طبعًا، قد يسهل نوعًا ما على الإنسان أن يتذكّر طفولته سواء بصعوبتها أو بالأمور الجميلة التي انطبعت في ذاكرته منها. فهي بصرف النظر عمّا كانت عليه قد أصبحت ماضيًا لن يعود. لكن الطفل الذي يعيش هذه الأوقات أصغر الأمور قد تؤثر فيه.
ولأنّ الأطفال قد لا يستطيعون دائمًا التعبير عمّا في داخلهم ارتأت كيل وهي معلمة في مدرسة في الولايات المتحدة أن تمنح تلامذتها منبرًا يعبّرون فيه ويكتبون عن كل الأفكار التي تجول في بالهم، وذلك من خلال اختبار يبدأ بعبارة:" أتمنى لو أنّ معلمتي تعلم…" أما باقي الجملة فعلى كل منهم أن يملأها على طريقته وبكتابته للأمور التي تدور في رأسه.
وقد أتت الأجوبة صادمة ومحزنة جدًا، فكيل لم تكن على يقين بما يحدث مع هؤلاء الأطفال في حياتهم الخاصة ولم تفكر يومًا أنهم قد يخفون في داخلهم الكثير من الحزن والأسى والقلق من دون أن يتنبّه أحد اليهم.
هذه عيّنة من الأجوبة:
"أتمنى لو أنّ معلمتي تعلم أنّ أبي يعمل في الليل والنهار وأنا أكاد أراه." "أتمنى لو أنّ معلمتي تعلم أني وعائلتي نعيش في ملجأ." "أتمنى لو أنّ معلمتي تعلم أنّنا ننام جائعين ليالٍ كثيرة." "أتمنى لو أنّ معلمتي تعلم أنه ليس لدي أصدقاء يحبونني." "أتمنى لو أنّ معلمتي تعلم كم أشتاق الى أبي الذي توفي قبل عام." "أتمنى لو أنّ معلمتي تعلم أني أخاف كثيرًا عندما ترفع صوتها علي."
وأخيرًا، تقول كيل إنّ هذا الإختبار الصغير قد ساعدها جدًا في تفهّم تلامذتها ما سهّل تعاملها معهم بشكل كبير. وختمت بأنّ هؤلاء الصغار هم ليسوا مجرد طلاب بالنسبة لي بل هم أكثر من ذلك بكثير وتنصح كل أم بضرورة الإصغاء الى طفلها وحثّه أيضًا على الكلام لكي تدرك كيفية التعامل الصحي والتواصل البنّاء معه.
إقرأي ايضًا: يوميّاتُ مُعلِّمة…