البطيخ للحامل في الشهر التاسع، هل هو صحّي؟ أم قد يسبّب أضرارًا للأمّ المستقبليّة أو لجنينها؟ أسئلة سنجيبك عليها!
البطيخ فاكهة صيفيّة معروفة بخصائصها الغذائيّة والتي تروي العطش. ولكنّ الأمور قد تختلف في حالة الحمل، لذلك من الطبيعي تمامًا أن نتساءل عن تغذية الحامل. تُنصح السيّدة الحامل باتّباع التوصيات الغذائيّة العامّة، وهي تناول خمس أنواع من الفاكهة والخضار يوميًّا. ويمكن أن تؤكل نيئة أو مطبوخة حسب التفضيل. وما نعرفه عامّةً هو أنّه خلال فترة الصيف، يمكن للنساء الحوامل إدراج البطيخ من بينها، ولكن مع اتّخاذ بعض الاحتياطات. فهل من مخاطر لاستهلاك البطيخ للحامل في الشهر التاسع؟ أم أنّه بعكس ذلك له فوائد؟ وما هي احتياطات استهلاكه في هذه الحالة؟
فوائد البطيخ للحامل
البطيخ هو فاكهة من نبات متسلق، وهو جزء من عائلة الخيار المسمّات “Cucurbitaceae”. هناك أكثر من 1200 نوع منها، ويتراوح لونها من اللون الوردي إلى الأحمر الداكن. وكلّما كان لونها أغمق، كان طعم البطيخ أحلى.
هذه الفاكهة مفيدة لصحّة الأمّ والطفل ولنموّه. فهي منخفضة السعرات الحراريّة وغنيّة بالفيتامينات A وC وB6 وB1، والعناصر الغذائيّة الأخرى كالبوتاسيوم والألياف. ويحمل كلّ منها فوائد عديدة بالأخصّ للحامل:
- فيتامين “A”: ضروري لنمو الخلايا الجنينيّة والأعضاء الحيويّة للجنين كالقلب، الرئتين، والكليتين. يساعد على مكافحة الالتهابات، كما يساهم في “صيانة” جهاز المناعة والصحّة الجيّدة لشبكيّة العين للأمّ والجنين.
- فيتامين “C”: يساهم في الأداء السليم لجهاز المناعة. كما يساعد بامتصاص الحديد.
- فيتامين “B6”: يلعب دورًا أساسيًّا في نمو الدماغ والجهاز العصبي للجنين.
- فيتامين “B1”: يشارك في استقلاب الكربوهيدرات ويشارك في استقلاب الدهون.
- البوتاسيوم: يساعد على تنظيم معدل ضربات القلب.
- مضادات الأكسدة: وبالأخصّ الليكوبين، أحد مضادات الأكسدة القويّة من عائلة الكاروتينات الكبيرة، التي تحمي القلب والدماغ.
- الألياف: تعمل على تحسين عمليّة الهضم، وتمنع إمساك الحمل والبواسير.
- مصدر ترطيب مهمّ للجسم: يوفر البطّيخ كميّة كبيرة من الماء للجسم، وبالتالي يساهم في ترطيبه جيّدًا. ولشرب الماء والسوائل فوائد عدّة للحامل خاصّةً في شهرها الأخير.
خطورة تناول البطيخ
رغم أنّ البطيخ طعام مليء بالفوائد عامّةً وللحامل خاصّةً، إلّا أنّه قد يكون له مخاطر في حال قمت بتناوله بكثرة. وينصح الأخصّائيون بتناوله بكميّات معتدلة، لهذه الأسباب:
- قد يسبّب لك مشاكل في الجهاز الهضمي: يعتبر البطيخ غنيّ جدًّا بالألياف، لذلك فإنّ تناوله بكثرة قد يؤدّي الى مشاكل كالإسهال. ما يعتبر غير محبّذ، وقد يشكّل خطورة على الحامل.
- من الممكن أن يتسبّب بارتفاع السكّر في الدمّ: خاصّة في حال معاناتك من السكّري عادةً أو من سكّري الحمل، لاحتوائه على السكّر كغيره من الفاكهة. وحتّى إن كان محتوى السكّر بسيط في الفاكهة، إلّا أنّ كثرة تناولها تعني رفع مستوى السكّر. وينصح الأخصّائيّون، في حال معاناتك من السكّري، أن تأكلي الفاكهة مع الزبادي لتجنب ارتفاع نسبة السكر في الدمّ.
- حساسيّة تجاه البطيخ أو اللّقاحات والمبيدات المستخدمة في زراعته: إذ إنّ لدى بعض الأشخاص في بعض الحالات النادرة حساسيّة على البطيخ. وقد تلاحظين في هذه الحالة ظهور طفح جلدي أو حكّة في الجلد بعد تناول البطيخ. أمّا الحكّة بالرقبة والصدر قد تكون بسبب الحساسيّة تجاه اللّقاحات والمبيدات المستخدمة في زراعة البطيخ، وفق ما ذكر موقع “altibbi.com”. لذلك ننصحك دائمًا بالبحث عن أنواع مزروعة من دون استخدام مواد ومبيدات.
البطيخ للحامل في الشهر التاسع والـ”Toxoplasmosis”
يرتبط استهلاك البطيخ بخطر الإصابة بداء المقوسات المعروف بالـ”Toxoplasmosis”. هذه العدوى الغذائيّة، التي يسببها طفيل الـ”توكسوبلازما جوندي”، يمكن أن تكون خطيرة جدًا على نموّ الطفل العصبي والعيني.
وما يجهله البعض أنّ الطفيل الذي يسبب هذه العدوى من الممكن أن يكون موجودًا بالتربة. وبما أنّ البطيخ ينمو على الأرض، من الممكن أن يكون معرّضًا له.
لهذا ينصح الخبراء بغسل قشرة البطيخ جيّدً قبل تقطيعه وتناوله. ومن الأفضل أيضًا أن تقومي بشراء بطيخة كاملة بد من شراء قطع منها، للتأكّد من تنظيفها قبل استهلاكها.
أنواع الفاكهة الأخرى التي ينصح بها أثناء الحمل
تعتبر أغلب أنواع الفاكهة مهمّة لاستهلاكها أثناء الحمل، خاصّةً التي تحتوي على الفيتامينات “C” و”A” وحمض الفوليك والألياف.
ينصح الأطبّاء بإنهاء وجبتك بفاكهة غنية بالفيتامين “C”، من أجل تعزيز امتصاص الحديد. ومن بين الفاكهة التي تحتوي على أكبر قدر من نذكر: الجوافة، المشمش، والفراولة، الكيوي، والجريب فروت وغيرها.
أمّا الفيتامين “A”، فنجده بكثرة بالمشمش والمانجو والطماطم.
برأيي الشخصي كمحرّرة، ورأي أخصّائيي التغذية، يمكنك تناول هذا الطعام اللذيذ والمغذّي بأمان أثناء الحمل في الشهر التاسع ولكن باعتدال. طالما أنك تتبعين قواعد سلامة الغذاء، إذ يجب أن يكون طازجًا، خالٍ من المواد الكيميائيّة، ومغسول جيّدًا من الخارج قبل تقطيعه. وهناك عدّة طرق للاستمتاع بالبطيخ والاستفادة الكاملة من عناصره الغذائية، كتناوله بمفرده أو في سلطة الفواكه. كما يمكنك عصره لتناوله كعصير منعش.