سنكشف لكِ عن سبب عدم تجشؤ الرضيع في الأسطر القادمة من هذا المقال الجديد على موقعنا، حيث سنكشف لكِ عن مختلف العوامل التي تؤدّي إلى مواجهة هذه المشكلة التي قد تكون متعلّقة بالمعاناة من المشاكل الهضمية الأكثر شيوعًا عند الرضع، مبيّنين أضرار هذه الحال، كما سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي يمكنكِ اتّباعها لتفادي معاناة طفلكِ منها.
إنّ تجشؤ الرضيع هي عملية طبيعية وأساسية تساعد على تحرير الهواء المحتبس في المعدة، والذي يمكن أن يسبب الشعور بعدم الراحة والغازات، وهي جزءًا مهمًا من عملية الرضاعة، حيث تساعد على تجنب مواجهة العديد من المشاكل الصحية والهضمية، ولكن عندما لا يستطيع الرضيع التجشؤ بشكل طبيعي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خلق شعور بالقلق والتساؤلات لدى الأمهات.
الأسباب المحتملة التي قد تكون خلف هذه المشكلة
من أجل الكشف عن سبب عدم تجشؤ الرضيع ومصدر هذه المشكلة، سنطلعكِ على أبرز العوامل التي تؤدّي إلى المعاناة من هذه الحال، وتشمل:
أ. وضعية الرضاعة
تؤدّي وضعية الرضاعة دورًا حاسمًا في دخول الهواء إلى معدة الطفل، فإذا كان في وضعية غير مريحة أو كان رأسه في مستوى أقّل من معدته أثناء الرضاعة، قد يبتلع كمية كبيرة من الهواء، لذلك من المهم التأكد من أن رأسه مرتفع قليلًا عن مستوى معدته أثناء الرضاعة.
ب. نوعية الزجاجة أو الحلمة
إنّ اختيار زجاجات الحليب أو الحلمات غير المناسبة يمكن أن يساهم بشكل كبير في دخول الهواء إلى معدة الرضيع، فالحلمات التي تكون أكبر أو أصغر من اللازم قد تتسبب في تدفق الحليب بسرعة غير متناسبة مع قدرته على البلع، مما يؤدي إلى ابتلاع الهواء.
ج. تناول الحليب بسرعة
إنّ بعض الأطفال لديهم ميل لتناول الحليب بسرعة كبيرة، ممّا يؤدي إلى دخول كميات كبيرة من الهواء إلى معدتهم، وهذا الأمر شائع خاصة عند الأطفال الذين يشعرون بالجوع الشديد أو عندما تكون فترات الرضاعة غير منتظمة.
د. حساسية الحليب
قد يُعاني بعض الرضع من حساسية تجاه مكونات معينة في الحليب الصناعي أو حتى حليب الأم وهذا ما يُعرف بحساسية اللاكتوز للرضع، ممّا يؤدّي إلى تراكم الغازات في المعدة وصعوبة التجشّؤ، وهذا ما يمكن أن يسبب حساسية في الجهاز الهضمي ويزيد من صعوبة التخلص من الهواء المحتبس.
هـ. نمو الجهاز الهضمي
في بعض الأحيان، قد يكون جهاز الهضمي للطفل غير ناضج بما يكفي للتعامل مع الهواء الزائد بشكل فعال، وهذا قد يكون مؤقتًا ويحلّ مع نمو الطفل وتطور جهازه الهضمي.
الأضرار المحتملة التي قد تنتج عن هذه المشكلة
بعد أن أطلعناكِ على سبب عدم تجشؤ الرضيع في ما سبق، سنكشف لكِ عن الآثار الجانبيّة المحتملة التي قد تطال طفلكِ جرّاء هذه المشكلة، وتشمل:
أ. الشعور بعدم الراحة
يمكن أن يسبب تراكم الهواء في معدة الرضيع شعورًا شديدًا بعدم الراحة والحساسية، ممّا يؤدي إلى البكاء المستمر وصعوبة النوم، فالأطفال الذين يعانون من هذا الأمر قد يظهرون عوارضًا مثل التقوّس الخلفي والشدّ على أرجلهم بسبب الألم.
ب. الغازات والانتفاخ
يمكن أن يؤدي الهواء المحتبس إلى الغازات والانتفاخ، ممّا يزيد من معاناة الطفل ويجعله غير مرتاح، حيث أنّها يمكن أن تسبب أيضًا مغصًا شديدًا، وهو من أكثر الأسباب شيوعًا لكثرة بكاء الأطفال الرضع.
