدت، الذي قال إن هذه هي واحدة من أكبر الزيادات في علامات المرض العقلي التي رآها في جميع البيانات التي قام بمراجعتها.
تابع قوله بأن: “عندما تنظر إلى حطام الصحة العقلية للأطفال والمراهقين وتنظر إلى الزيادات في معدلات إيذاء النفس والانتحار، وتنظر إلى انخفاض درجات الاختبارات الدراسية منذ عام 2012 في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، ستتأكد أن الهواتف الذكية تقوم بالفعل بقتل وتدمير أطفالنا”.
منصات التواصل الاجتماعي مكان غير آمن للأطفال
أكد هايدت أنه يجب ألا يتم السماح للأطفال باستخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل إلى أن يبلغوا سن 16 عامًا على الأقل ولفت إلى أن منصات التواصل جميعها ليست مخصصة للأطفال.
مع العلم أنه قد قام البعض من المختصين في العلم وراء أطروحة هايدت، إلا أنه أكد أن هذا الرأي جاء بعد سنوات من البحث في مختلف الأدلة العلمية.
وقد رددت جمعية علم النفس الأميركية مخاوفه في تقرير جديد يؤكد أن منصات التواصل الاجتماعي “غير آمنة بطبيعتها للأطفال”. وتعلمي معنا حيل مميّزة لتطوير مهارات التحدث والتواصل عند الأطفال قبل الالتحاق بالمدرسة
ويقول التقرير إن الأطفال ليس لديهم الخبرة والحكمة اللازمة للتعامل مع تلك المنصات. وتقول الجمعية إن العبء لا ينبغي أن يقع بالكامل على عاتق الآباء أو متاجر التطبيقات أو الشباب، بل يجب أن يقع على عاتق مطوري المنصات.
إلا أن هايدت يرى أن العبء الأكبر يقع على الآباء، حيث قال: “لا يستطيع الآباء الاعتماد على المطورين تماماً. نحن عند نقطة تحول كمجتمع، وإذا لم يتخذ الكبار الإجراءات اللازمة، فقد يخاطرون بالصحة العقلية بأبنائهم إلى أجل غير مسمى”.
5 أسباب تمنعك من شراء هاتف ذكي لطفلك
ما قاله العالم الاجتماعي مهم وخطير وهذا بمثابة ناقوس الخطر لكي يستيقظ الآباء على ما فعلته وستفعله هذه الهواتف ومواقع التواصل من تدمير للأسرة، وسأٌقدم لك أهم 5 أسباب ستمنعك من شراء هاتف لطفلك وهي:
- الهواتف الذكية تغير من طبيعة العلاقة بين الوالدين والأطفال، فعند ارتباط الأطفال والتعلق القوي بالهاتف سيستغني الأطفال عن الحب والدعم طلب المساعدة من الأهل.
- الهواتف الذكية تحد من التطور العقلي والإبداعي للأطفال بسبب وجود عدد لا ينتهي من الألعاب والقصص التي توفر التعب والجهد وتعطي الحل السريع فتحد من خيالهم وتبطئ تطورهم الحسي. وإليك قضاء الأطفال وقتا أمام الأجهزة الإلكترونية يضعف التعلم اللغوي
- الهواتف الذكية تزيد من مشاكل اضطرابات النوم عند الأطفال، والشعور بالتعب، والإرهاق والكسل وعدم القدرة على التركيز بواجباتهم المدرسية.
- الهواتف الذكية لا تمنح الأطفال الفرص والوقت المناسب للتفكير بشكل سليم والتعرف على عواقب أفعالهم.
- الهواتف الذكية تضر بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للطفل لأنه يصرف انتباهه عن المهمة كما يؤدي الاستخدام الطويل للشاشة على هذه الأجهزة إلى الحد من تنمية الطفل للمهارات اللازمة من الرياضيات والعلوم.