مع تزايد التحدّيات اليوميّة التي يواجهها المراهقون في عصرنا الحالي، بات من الضروري على الأمهات الانتباه إلى بعض العادات التي قد تؤثّر سلبًا على صحّة أبنائهنَّ النفسية.
فقد كشفت دراسة حديثة عن العلاقة بين ممارسة عادة منتشرة بين المراهقين وبين زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب الحاد. لذا، إذا كنتِ قلقة على صحة ابنكِ النفسيّة، فهذا الموضوع يستحقّ انتباهك.
التدخين الإلكتروني
وفقًا لدراسة أجرتها إحدى الجامعات الأستراليّة، لوحظ أنّ هناك علاقة واضحة بين التدخين الإلكتروني وتدهور الصحّة النفسيّة لدى المراهقين. وقد استهدف هذا البحث مجموعة كبيرة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا، وبيّن أن أولئك الذين يعانون من عوارض اكتئابية حادّة كانوا أكثر احتمالًا لممارسة التدخين الإلكتروني بمعدّل الضعف مقارنةً بالذين لا يعانون من هذه العوارض. وهذا الرابط لا يمكن تجاهله، فهو يشير إلى أنّ ممارسة هذه العادة قدتكون مؤشّرًا على معاناة نفسيّة أعمق.
دور الضغط النفسي في تعزيز عادات غير صحية
كما أوضحت الدراسة أنّ التعرّض للضغط النفسي يؤدّي دورًا رئيسيًا في زيادة احتماليّة استخدام المراهقين للسجائر الإلكترونية. فالطلاب الذين يعانون من مستويات متوسّطة إلى مرتفعة من التوتّر كانوا أكثر عرضةً للتدخين الإلكتروني بنسبة تصل إلى 74% مقارنة بأقرانهم الذين يعيشون حياة أكثر هدوءًا. وذلك لأنّ الشعور بالتوتر والقلق قد يدفع المراهقين للبحث عن وسائل تخفيف مؤقتة، حتى لو كانت ضارّة مثل العادة المذكورة.
انخفاض مستوى الرفاهية العامة يزيد من المخاطر
وجد الباحثون أيضًا أن انخفاض مستوى الرفاهية العامّة لدى المراهقين يرتبط بشكلٍ كبيرٍ بزيادة احتماليّة استخدامهم للتدخين الإلكتروني. فأولئك الذين أبلغوا عن شعورهم بتدهور في رفاهيتهم النفسيّة كانوا أكثر عرضةً لاستخدام السجائر الإلكترونية بنسبة تصل إلى 105% مقارنة بمن يتمتّعون بمستويات رفاهية نفسيّة أفضل. وهذا يعكس تأثير العوامل النفسية والاجتماعية على اتّخاذ قرارات ضارّة بالصحّة.
هل التدخين الإلكتروني هو السبب الفعلي للاكتئاب؟
على الرغم من عدم وجود دليل قاطع يثبت أن التدخين الإلكتروني هو السبب المباشر للاكتئاب، إلا أن هناك علاقة قوية بين ممارسة هذه العادة وتدهور الحال النفسية. ويعتقد الخبراء أنّ هذه العلاقة معقّدة وتحتاج إلى مزيد من البحث لفهمها بالكامل. ومع ذلك، من الواضح أنّ التدخين الإلكتروني ليس مجرد عادة بريئة، بل قد يكون له تأثيرات ضارّة على الصحّة النفسيّة للمراهقين.
أهميّة التدخّل المبكر
إنّ نتائج هذه الدراسة تسلّط الضوء على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائيّة لدعم صحّة المراهقين النفسيّة في وقتٍ مبكر. يجب على الأمهات أن يكنَّ واعيات بهذه المخاطر وأن يعملنَ على توعية أبنائهنَّ بأضرار التدخين الإلكتروني، إضافةً إلى تعزيز التواصل المفتوح لمناقشة مشاعرهم والضغوط التي يواجهونها.
في الختام، إنّ العناية بصحّة ابنكِ النفسيّة تتطلّب مراقبة دقيقة للعادات التي قد تؤثّر سلبًا عليه، مثل التدخين الإلكتروني. فالتدخّل المبكر والاهتمام بتوفير بيئة داعمة قد يسهمان في حمايته من المخاطر التي قد تؤثّر على صحته النفسيّة على المدى الطويل. كوني دائمًا على تواصل مع ابنكِ وتحدثي معه عن المشاكل التي يواجهها لتفادي تلك المخاطر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفية التعامل مع المراهق العنيد والعصبي والعدواني.