ج. الارتجاع
قد يؤدّي الهواء الزائد في المعدة إلى ارتجاع الحليب إلى المريء، ممّا يمكن أن يسبب حرقة واضطرابات هضمية للرضيع، وهذا يمكن أن يكون مزعجًا للطفل ويسبب له شعورًا بالحرقة وعدم الراحة.
د. تأثيرات طويلة الأمد
في الحالات الشديدة، قد يؤدّي تراكم الهواء وعدم القدرة على التجشؤ إلى مواجهة مشاكل هضمية أكثر تعقيدًا على المدى الطويل، مما يستدعي تدخلًا طبيًا، حيث قد تشمل صعوبة في الهضم ومشاكل في الأمعاء.
كيفيّة التعامل مع هذه الحال
بعد أن أطلعناكِ على سبب عدم تجشؤ الرضيع في ما سبق، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات للتعامل مع هذه المشكلة في ما يلي:
أ. تعديل وضعية الرضاعة
تأكّدي من أن الطفل في وضعية صحيحة أثناء الرضاعة، حيث يكون رأسه مرتفعًا عن مستوى معدته، فهذا يساعده على تقليل دخول الهواء إلى المعدة، لذا يمكن استخدام وسادة رضاعة للمساعدة في تحقيق هذه الوضعية.
ب. استخدام زجاجات وحلمات مناسبة
اختاري زجاجات وحلمات ذات جودة عالية ومصمّمة لمنع دخول الهواء، فالحلمات التي تحتوي صمامات أو تلك التي تتناسب مع عمر الطفل يمكن أن تكون مفيدة جدًا، أمّا زجاجات الحليب ذات الصمامات يمكن أن تساعد في تقليل كمية الهواء التي تدخل إلى معدة الطفل.
ج. الرضاعة ببطء
حاولي إطعام الطفل ببطء لتقليل كمية الهواء التي يبتلعها، فقد يكون من المفيد أخذ فترات راحة قصيرة خلال الرضاعة للسماح للطفل بالتجشؤ، كما يمكن أيضًا تقسيم وجبة الحليب إلى عدّة وجبات صغيرة لتجنب سرعة الشرب.
د. التربيت على الظهر
بعد كل جلسة رضاعة، حاولي التربيت بلطف على ظهر الطفل لمساعدته على التجشؤ، ويمكن تجربة عدة وضعيات مثل وضع الطفل على كتفك أو وضعه جالسًا في حضنك والتربيت بلطف، كما يمكنك أيضًا وضعه على بطنه على ذراعك والتربيت بلطف على ظهره.
هـ. مراقبة النظام الغذائي للأم
إذا كنت ترضعين طبيعيًا، قد يكون من المفيد مراقبة نظامك الغذائي لتجنّب تناول الأطعمة التي تسبّب الغازات مثل البقوليات والكرنب، فالمأكولات التي تتناولينها يمكن أن تؤثر على جودة حليبك وتسبب تراكم الغازات في معدة الطفل.
و. استشارة الطبيب
إذا استمرّت المشكلة وكان الطفل يعاني بشكل كبير، يجب استشارة الطبيب للحصول على نصائح وعلاج مناسب، ففي بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام أدوية تساعد على تخفيف الغازات.
ز. استخدام قطرات الغاز
قد يوصي بعض الأطباء باستخدام قطرات الغاز التي تساعد على تخفيف الغازات في معدة الطفل، وهي عادةً ما تكون متوفرة من دون وصفة طبية ويمكن أن تكون مفيدة جدًا في بعض الحالات.
ح. تدليك البطن
إنّ تدليك بطن الطفل بلطف بحركات دائرية يمكن أن يساعد على تحرير الغازات، لذا يمكنك استخدام زيت الأطفال لتسهيل هذه العمليّة وتجنب إصابته بحساسية الجلد.
إنّ عدم قدرة الرضيع على التجشّؤ هي مشكلة شائعة يمكن أن تسبّب الكثير من الانزعاج للطفل والأم على حد سواء، ولكن من خلال فهم الأسباب المحتملة واتخاذ الخطوات الصحيحة للتعامل معها، يمكن التخفيف من هذه المشكلة بشكل كبير.
تأكدي من استشارة الطبيب قبل تطبيق أيّ نصيحة وخاصّةً إذا كانت هناك أي مخاوف صحية متعلقة برضيعك لضمان سلامته وصحته، فالحفاظ على راحة الطفل هو الهدف الأسمى، وكل خطوة تتخذينها نحو فهم وتخفيف مشكلة التجشؤ تساهم في تحقيق هذا الهدف، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ حيلة بسيطة تساعد طفلكِ على التجشؤ بسرعة مذهلة.