هل تساءلتِ يومًا عن الأثر العميق للإجهاد على صحّتك؟ قد لا يكون الأمر واضحًا دائمًا، ولكنّ الدراسات الحديثة تكشف عن صلة خطيرة بين الإجهاد المزمن أو التعب الدائم والإصابة بأمراضٍ متعدّدة، منها السرطان. فعندما تتعرضين للإجهاد بشكلٍ مستمرّ، يتأثّر جهازك المناعي وتضعف مقاومته للأمراض.
إن الإجهاد ليس مجرد شعور عابر؛ إبل هو حال تتجاوز الحدود النفسيّة لتؤثّر على الجسد كاملًا. يشير العلماء إلى أنّ الإجهاد يفرز هرموناتٍ مثل الكورتيزول، والتي يمكن أن تضعف الجهاز المناعي وتجعله غير قادر على مكافحة نمو الخلايا السرطانية بفاعلية. فكيف يمكن السيطرة على هذا الإجهاد قبل أن يصبح تهديدًا حقيقيًا للصحة؟
الإجهاد وأثره على البكتيريا النافعة
يمتدّ الإجهاد ليؤثّر على الميكروبات المفيدة في الأمعاء، وخاصة بكتيريا Lactobacillus، التي تؤدّي دورًا حيويًا في تعزيز المناعة. أظهرت دراسة أجرتها “جامعة سيتشوان” أن الفئران التي تعرّضت للإجهاد فقدت هذه البكتيريا بمستوياتٍ كبيرة، ممّا أدّى إلى تسارع نموّ الأورام في القولون. وأضافت الباحثة “تشينج لي” أنّ الحصول على التغذية السليمة تساعد في استعادة توازن هذه الميكروبات، ممّا يعزّز دفاعات الجسم الطبيعيّة ضد السرطان. كذلك، أشارت دراسة أخرى من “جامعة ميشيغان” إلى أن الشعور بالإجهاد يقلّل من بكتيريا اللاكتوباسيلوس، وبالتالي يسرّع من نموّ الأورام.

كيفية تقليل الإجهاد والوقاية من السرطان
- اتّباع نظام غذائي صحّي: اجعلي النظام الغذائي حليفكِ الأوّل في محاربة الإجهاد. تناولي الأطعمة الغنيّة بالألياف والبوليفينول مثل الفواكه، والمكسرات، والعنب الأحمر، لأنها تحسّن من صحّة الأمعاء وتعزّز جهاز المناعة. عندما تعتنين بميكروباتك الجيّدة، تصبحين أكثر قدرةً على التصدّي للالتهابات والحدّ من تطوّر الأورام.
- ممارسة الرياضة بانتظام: خصّصي وقتًا لممارسة الرياضة، حتى لو كانت خفيفة مثل المشي، السباحة، أو التنزّه. فهي لا تحسّن فقط من الحال النفسيّة بل تعيد التوازن للميكروبات النافعة. ممّا يجعل الأمعاء أكثر قدرةً على التصدّي للأمراض والالتهابات.
- تغيير الموقف والتفكير الإيجابي: إنّ التحلي بالهدوء والتفكير الإيجابي يساعدان على تقليل آثار الإجهاد، لذا حاولي التعامل مع التحدّيات بابتسامةٍ. فقد أظهرت الدراسات أنّ المواقف الإيجابيّة تحسّن من صحّة القولون والأمعاء، ممّا يقلّل من خطر الإصابة بالسرطان.
من الضروريّ أن تتحكّمي في مستويات الإجهاد لديكِ من خلال اتّباع أسلوب حياة صحّي ومتوازن. عندما تجمعين بين الغذاء الصحي، والنشاط البدني، والتفكير الإيجابي، تتمكنين من تحويل الإجهاد إلى تحدٍّ يسهل التغلّب عليه. ممّا يقلّل من فرص الإصابة بالسرطان. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن حقائق لا تعرفيها عن سرطان الثدي.