تُعَدّ العلاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين من المواضيع التي تثير الكثير من الاهتمام والجدل، فخلال فترة الحمل، تواجه النساء العديد من التغيرات الجسديّة والنفسيّة، ومن بينها خفقان القلب، وهي ظاهرة تُعتبَر من بين أبرز المشاكل التي تواجه الحامل. ولكن، ما هي علاقتها بجنس الجنين؟
سنتناول في هذا المقال عدّة جوانب تتعلّق بخفقان القلب خلال فترة الحمل، بدءًا من أسبابه، وصولًا إلى العلاقة المحتملة بينه وبين معرفة جنس المولود، وسنختم بتقديم نصائح مفيدة للتعامل مع هذه الحال.
أسباب خفقان القلب خلال الحمل
ما هي طبيعة العلاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين ؟ خلال فترة الحمل، تزداد احتماليّة تعرض النساء لخفقان القلب نتيجة للعديد من العوامل، لذا سنستعرض أبرز هذه الأسباب وكيفيّة تأثيرها على صّحة الأم في ما يلي:
التغيّرات الهرمونيّة
إنّ حدوث التغيّرات الهرمونية خلال الحمل، خاصّةً ارتفاع مستويات البروجستيرون والإستروجين، تؤدّي إلى تسريع نبضات القلب، فهذه الهرمونات تؤثّر على الأوعية الدمويّة والجهاز العصبي، ممّا يزيد من معدّل ضربات القلب، إلّا أنّها ضرورية لدعم نموّ الجنين وتوفير الأكسجين والمغذّيات اللازمة له.
ووفقًا لموقع (NJ Cardiovascular Institute) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “The Link Between Hormonal Changes and Heart Palpitations”، تُعتبَر الهرمونات نواقل كيميائيّة تتحكّم في العديد من الوظائف الحيويّة في الجسم، مثل نبضات القلب وتواترها، فبعض الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون تؤدّي دورًا مهمًّا في تأثيرها على النظام القلبي الوعائي، وتقلّبات مستوياتها يمكن أن تؤدّي إلى الشعور بخفقان القلب، خاصّةً بين النساء. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
زيادة كميّة الدم
مع تقدّم الحمل، تزداد كميّة الدمّ بشكل كبير لتلبية احتياجات الجنين والأم، وهذا ما يضع ضغطًا إضافيًّا على القلب لضخّ الدم بشكلٍ أكثر كفاءة، بالإضافة إلى ذلك، تؤدّي هذه الحال إلى تمدّد الأوعية الدمويّة، ممّا يتطلّب من القلب العمل بجهد أكبر لضخّ الدم بشكلٍ فعال.
التوتر والقلق
إنّ الشعور بالتوتر والقلق النفسي بشكلٍ مستمرّ يمكن أن يسبّب أيضًا خفقان القلب، وفترة الحمل تكون مليئة بهذه المشاعر حيل كلّ ما يتعلّق بصحّة الجنين، الولادة، والتغيّرات الحياتية المستقبليّة، ممّا يزيد من احتماليّة حدوث خفقان القلب، لذا يجب على النساء الحوامل محاولة تقليل الشعور بالتوتّر من خلال ممارسة تقنيّات الاسترخاء والاهتمام بصحتهن النفسية.
نقص العناصر الغذائيّة
يمكن أن يؤدّي نقص بعض العناصر الغذائيّة الأساسيّة مثل الحديد إلى خفقان القلب، كما أنّ المعاناة من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد تعتبَر من المشاكل الشائعة خلال الحمل وتزيد من عبء العمل على القلب، لذلك من الضروريّ الحفاظ على نظام غذائي متوازن وغنيّ بالعناصر الغذائيّة.
العلاقة بين هذه الظاهرة ونوع الجنين
ما هي طبيعة العلاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين ؟ تثار العديد من الشائعات والتكّهنات حول إمكانيّة تحديد نوع الجنين من خلال معدّل ضربات القلب، وتُعتبر هذه الفكرة جزءًا من المعتقدات الشائعة، ولكن هل لها أي أساس علمي؟
الخرافات والحقائق
تقول بعض الخرافات أنّ معدل ضربات القلب السريعة يشير إلى أن الجنين أنثى، بينما معدل ضربات القلب الأبطأ يشير إلى أن الجنين ذكر، ومع ذلك، لم تدعم الأبحاث العلميّة هذه النظريّة بشكل قاطع، فمعدل ضربات القلب يتأثّر بعوامل عديدة تجعل من الصعب الاعتماد عليه كمؤشّر لنوع الجنين.
