اسباب رائحة الانف الكريهة عند الاطفال عديدة، فهي قد تكون نتيجة لحالات صحيّة كامنة، أو لأمور خارجيّة كإدخال الطفل لجسم غريب الى أنفه.
عندما كنّا لا زلنا أطفالًا، لاحظنا أنّ رائحة كريهة جدًّا تنبعث من أنف أخي وظنّ الجميع أنّه مصاب بالزكام أو نزلة برد. كان عمره آنذاك أقلّ من ثلاث سنوات، ولا يمكنه التعبير جيّدًا عمّا يحصل معه. استمرّ الأمر لعدّة أيّام، ما أقلق والدتي كثيرًا واتّجهت به الى أخصّائي أنف وحنجرة. وهنا كانت المفاجأة! اسفنجة صغيرة في عمق أنفه الصغير.
ونظرًا الى أنّ أمّهات كثر قد يعانين من مشكلة رائحة الأنف الكريهة لأطفالهنّ، سنعدّد في ما يلي أبرز اسباب رائحة الانف الكريهة عند الأطفال. كما سنقدّم لك بعض النصائح للحفاظ على نظافة أنف طفلك لتجنيبه بعضها!
نصائح للحفاظ على نظافة أنف طفلك وتجنّب المشاكل
من الصعب جدًّا على الأطفال وبخاصّة الرُضّع منهم أن يتجنّبوا احتقان الأنف عبر اخراج ما يجب تصريفه عبر أنفهم. لهذا قد يكون من الصعب الاهتمام بنظافة الأنف لديهم. سنقدّم لك بعض نصائح أطبّاء الأطفال التي قد تساعدك على الحفاظ على نظافة أنف أطفالك. بالتأكيد وفق ما يسمح به سنّهم، وأبرز هذه النصائح:
- اغسلي فتحتي أنف طفلك باستخدام مزيج الماء والملح. كرّري هذا الأمر من أربع الى خمس مرّات يوميًّا.
- اعتني بنظافة فم وأسنان طفلك، وعلّميه كيفيّة العناية من سنّ صغير. واصطحبيه للقيام بكشف على أسنانه لدى طبيب الأسنان بشكل دوري.
- شجّعيه على الإكثار من شرب الماء والسوائل، وأعطه الماء باستمرار إذا كان لا يزال صغيرًا.
- إذا شعرتي أنّه يعاني من احتقان الأنف يمكنك اعطاؤه دواء مضادّ للاحتقان ولكن بالتأكيد بعد استشارة طبيبه.
اليك طرق تنظيف الجيوب الأنفيّة في المنزل.
أسباب محتملة لرائحة الأنف الكريهة لدى الأطفال
تتعدّد أسباب ظهور رائحة أنف كريهة لدى الأطفال. بعضها قد يكون ناتجًا عن أمور خارجيّة والبعض الآخر عن مشاكل صحيّة طرأت فجأة أو كامنة لديه. تستدعي هذه المشاكل زيارة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللّازمة، لتحديدها بهدف ايجاد الحلّ أو وصف العلاج المناسب:
أسباب متعلّقة بمشاكل صحيّة وبنظافة الأنف
- قلّة نظافة الأنف: إذا لم يتمّ تنظيفه بشكل جيد، يمكن أن تتراكم الإفرازات داخله وتسبّب رائحة كريهة.
- نزول مخاط رائحته كريهة الى الحلق، بما يسمّى بـ”التنقيط الأنفي”.
- إصابة الطفل بعدوى فيروسيّة أو بكتيريّة في جهازه التنفسيّ العلوي، مثل نزلات البرد والانفلونزا أو التهاب اللوزتين، ما قد يؤدّي إلى تغيّر برائحة الأنف.
- التهاب الجيوب الأنفيّة: يمكن أن يؤدّي إلى تراكم المخاط والبكتيريا، مما يسبب رائحة كريهة.
- التهاب الغدد الأنفيّة: الناتج عن إصابة جرثوميّة أو فيروسيّة، كحالات النزلات الصدريّة. كما قد ينتج عن نوع من التحسّس الغشائي.
- لحميّات الأنف، بحيث تتراكم سوائل داخل هذه الزوائد اللّحميّة، وتسبّب الرائحة غير المرغوبة.
أخرى لا علاقة لها بالأنف
- الحساسيّة التي تسبّب احتقان الأنف: وبالتالي تراكم المخاط، ما يؤدّي إلى الرائحة غير المحبّبة.
- قلّة نظافة الفمّ والأسنان والتسوّس: بعض مشاكل الفمّ، اللثّة والأسنان هذه، قد تؤدي إلى رائحة كريهة تصل إلى الأنف.
- مشاكل كامنة في الكبد أو الكلى.
أسباب خارجيّة غير ناتجة عن مشاكل صحيّة
- تناول أطعمة تُعطي رائحة كريهة كالبصل والثوم وبعض التوابل مثلًا: يمكن أن تؤثر على رائحة النفس وتنتقل إلى الأنف.
- ادخال الطفل لجسم غريب في أنفه: قد يقوم الأطفال بإدخال أشياء صغيرة في أنوفهم، كما حصل مع أخي، حيث تعفّنت الاسفنجة التي أدخلها داخل أنفه. ما يمكن أن يسبّب رائحة كريهة بسبب التهيّج الحاصل أو العدوى، أو في حال تعفّن “الشيء” داخل الأنف.
- أجسام داخليّة تغلق التجويف الأنفي: كذرّات من الطعام التي قد تتسلّل إلى زوايا التجويف الأنفي بعد تقيّؤ الطفل مثلًا، وتستقرّ وتتعفّن داخله.
متى تنذر رائحة الأنف الكريهة بالخطر؟
تتعدّد الأسباب والنتيجة واحدة: إذ اختلطت سوائل الأنف بـ”مستعمرات” البكتيريا المنتشرة في داخله، تنتج رائحة كريهة. وفي حال حاولت استخدام محلول الماء المالح لتنظيف أنف طفلك ولاحظتي أن الرائحة باقية، عليك فورًا زيارة الطبيب لتفادي أي خطورة. لأنّه وفق الأطباء المتخصّصين “أنف، أذن، حنجرة”، هذا مؤشّر على أن الطفل يعاني من مشكلة صحيّة يجب حلّها بهدف الوصول الى التخلّص من الرائحة.
فمثلًا في حال كان هناك ذرّات عالقة في الأنف، يقوم الطبيب بسحبها بعد اجراء الصور والتحاليل اللازمة. وفي حال كانت رائحة الأنف الكريهة لدى الطفل ناجمة عن إصابة جرثوميّة أو فيروسيّة، يقوم بعد تشخيص الحالة بوصف مضادّات حيويّة لمعالجة السبب الأساسي. أمّا في حال كانت الغدد الأنفيّة مثلًا ملتهبة، ولم تتجاوب مع أي من العلاجات الموصوفة، من الممكن أن يتمّ اللجوء الى تدخّل جراحي بسيط لإزالتها.
برأيي الشخصي كمحرّرة، نظرًا لتعدّد الأسباب التي قد تؤدّي الى رائحة الأنف الكريهة لدى الأطفال، من المستحسن استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الدقيق. وبشكل خاصّ إذا كانت الرائحة مستمرة أو مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمّى أو الصداع، الذي قد يكون نصفي، وإذا لم ينفع غسيل الأنف والنصائح الأخرى. فسيقوم الطبيب بالفحوصات اللّازمة لوضع الخطّة العلاجيّة المناسبة لشفاء السبب من جذوره.