مصدر الصورة: Image by marymarkevich on Freepik
كشفت دراسة صادمة أن الرياضة قد تسبب الشيخوخة بخلاف ما كنا نعتقد. سأكشف لك تفاصيها في هذه المقالة لذا تابعي القراءة.
في حين كنّا نجيب عن أسئلة مثل هل ترك الرياضة يرهل الجسم وما اضرار التخلي عنها؟ بتنا اليوم مع هذه الدراسة الجديدة نسأل عن تأثير الإفراط في ممارسة الرياضة على حياتنا!
لعقود من الزمن، قيل لنا إن ممارسة الرياضة قدر الإمكان أمر ببالغ الأهمية لتجنّب الموت المبكر. لكن، بعد صدور هذه الدراسة، تغيّرت المفاهيم. ماذا جاء في تفاصيل هذه الدراسة الصادمة؟
في الحقيقة، تحدّى الأكاديميون في فنلندا المنطق القديم بعد أن وجدوا أن النشاط الزائد لا يؤدي بالضرورة إلى إطالة العمر. حيث قام خبراء في جامعة جيفاسكيلا بفحص عادات ممارسة الرياضة والعمر البيولوجي لآلاف المشاركين.
في هذا الإطار، كشفت النتائج كيف أن البالغين الأكثر نشاطًا كانوا أقل عرضة للوفاة على مدار الدراسة التي استمرت 45 عامًا. ومع ذلك، تلاشت العلاقة بشكل كبير عندما تم أخذ عوامل نمط الحياة وعادات سيئة تسبب مشاكل القلب، مثل التدخين والكحول، في عين الاعتبار.
هذا يعني، من الناحية النظرية، أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل أكبر قد يعيشون لفترة أطول فقط لأنهم يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا، ويحصلون على قسط وافر من النوم على عكس مقدار الوقت الذي يقضونه في صالة الألعاب الرياضية.
في الواقع، تشير النتائج إلى أن كونك من بين أفضل المتعصّبين للتمرين يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الشيخوخة البيولوجية لمدة عامين تقريبًا.
من جهة أخرى، تشير الدراسات السابقة إلى أن التمارين الرياضية مرتبطة بإبطاء هذه العملية الداخلية. إذ قام الباحثون بفحص أكثر من 11 ألف زوج من التوائم، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 50 عامًا في بداية الدراسة، والذين تمت مراقبتهم من عام 1975 إلى عام 2020.
وأكملوا استبيانات حول مستويات نشاطهم البدني، والتي صنّفتهم على أنها خاملة، أو نشطة بشكل معتدل أو نشطة للغاية. في سياق آخر، من المهم التعرّف على 7 اطعمة لتعزيز النشاط البدني!
لم يشارك الباحثون المدة التي يتعين على الأشخاص أن يقضوها في ممارسة الرياضة ليندرجوا في كل فئة. كما أخذ الفريق أيضًا عينات دم لتتبع الشيخوخة البيولوجية، وهو المعدل الذي يتقدم به الشخص جسديًا.
ولحساب عمرهم البيولوجي، فحص الباحثون التغيرات في الحمض النووي، والتي تعكس العوامل التي تؤثر على متوسط العمر، مثل الجينات وعادات الأكل وممارسة الرياضة.
في هذا المجال، أظهرت النتائج أن أولئك الذين كانوا نشيطين بشكل معتدل أو نشطين للغاية كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 15 إلى 23% خلال الدراسة التي استمرت 45 عامًا مقارنة بأولئك الذين كانوا خاملين.
ومع ذلك، بعد حساب مؤشر كتلة الجسم والتدخين وتعاطي الكحول، أظهرت البيانات أنه كان هناك انخفاض بنسبة 7% فقط في الوفيات بين المجموعة النشطة مقارنة بالمجموعة المستقرة، مع عدم وجود فوائد إضافية توفرها المستويات الأعلى من التمارين الرياضية. بعد صدور هذه النتيجة قال الباحثون إن هذا أمر “رائع”.
في الواقع، أظهر تحليل بيانات الدم أن أولئك الذين مارسوا أقل قدر من التمارين الرياضية كان لديهم عمر بيولوجي أكبر، وكذلك أولئك الذين مارسوا التمارين الرياضية أكثر. وكان الأشخاص الأكثر نشاطًا أكبر عمرًا بيولوجيًا بـ 1.3 سنة من أولئك الذين كانوا نشطين بشكل معتدل و 1.8 سنة أكبر من أولئك الذين كانوا نشطين.
واقترح الباحثون أنه بدلاً من أن تقلل المستويات العالية من التمارين من خطر الوفاة المبكرة، فإن النشاط النشط هو مجرد مؤشر على نمط حياة صحي شامل.
أخيرًا، إنّ اعتماد نظام صحيّ شامل ومتكامل هو ما يطيل عمرك وليس فقط ممارسة الرياضة.