تبتعدين عن محيطك، تتجنّبين الإختلاط بالناس، ترتبكين وتتعرّقين وترتجف يداك عند الإضطرار إلى مواجهة الآخرين، يتشتّت تركيزك ويخفق قلبك بسرعة لكونك محطّ أنظار مجموعة من الأشخاص… إذا كان هذا هو حالك عند التواجد في المجتمع إذاً أنت أحد المصابين بمشكلة الرهاب الإجتماعي. غالباً ما يعتقد البعض أنّ الأعراض التي ذكرناها هي مجرّد خجل من الطبيعي أن يشعر به الإنسان، ولكن في الحقيقة يتعدّى الرهاب الإجتماعي الشعور بالخجل وهو ينطوي على الخوف الزائد من المجتمع ومن التقييم السلبي الذي قد يبديه الآخرون. والنتيجة؟ ردود فعل جسدية ونفسية مكثفة من الممكن أن تعيق قدرة الفرد على القيام بمهامه اليومية بشكل طبيعي.
وإذا اعتقد مريض الرهاب أنّه بالامتناع عن المواجهة سيتخلّص من المشكلة وأعراضها فهو مخطئ، إذ في كلّ مرة يتهرّب فيها ستترسّخ المشكلة في داخله وتتفاقم مع الوقت لتمنعه من القيام بالعديد من الأمور مثل دراساته العليا، التوجّه إلى وظيفته وحتّى الزواج. وعند إيجاد هذه الصعوبات سيزداد انطواء مريض الرهاب وستتراجع صحته النفسية ليصل إلى الإكتئاب الذي قد يؤدّي في بعض الأحيان إلى الإنتحار. وغالباً ما تتفاقم هذه المشكلة، والتي تعدّ أكثر شيوعاً عند الذكور من الإناث، بسبب عدم معرفة المجتمع كيفية التعامل معها، إذ بدلاً من تشجيع مريض الرهاب على تخطّي خوفه في سنّ مبكر يقوم أفراد المجتمع بإعفائه من العديد من المهام لتفادي شعوره بالخجل أو الخوف ما يعدّ إحدى أسوأ الطرق لعلاج المشكلة.
أنواع فوبيا لن تصدّقي أنّها موجودة!
في الواقع قد يكون التشجيع كافياً في بعض الأحيان للتخلّص من الرهاب الإجتماعي أو الحدّ من مضاعفاته، وإذا استدعت الحاجة فقد يكون من المفيد زيارة الطبيب المختص الذي سيصف العلاج الدوائي المناسب إلى جانب تزويد المريض بنصائح لتغيير السلوك. إذا كنت تشعرين بالرهاب أو أنّ أحد أفراد عائلتك يعاني منه فلا تتأخّري في استشارة طبيب ولا تحاولي علاج المشكلة بتناول المهدّئات لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى مشكلة جديدة وهي الإدمان.