هل تعلمين أنّ للرضاعة الطبيعية تأثير على نفسية الأم؟ الأمر لا يتعلّق فقط بفوائد الرضاعة الطبيعية، إنّما لصحة الام العقلية حساب أيضًا.
غالبًا ما نتحدث عن الجانب الجسدي للرضاعة الطبيعية، كالألم الناجم عن الطريقة الخاطئة لإمساك الطفل بالثدي وساعات الجلوس على الأريكة التي تسبب ألمًا أسفل الظهر، ناهيك عن الإرهاق؛ إلا أنّ÷ إلى جانب كل ذلك ننسى الحديث عن الخسارة التي تشعر بها الأم المرضعة في هذه الفترة.
في هذا الخصوص تقول أليسون لوفيت، مؤسسة خدمة دعم الرضاعة الطبيعية، The Latch: “تبدأ الكثير من الأمهات الجدد في إرضاع أطفالهنّ وهنّ مستنزفات تمامًا، جسديًا وعاطفيًا، بعد مخاض طويل وولادة”. وبذلك، نتأكّد كم أنّ موضوع الرضاعة يتطلّب تحضيرًا حتى قبل الحمل.
الخسارة العقلية
إنه ماراثون بالتأكيد! تقدّر لوفيت أن الأطفال حديثي الولادة يتغذون في أي مكان من ثماني إلى 24 مرة في اليوم اعتمادًا على حجم الطفل وسعة تخزين ثدي الأم، لمدة 10 إلى 60 دقيقة في المرة الواحدة.
بالإضافة إلى الإرباك عند اختيار طرق الرضاعة، “تشعر العديد من النساء بالإرهاق بسبب مطالب أطفالهن، وبخاصةٍ إذا كن يحصلن أيضًا على القليل من النوم”، بحسب مستشارة المسجلة في BACP ، كيت كامبل.
أما لوفيت فتقول في هذا الخصوص إنّ الأمهات الجدد بحاجة إلى “قدرة عاطفية وجسدية للتحمّل” خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة. “يمكن أن تكون صدمة كبيرة، وهي بلا شك أحد الأسباب الرئيسية لعدم تمكّن الأمهات الجدد من الرضاعة الطبيعية طالما كن يأملن ويخططن لها؛ فهم ببساطة ليس لديهنّ القدرة على التحمل والحافز للاستمرار. “
لذا، إذا كنت تريدين الرضاعة الطبيعية، فكيف تتأكّدين من أن لديك ما يكفي من القدرة على التحمل العاطفي؟
- الخطة والتحضير: بالإضافة إلى متابعة البرامج التعليمية ومشاهدتها على يوتيوب، قد يكون أفضل مصدر للمعرفة صديقاتك اللواتي مررن بالرضاعة الطبيعية. على الرغم من اختلاف تجربة كل شخص، إلا أنّ التحارب قد تساعدك في الحصول على صورة واقعية لما هو مقبل وكيف يمكنك التأقلم بشكل أفضل.
- أنظمة الدعم: سيكون نظام الدعم مساعدة كبيرة، إن كان من الأهل والأصدقاء وإن كان بالأكثر من قبل الزوج الذي من المهم أن يشجع زوجته على ممارسة الرضاعة الطبيعية في أي وقت وفي كل مكان.
- التخفيف عن نفسك: قد تشعرين بالذنب إذا لم تكوني قادرة على الرضاعة في كثير من الأحيان أو لفترة طويلة كما هو موصى به، لكن لوفيت تقول: “إحدى الرسائل المهمة هي أن الرضاعة الطبيعية التي كنت قادرة على تقديمها أفضل من عدم الرضاعة على الإطلاق”. فلا تحمّلي نفسك كثيرًا!
أخيرًا، تجد العديد من الامهات أن قرار التوقف عن الرضاعة الطبيعية، مهما كان عمر طفلهن، وقتًا عاطفيًا للغاية، غالبًا ما يكون محفوفًا بالعواطف المعقدة والمتضاربة في بعض الأحيان. لا داعي للقلق في هذا المجال أيضًا، فأنتِ حرّة ووحدك تقررين متى وكيف!