قد يكون الصداع المستمر للحامل من العوارض المزعجة التي ترافق العديد من النساء خلال فترة الحمل. ممّا قد يؤثّر على نمط حياتهنَّ وصحتهنَّ النفسيّة. على الرغم من أنّ الصداع قد يبدو عارضًا بسيطًا. إلّا أنّه قد يشير أحيانًا إلى أمور أكثر خطورة تستدعي استشارة طبية. لهذا السبب، من المهم أن تكون الحامل واعية بالأسباب المحتملة للصداع وتدرك كيفية التعامل معه لتجنّب أيّ مضاعفات أوالتعرّض لأبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
سنستعرض في هذا المقال الأسباب المختلفة التي قد تؤدّي إلى الصداع المستمر للحامل، وطرق التخلّص منه بسرعة وبأمان. بالإضافة إلى ذلك، سنناقش العلامات التي قد تدل على أن الصداع قد يكون مؤشرًا على مشاكل صحيّة أكبر تتطلب التدخل الطبي. في نهاية المقال، سنقدّم لكِ بعض النصائح حول كيفية التعامل مع هذا العرض بطريقةٍ صحيحة وسليمة.
ما سبب كثرة الصداع في الحمل؟
ما هي أسباب الصداع المستمر للحامل ؟ الحمل هو فترة من التغيّرات الجذريّة التي تؤثّر على جسم المرأة، وتعد التغيرات الهرمونية أحد الأسباب الأساسية لمواجهةهذه المشكلة خلالها. عندما ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، قد يؤدي ذلك إلى تمدد الأوعية الدموية. مما يزيد من احتمال حدوث الصداع. يُعتقد أن هذه التغيرات الهرمونية تساهم بشكل كبير في المعاناة من الصداع خلال الثلث الأول من الحمل. وهو ما أكدته دراسة في American Journal of Obstetrics & Gynecology حول دور الهرمونات في الصداع أثناء الحمل.
إضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى تؤثر في زيادة تأثير الصداع المستمر للحامل ، ومن أبرزها الجفاف وقلة النوم. عندما لا تتناول الحامل كميات كافية من السوائل، يرتفع احتمال إصابتها بالصداع بسبب الجفاف. لذا توصي Mayo Clinic بأن تشربتناول الحامل كمية كافية من الماء يوميًا لدعم جسمها والحفاظ على توازن السوائل.
كما يؤدّي التوتر دورًا في زيادة الشعور بالصداع لدى الحامل. حيث يؤثّر الضغط النفسي على صحّة الجسم وقدرته على تحمل الألم. وجد باحثون في Journal of Women’s Health أن الحوامل اللواتي يعتمدن تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، يكنّ أقل عرضة للصداع المتكرّر. ممّا يبرز أهمية العناية بالصحة النفسية أثناء الحمل.
متى يكون الصداع خطيرًا على الحامل؟
على الرغم من أن الصداع المستمر للحامل قد يكون نتيجة لتغيرات طبيعية في الجسم. إلا أن هناك حالات ينبغي الانتباه إليها، حيث يمكن أن يكون الصداع علامة على مشاكل صحية خطيرة. مثلًا، إنّ الصداع الذي يظهر بشكل مفاجئ ويصاحبه ارتفاع ضغط الدم قد يكون علامة على تسمّم الحمل. وهي حال خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا. توصي American College of Obstetricians and Gynecologists بمراقبة ضغط الدم لدى الحامل وخاصةً في حال تكرّر الصداع الشديد. حيث يُعتبر أحد علامات تسمّم الحمل الأساسيّة.
كما ينبغي الانتباه إلى الصداع الذي يصاحبه عوارض عصبية مثل ضبابية الرؤية أو ضعف التركيز، إذ يمكن أن يشير ذلك إلى مشكلات عصبية أو مشاكل في الأوعية الدموية. في هذه الحال، يجب عدم التهاون والتواصل مع الطبيب مباشرة، حيث يمكن أن تكون هذه العلامات مؤشرًا على مشكلة أكبر تتطلّب التدخّل الطبّي العاجل.
كيف أتخلص من الصداع أثناء الحمل؟
كيف يمكن التخلّص من الصداع المستمر للحامل ؟ هناك العديد من الخطوات التي يمكن للحامل اتخاذها لتخفيف الصداع بطرق آمنة وفعّالة. وبتطبيق هذه النصائح، يمكنها تحسين نمط حياتها وتقليل تكرار الصداع بدون الحاجة إلى الأدوية، التي ينبغي تجنبها أثناء الحمل ما لم يُنصح بها الطبيب المختص. أهمّها:
1. الراحة والنوم الجيد: يُعَدّ الحصول على النوم المنتظم والكافي من أهم الوسائل التي تساعد في تخفيف الصداع. عندما تحصل الحامل على قسط كافٍ من النوم، فإنها تقلل من فرص تعرضها للصداع الناتج عن التعب والإرهاق. تُظهر الدراسات أن قلة النوم تزيد من احتمالية الصداع، مما يجعل النوم عاملًا رئيسيًا في الوقاية من هذه المشكلة.
2. شرب كمية كافية من الماء: يُعَدّ الحفاظ على الجسم مرطبًا باستمرار من أفضل طرق الوقاية من الصداع أثناء الحمل. عندما يكون الجسم مرطبًا بشكل جيد، تقل احتمالية حدوث الصداع الناجم عن الجفاف، وخاصة خلال فصل الصيف. تنصح Mayo Clinic بشرب كميات كافية من الماء يوميًا لدعم الصحّة العامّة وتقليل احتماليّة حدوث الصداع.
3. تقنيات الاسترخاء: تعتبر ممارسة تقنيات التنفس العميق، والتأمل، واليوغا من الوسائل الفعّالة في تقليل التوتر. وقد وجدت Journal of Women’s Health أن ممارسة اليوغا والاسترخاء قد تسهم في تحسين الحال النفسية والجسدية لدى الحوامل وتقليل تكرار نوبات الصداع.
4. استخدام الكمادات الدافئة والباردة: يمكن أن يكون تطبيق الكمادات على الرقبة والجبين وسيلة طبيعية وفعالة للتخفيف من حدة الصداع. فالكمادات الباردة تخفف من الالتهاب وتحد من الألم، بينما الكمادات الدافئة تساعد على استرخاء العضلات وتقليل التوتر.
5. استشارة الطبيب قبل تناول المسكنات: إذا كان الألم شديدًا ولا يُحتمل، قد ينصح الطبيب باستخدام مسكنات معينة آمنة للحامل، لكن ينبغي تجنب استخدام الأدوية من دون استشارة طبية.
الصداع خلال الحمل: الخلاصة
في الختام، يعد الصداع المستمر للحامل تجربة شائعة يمكن التعامل معها وتخفيف حدتها باتباع النصائح المذكورة. من المهم أن تدرك الحامل الأسباب المحتملة للصداع وتتبنى إجراءات وقائية للتخفيف منه، مثل شرب السوائل وممارسة تمارين الاسترخاء. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على العلاقة بين عصبية الحامل ونوع الجنين.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ فترة الحمل تتطلّب اهتمامًا خاصًا بالراحة النفسيّة والجسديّة، لأنّ تقليل التوتّر والاعتناء بالتغذية وشرب الماء يمكن أن يسهم في تقليل الكثير من العوارض الجانبية مثل الصداع. أوصي بمتابعة الإرشادات الصحية واستشارة الأطباء، وتجنب الاستهتار بأيّ علامات قد تبدو غير طبيعية، لضمان تجربة حمل صحية وآمنة لكل أم وجنينها.