تشكّل أعراض نقص الحديد عند الحامل في الشهر السابع تحديًا صحيًا يمكن أن يؤثّر بشكل مباشر على صحة الأم والجنين، فالحديد هو عنصر أساسي يحتاجه الجسم لإنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في الدم، وخلال فترة الحمل، يزداد طلب الجسم على هذا العنصر بشكل كبير لدعم نمو الجنين وتوفير الأكسجين اللازم له، وفي الشهر السابع من الحمل، يصبح من الضروري مراقبة مستوياته بدقة نظرًا لأنّ أي نقص قد يؤدي إلى مواجهة واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أهم أعراض نقص الحديد عند الحامل في الشهر السابع ، الأسباب التي تؤدي إلى هذا النقص، الآثار الجانبية الناجمة عنه، بالإضافة إلى الخطوات العلاجية الموصى بها لتحسين مستويات الحديد وضمان سلامة الأم والجنين على حدٍّ سواء.
أسباب ضعف مستوى الحديد لدى الحامل
تتنوّع أسباب ضعف مستوى الحديد لدى الحامل وقد تتراوح بين التغيرات الفسيولوجيّة الطبيعيّة في الجسم وبين العوامل الغذائية والبيئية، ومن المهم فهمها لضمان الوقاية من نقص الحديد أو التعامل معه بشكل فعال إذا حدث، لذا سنكشف لكِ عن أكثرها شيوعًا في ما يلي:
زيادة الطلب على الحديد
مع تقدّم الحمل، يرتفع طلب الجسم على الحديد بشكل كبير لدعم تطوّر مراحل نمو الجنين في الرحم وتكوين مشيمة قويّة وصحيّة، ففي الشهر السابع، يكون الجنين في مرحلة نموّ سريع، ممّا يزيد من احتياجاته الغذائيّة، وخصوصًا الحديد، بالإضافة إلى ذلك، يزداد حجم الدم لدى الأم بنسبة تصل إلى 50%، ممّا يتطلب المزيد من هذا العنصر لتكوين الهيموجلوبين اللازم لنقل الأكسجين إلى كلّ من الأمّ والجنين.
نقص التغذية
يمكن أن يؤدّي نقص التغذية أو عدم اتّباع نظام غذائي متوازن إلى نقص الحديد، فالنساء الحوامل اللواتي لا يتناولن كميات كافية من الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، السبانخ، والبقوليات قد يواجهن صعوبة في الحفاظ على مستويات الحديد المثلى، كما أن بعض الحوامل قد يتجنبن تناول اللحوم بسبب الغثيان أو بسبب تغيرات في الذوق، ممّا يزيد من خطر نقص الحديد.
فقد أشار موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Iron deficiency anemia” إلى أنّ الجسم يحصل على الحديد بشكل منتظم من الأطعمة التي تتناولها، لذا إذا كانت كمية الحديد التي يتمّ استهلاكها غير كافية، فقد يؤدي ذلك إلى نقص الحديد في الجسم مع مرور الوقت. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
سوء الامتصاص
قد يعاني بعض النساء من مشاكل في الجهاز الهضمي تؤثّر على قدرة الجسم على امتصاص الحديد، فاضطرابات الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة أو القولون العصبي يمكن أن تؤدّي إلى ضعف امتصاص هذا العنصر من الطعام، كما أنّ تناول بعض الأطعمة أو المشروبات مثل الشاي والقهوة بعد الوجبات قد يسبّب هذه المشكلة أيضًا.
الآثار الجانبيّة الناجمة عن هذا النقص
إنّ الآثار الجانبيّة الناجمة عن أعراض نقص الحديد عند الحامل في الشهر السابع قد تكون خطيرة، ليس فقط على الأم بل على الجنين أيضًا،ومن الضروريّ فهمها، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
فقر الدم
إنّ فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو أحد أكثر المضاعفات شيوعًا، فعندما ينخفض مستوى الحديد، يقل إنتاج الهيموجلوبين، ممّا يؤدي إلى انخفاض كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الجسم المختلفة، وهذا يمكن أن يسبب التعب الشديد، ضيق التنفس، وشحوب الجلد، بالإضافة إلى ذلك، قد تعاني الحامل من خفقان القلب وزيادة في معدل ضربات القلب، وهي علامات على أن الجسم يحاول تعويض نقص الأكسجين.
