تُعَدّ المعاناة من الم اسفل الظهر بعد الجماع من المشاكل التي تعاني منها العديد من النساء بعد العلاقة الحميمة، ويصاحبه شعور بعدم الارتياح والقلق. على الرغم من أن هذا الألم قد يبدو طبيعيًا في بعض الأحيان. إلا أن تكراره أو شدّته يمكن أن يكون علامة على مشكلة صحية تستدعي الانتباه.
في الفقرات القادمة، سنتناول الأسباب المحتملة للألم، وكيفية تأثير بعض العوامل الخاصة بالجسم، كالتوتر العضلي أو التحفيز العصبي، في ظهوره. كما سنتناول بعض النصائح حول كيفية التعامل مع هذا الألم. إلى جانب تقديم بعض الحلول البسيطة التي قد تساعد على تخفيفه.
ما هي أسباب وجع تحت الظهر فوق المؤخرة للنساء؟
ما هي أسباب المعاناة من الم اسفل الظهر بعد الجماع ؟ هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤدّي إلى حدوث الم اسفل الظهر بعد الجماع. إذ تتداخل عوامل جسدية ونفسية متنوعة في تفسير هذه الحال. من بين هذه الأسباب:
- التوتر العضلي: إن الحركة المستمرة والضغط المتزايد على عضلات أسفل الظهر أثناء العلاقة الحميمة يؤدّي إلى توترها، وقد يسبب ألمًا أسفل الظهر بعد الجماع. يُذكر في Journal of Physical Therapy Science أن التوتر العضلي من الأسباب الشائعة التي تحدث بعد ممارسة أيّ نشاط بدني مكثّف. ممّا يجعل العضلات عرضةً للتشنجات والألم.
- الضغط على الأعصاب: نتيجة للحركات المتكرّرة أثناء الجماع، قد يحدث ضغط إضافي على الأعصاب المتّصلة بمنطقة أسفل العمود الفقري. هذا الضغط قد يؤدي إلى ألم يمتد من أسفل الظهر وحتى الساقين. ويزداد حدّةً بعد الجماع حيث تكون الأعصاب قد تعرضت لضغط مضاعف. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Spine Health Journal، يعتبر الضغط العصبي الناتج عن الحركة المفرطة سببًا رئيسيًا لآلام الظهر التي تلي النشاط البدني.
- التهابات الحوض: من الأسباب الأخرى المحتملة هي الالتهابات الموجودة في منطقة الحوض. خاصّةً في حال وجود التهابات في الرحم أو المبيضين. إذ تتسبّب هذه الحال في شعور بالألم يتزايد مع النشاطات البدنية، ومنها العلاقة الحميمة. وأكدت الدراسات الطبية في National Library of Medicine أن التهابات الحوض قد تسبب آلامًا مزمنة أسفل الظهر، خصوصًا في حالات التهابات الرحم أو المبيض.
هل القذف يسبب ألم في الظهر؟
هل المعاناة من الم اسفل الظهر بعد الجماع تكون بسبب القذف؟ لا يؤدّي القذف بحدّ ذاته مباشرةً إلى حدوث الم اسفل الظهر بعد الجماع. لكنّه قد يُحفّز استجابات عضليّة وعصبيّة تؤدّي إلى الشعور بالألم. إنّ القذف قد يزيد من انقباض عضلات الحوض وأسفل الظهر. ممّا يؤدي إلى توتر إضافي للعضلات ويسبب نزول دم بعد العلاقة الزوجية وألم أسفل البطن. ووفقًا لدراسة منشورة في International Journal of Sexual Health، قد يؤدّي هذا التحفيز إلى شعور بعض النساء بألم في الظهر بعد الجماع. حيث تستجيب العضلات بطرق مختلفة حسب بنية الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الاستجابة إلى تزايد توتر الأعصاب.، ممّا يزيد من احتمالية الشعور بالألم. يختلف تأثير القذف على النساء بشكل فردي؛ بينما قد تشعر بعض النساء بتشنج في عضلات الحوض وأسفل الظهر بعد الجماع، لا يظهر هذا الشعور لدى أخريات.
هل الشهوة تسبب ألم أسفل الظهر عند النساء؟
هل يظهر الم اسفل الظهر بعد الجماع بسبب الشهوة؟ لا شكّ أنّ الشهوة، أو الإثارة الجنسيّة، قد تتسبّب بالفعل في آلام أسفل الظهر لدى بعض النساء. وذلك نتيجة التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم مع ارتفاع مستوى الإثارة. عندها، يتزايد تدفّق الدم نحو منطقة الحوض، ممّا قد يزيد من الضغط على الأنسجة المحيطة بمنطقة أسفل الظهر. ويؤدّي في بعض الأحيان إلى الشعور بالألم. تشير دراسة أجرتها جامعة University of California إلى أن زيادة تدفق الدم قد تضغط على الأنسجة المحيطة وتؤدّي إلى شعور بألم أسفل الظهر لدى النساء الحساسات في هذه المنطقة.
كما أن الشهوة الجنسيّة تُحفّز على إفراز هرمونات تزيد من استجابة العضلات والأعصاب. قد تسبب هذه الهرمونات توترًا في العضلات، وخاصّةً عضلات أسفل الظهر والحوض. ويعتبر هذا الألم طبيعيًا إذا كان خفيفًا ومؤقتًا، لكنه قد يستدعي الانتباه في حال استمراره أو ازدياد حدته.
في نهاية الأمر، تُعتبَر المعاناة من الم اسفل الظهر بعد الجماع ظاهرة طبيعيّة قد تواجهها العديد من النساء. وفي معظم الأحيان، لا تشكل هذه الآلام خطرًا حقيقيًا على الصحة، إلا في حال استمرت لفترات طويلة أو كانت شديدة. يجب أن تأخذ المرأة استشارة طبية في حال كانت هذه الآلام متكررة ومزعجة، للتأكّد من عدم وجود أي أسباب طبية خطيرة تتطلب علاجًا خاصًا. علاوةً على ذلك، فإن اعتماد أسلوب حياة نشط مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من آلام الظهر، ممّا يحقّق راحة أكبر أثناء وبعد العلاقة الحميمة. ومنالجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة الاهتمام بالزوج في الفراش.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ وعي المرأة بأسباب هذا الألم يساعدها على اتخاذ خطوات استباقية لتخفيفه. سواء عن طريق ممارسة التمارين المناسبة أو استشارة الطبيب عند الحاجة. كما أنّ فهم طبيعة الجسم يساعد على التعامل مع هذه الآلام بثقة وراحة أكبر.