الدراسات العلمية
أظهرت الدراسات الحديثة أنّ معدّل ضربات قلب الجنين لا يمكن أن يكون مؤشّرًا دقيقًا على نوع الجنين، لذا سيّما أنّه يمكن أن يتغير بشكل كبير بين الفحوصات المختلفة وخلال مراحل الحمل المختلفة، وهذا يجعل من الصعب الاعتماد عليه لتحديد نوع الجنين.
في الواقع، لا يستخدم الأطبّاء معدل ضربات القلب كأداة أومعيار لتحديد نوع الجنين، بل يعتمدون على الفحوصات الأكثر دقة مثل السونار. وهذا ما أكّده دكتور لابين في مقالة نُشِرَت عام 2021 على موقع Cleveland Clinic تحت عنوان “Does Baby’s Heart Rate Reveal Their Sex?” مبيّنًا أنّ جنس الجنين لا يرتبط بمعدّل ضربات فلب الأمّ ولا حتّى الطفل. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الخبرات الشخصيّة
لا شكّ أنّ بعض النساء قد يروين تجاربهنّ الشخصية أنّهنّ لاحظنَ اختلافًا في معدّل ضربات القلب بين حمل الذكور والإناث، وهذه التجارب غالبًا ما تكون عشوائيّة ولا تستند إلى أدلةّ علميّة، لذا يجب أن يُنظر إلى هذه القصص بحذر وعدم الاعتماد عليها كحقائق ثابتة.
نصائح للتعامل مع هذا الوضع
ما هي طبيعة العلاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين ؟ عند الشعور بخفقان القلب خلال الحمل، من المهمّ اتّباع بعض النصائح والإرشادات للتخفيف من هذه الحال وضمان سلامة الأم والجنين، لذا سنقدّم لكِ أهمّها في ما يلي:
الحفاظ على الهدوء والاسترخاء
إنّ محاولة الاسترخاء وتقليل التوتر من خلال ممارسة التأمّل أو اليوغا يمكن أن تكون مفيدة في تخفيف خفقان القلب، حيث يمكن أن تساعد في تقليل معدّلات ضربات القلب وتحسين الشعور بالراحة النفسيّة.
تناول وجبات صغيرة ومتكرّرة
يمكن أن يساعد تناول وجبات صغيرة على فترات متكرّرة في الحفاظ على مستوى السكّر في الدمّ وتجنّب الهبوط المفاجئ الذي قد يسبّب خفقان القلب، لذا من الضروريّ تناول غذاء صحّي ومتوازن يحتوي جميع العناصر الغذائيّة اللازمة.
ممارسة التمارين الرياضيّة الخفيفة
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة الخفيفة مثل المشي في تحسين الدورة الدمويّة وتقليل خفقان القلب، كما أنّها تعمل أيضًا على تحسين المزاج والحّد من الشعور بالتوتّر.
استشارة الطبيب
من المهم دائمًا استشارة الطبيب عند الشعور بخفقان القلب المتكرّر أو الحاد، حيث يمكن أن يقدّم نصائح محدّدة ويتأكّد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى، وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروريّ إجراء فحوصات إضافيّة للتأكد من سلامة القلب.
إنّ خفقان القلب خلال الحمل هي ظاهرة شائعة تحدث نتيجة للتغيرات الفسيولوجيّة والهرمونيّة، وعلى الرغم من انتشار الشائعات حول العلاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين ، إلّا أنّ الدراسات العلميّة لم تؤكّد هذه العلاقة بشكل قاطع، لذا من المهمّ التعامل مع هذه الحال بحذر واتّباع نصائح الأطبّاء للحفاظ على صحّة الأم والجنين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على العلاقة بين الوحم على المالح وجنس الجنين.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروريّ أن تعتمد النساء الحوامل على المعلومات العلميّة الموثوقة واستشارة الأطبّاء بدلًا من الانجراف وراء الشائعات والتكهّنات غير المدعومة بالأدّلة، فالحفاظ على صحّة الأم والجنين يتطلّب الرعاية والانتباه الدائمين، والاعتماد على المعلومات الدقيقة يساعد في تحقيق هذا الهدف.