زيادة خطر الولادة المبكرة
أظهرت الدراسات أن نقص الحديد يمكن أن يزيد من خطر الولادة المبكرة، فهذه المشكلة تحدث عندما لا يحصل الجنين على ما يكفي من الأكسجين والمواد المغذية، ممّا يؤدي إلى تحفيز الولادة قبل الأوان، والولادة المبكرة ترتبط بعدة مخاطر صحية للجنين، بما في ذلك مشاكل في التنفس، انخفاض الوزن عند الولادة، وصعوبات في النمو والتطور.
وبحسب موقع ScienceDirect.com في دراسة نُشِرَت تحت عنوان “Biological Mechanisms That Might Underlie Iron’s Effects on Fetal Growth and Preterm Birth”، من المحتمل أن يؤدّي نقص الحديد إلى زيادة الضرر التأكسدي لخلايا الدم الحمراء والمشيمة الجنينية، كما قد يرتفع خطر الإصابة بالعدوى لدى الأم بسبب نقص الحديد، مما قد يحفز إنتاج هرمون CRH، وهو عامل رئيسي يزيد من احتمال حدوث الولادة المبكرة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.
ضعف نمو الجنين
لا يؤثّر نقص الحديد فقط على الأم، بل يمكن أن يؤثّر بشكل مباشر على نمو الجنين، فهذا العنصر ضروري لتكوين الهيموجلوبين والأنسجة العضلية في الجنين، وإذا كان هناك نقص فيه، قد يكون الجنين عرضة لانخفاض وزن الولادة، وقد يواجه صعوبات في التطور العصبي، كما أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من نقص الحديد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم في مرحلة الطفولة.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
تشمل الخطوات العلاجيّة الموصى بها للتعامل مع أعراض نقص الحديد عند الحامل في الشهر السابع تغييرات في النظام الغذائي، المكملات الغذائية، والفحوصات الدورية لضمان الحفاظ على مستويات الحديد المثلى، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
التغذية السليمة
أوّل خطوة في علاج نقص الحديد هي التأكّد من أنّ الحامل تتناول نظامًا غذائيًا متوازنًا وغنيًا بالحديد، والأطعمة التي تحتوي نسبة عالية من الحديد تشمل اللحوم الحمراء، الكبد، السبانخ، والبقوليات، ويمكن تعزيز امتصاصه بتناول فيتامين C الموجود في الفواكه مثل البرتقال والفراولة، ومن المهمّ أيضًا تجنب تناول الأطعمة أو المشروبات التي تعوق امتصاص الحديد مثل الشاي والقهوة مع الوجبات.
المكمّلات الغذائية
في الحالات التي يكون فيها النظام الغذائي غير كافٍ لتعويض نقص الحديد، قد يوصي الطبيب بتناول مكملات الحديد، والتي عادةً ما تكون على شكل أقراص أو كبسولات ويجب تناولها وفقًا لتوجيهات الطبيب لتجنب الآثار الجانبية مثل الغثيان أو الإمساك، وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى حقن الحديد إذا كان هناك نقص حاد لا يمكن تعويضه بالمكملات الفموية.
الفحص الدوري
إنّ الحرص على إجراء فحوصات دورية لمستوى الحديد في الدم هو جزء أساسي من متابعة صحة الحامل، حيث أنّها تساعد في الكشف المبكر عن أي انخفاض في مستوى الحديد وتتيح التدخل السريع لمنع تفاقم المشكلة، لذا ينصح بإجراء هذه الفحوصات بانتظام، خاصّةً في الشهر السابع من الحمل، عندما تكون احتياجات الجسم من الحديد في ذروتها.
إنّ مواجهة أعراض نقص الحديد عند الحامل في الشهر السابع هي مشكلة صحيّة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فمن خلال اتباع نظام غذائي غني بالحديد، تناول المكملات الغذائية عند الحاجة، ومراقبة مستوى الحديد بانتظام، يمكن للحامل تجنب العديد من المضاعفات والحفاظ على صحتها وصحة جنينها. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اهم الفيتامينات للحامل لتعزيز نموّ الجنين.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الوعي بأهمية الحديد والتزام الحامل بتوجيهات الطبيب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مسار الحمل، لذا أنصح جميع النساء الحوامل بإجراء الفحوصات الدوريّة وتناول الأطعمة الغنيّة بالحديد لضمان حمل صحي وآمن، فالوعي والتدخّل المبكر هما المفتاح للحفاظ على مستويات الحديد وضمان سلامة الأم والجنين.