استفراغ الحامل في الشهر السابع أو عودة الوحام بشكل عام ليس أمرًا شائعًا، إلّا أنّه من الممكن أن يحدث في بعض الحلات.
في حملي الثاني وخلال الأسبوع الأوّل من الشهر السابع، حدث معي غثيان واستفراغ مفاجئ. أذكر تمامًا كم كان قويًّا لدرجة أنّي لم أعد أستطيع الوقوف، أو حتّى أن أشرب ولو قطرة ماء واحدة. ليتبيّن بعد إجراء الفحوصات اللّازمة أنّي قد التقطت فيروسًا معويًّا ما أدّى الى حدوث هذا الأمر. انطلاقًا من المشكلة التي حدثت معي ومع حوامل أخريات، سأعدّد في هذا المقال أسباب استفراغ الحامل في الشهر السابع. ما هي مخاطره المحتملة ومتى يجب عليك استشارة الطبيب؟
اسباب استفراغ الحامل في الشهر السابع
لاستفراغ الحامل في الشهر السابع أسباب محتملة عدّة. بعضها مرتبط بالحمل والحالة الصحيّة للحامل، وبعضها مرتبط بعوامل خارجيّة جسديّة أو نفسيّة. كما أنّ بعض الحالات قد ينتج عن تغيّر في نظام حياة الحامل. سنعدّد لك في ما يلي أبرز هذه الأسباب:
- ضغط الرحم على المعدة المؤدّي الى حموضة المعدة والارتجاع المعدي المريئي: مع نمو الرحم في الشهر السابع، يحدث ضغط على المعدة، في كثير من الأحيان ما قد يسبّب شعورًا بالغثيان والاستفراغ.
- الإسراع في تناول الطعام والشهيّة المفرطة: إذا تناولت الطعام بكميّات كبيرة وبسرعة أكثر من العادة، ستعانين من عدم الراحة. لذلك يُنص بتناول وجبات صغيرة ومتكرّرة.
- الجفاف: ينصح الأطبّاء الحوامل بشكل خاصّ بشرب كميّات كافية من الماء والسوائل، نظرًا لأنّ الجفاف في حال حدوثه يؤدّي إلى الغثيان.
- التأثيرات الهرمونيّة على جهازك الهضمي: يمكن أن تؤثر التغيّرات الهرمونيّة الحاصلة خلال الحمل على الجهاز الهضمي للمرأة الحامل. وفي حين تخفّ التأثيرات الهرمونيّة هذه لدى البعض مع التقدّم بالحمل، إلّا أنّها قد تستمرّ لدى البعض الآخر ما يسبّب معاناتها من الغثيان والاستفراغ.
- معاناة الحامل من بعض الحالات الطبيّة: كاضطرابات الغدّة الدرقيّة أو مشاكل في الكبد.
- ظهور حساسيّة طعام جديدة: يكتسب البعض حساسيّة تجاه أطعمة أو روائح خلال الحمل، ما يسبّب لهنّ الغثيان، الذي قد يؤدّي أحيانًا الى الاستفراغ.
- الإصابة بفيروسات معويّة أو عدوى: تؤدّي إلى الاستفراغ، كما قد تترافق مع الإسهال والحمى.
- التعب الجسدي أو النفسي: التعب والإرهاق الجسدي الذي تمرّ به الحامل مع تقدّم الحمل، والضغوط النفسيّة أو القلق بشأن الولادة، يمكن أن يؤدّيان إلى معاناتك من الغثيان والاستفراغ.
مخاطر هذه الحالة الصحيّة ومضاعفاتها
يمكن أن يسبّب استفراغ الحامل في الشهر السابع بعض المضاعفات والمخاطر غير المرغوبة، خاصّة في حال تكرّر أو استمرّ الأمر. ومن بين هذه المضاعفات التي قد تحدث لك في حال معاناتك منه نذكر:
- التأثير السلبي على نشاطك: قد تمنعك حالتك من القيام بأنشطتك اليوميّة المعتادة ونشاطك البدني ككلّ.
- نقص العناصر الضروريّة لك ولجنينك: يؤدّي الاستفراغ المستمرّ إلى نقص العناصر الغذائية الضروريّة لصحّتك ونموّ جنينك، من فيتامينات ومعادن.
- نقص السوائل والجفاف: قد يؤدّي الاستفراغ المتكرّر إلى فقدان السوائل، المهمّة لصحّتك وصحّة جنينك، وبالتالي معاناتك من الجفاف، ما سيؤثّر سلبًا عليكما.
- انخفاض ضغط الدم: من المحتمل أن يؤدّي الجفاف الذي يسبّبه نقص السوائل إلى انخفاض ضغط الدم لديك. وقد ينتج عنه معاناتك من الاغماء أو الدوار.
- التأثير السلبي على وزن جنينك ونموّه: نقص العناصر الغذائيّة والسوائل الناتج عن الاستفراغ المتكرّر، قد يؤثر سلبًا على وزن جنينك وتطوّره.
استفراغ الحامل مادة صفراء في الشهر السابع: على ماذا يدلّ؟
إنّ المادّة الصفراء التي نراها عند الاستفراغ أحيانًا، تعرف بالعصارة الصفراويّة، وهي المادّة التي ينتجها الكبد للمساعدة على هضم الدهون. ويمكن أن يكون لاستفراغ السيدة الحامل هذه المادّة في الشهر السابع، دلالات عدّة، وأهمّها:
- المعدة فارغة ومعاناة الحامل من الجفاف: في حال كنت تعانين من الاستفراغ المتكرر والشديد، وعدم القدرة على الأكل، يزداد احتمال استفراغ هذه المادّة الصفراء.
- المعاناة من مشاكل في الجهاز الهضمي كالتهاب المعدة أو الأمعاء.
- عدم انتظام الوجبات أو تناول أطعمة مزعجة للحامل.
متى يجب عليك استشارة طبيب؟
انطلاقًا من الأسباب التي ذكرناها سابقًا، بعض حالات استفراغ الحامل في الشهر السابع قد تكون عرضيّة، ولا تسبّب أي ضرر. أمّا البعض الآخر قد يشكلّ خطورة معيّنة ويستدعي استشارة طبيب. اليك الحالات التي تتطلّب استشارة طبيّة:
- تستفرغين بشكل متكرّر أو/ومستمرّ لأكثر من يومين.
- تستفرغين العصارة الصفراويّة أو دمّ.
- تعانين من عطش شديد وجفاف الفم، قلّة البول أو الدوخة.
- ألم شديد في البطن.
- تعانين من ارتفاع بحرارة جسمك أو الحمّى.
- فقدت الوزن خلال هذه الفترة.
- شعورك بتعب شديد أو ضعف جسدي.
برأيي الشخصي كمحرّرة، رغم أنّ الأمر ليس شائعًا، إلّا أنّه لا يمكن التغاضي عن استفراغ الحامل في الشهر السابع. إذ إنّ مخاطره المحتملة غير مرغوبة خاصّةً في حالة الحمل المتقدّم. لذلك من المهمّ البقاء على تواصل مع طبيبك لاطلاعه على ما يحصل معك، ليقيّم الحالة ويعطيك العلاج إذا لزم الأمر. خاصّةً في حال كان الاستفراغ مستمرًّا أو شديدًا، ما يضمن في هذه المرحلة صحّتك وصحّة جنينك.
اقرئي أيضًا: هل يذهب مفعول الدواء بعد الاستفراغ؟ تابعي إجابة هيئة الغذاء والدواء السعودية؟