يأتي تقديم العلاج الطبيعي للاطفال للمشي في مقدّمة الخيارات التي توفّر حلًّا فعّالًا لضمان تجاوز مشكلة تأخر المشي عند الأطفال بأسرع طريقة وبأسلوب صحّي ودقيق.
سنتناول في هذا المقال أسباب تأخر المشي عند الأطفال، ودور جلسات العلاج الطبيعي في حلّ هذه المشكلة، بالإضافة إلى الإجراءات المنزلية التي يمكن اتّخاذها لتسريع الشفاء، كما سنقدّم لك معلومات علميّة موثوقة ونصائح عمليّة يمكن أن تساعدك في دعم طفلك.
أسباب تأخّر المشي عند الأطفال
يمكن أن يعود تأخر المشي عند الأطفال إلى عدّة أسباب، منها الوراثيّة، المشاكل الصحيّة، أو حتى العوامل البيئيّة، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة العلاج الطبيعي للاطفال للمشي ، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
يعتبر تأخّر المشي من المشاكل الشائعة عند الأطفال والتي تتطلّب تدخّلًا طبيًا، وهناك عدّة عوامل يمكن أن تؤدّي إلى مواجهة هذه الحال، ومنها الوراثة حيث يمكن أن يكون هناك تاريخ عائلي للتأخر في المشي، والمشاكل الصحيّة مثل الشلل الدماغي أو ضعف العضلات والتي يمكن أن تكون أسبابًا رئيسيّة أيضًا، كما قد يواجه بعض الأطفال تأخرًا في المشي بسبب المعاناة من مشاكل في الجهاز العصبي أو العظمي.
تؤدّي البيئة المحيطة بالطفل دورًا هامًا أيضًا، وفي بعض الأحيان، قد يكون عدم تحفيزه على الحركة أو عدم توفير مساحة آمنة للزحف واللعب من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر المشي،لذا من الضروريّ أن يكون الأهل على دراية بهذه العوامل وأن يتابعوا تطوّر طفلهم بشكلٍ مستمر.
ووفقًا لموقع The Feet People في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Delayed Walking In Children”، قد يكون التأخير ناتجًا عن عوامل جسدية، عقلية، أو صحية، على سبيل المثال، إنّ المعاناة من الاضطرابات العصبيّة مثل الشلل الدماغي ومتلازمة داون، بالإضافة إلى حالات أخرى أقلّ انتشارًا مثل متلازمة برادر ويلي، قد تسبّب ضعفًا عضليًا يؤخّر القدرة على المشي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
دور الخضوع لجلسات علاج طبيعي لحلّ هذه المشكلة
يؤدّي العلاج الطبيعي للاطفال للمشي دورًا محوريًا في مساعدتهم على تجاوز هذه المشكلة التي عادةً ما تتمّ ملاحظتها بعد تخطّي العمر الطبيعي لمشي الطفل.
يتضمّن العلاج الطبيعي الخضوع لجلسات تهدف إلى تحسين القوّة العضليّة وتحقيق التوازن والتنسيق الحركي، حيث أنّها تكون مصمّمة بشكل فرديّ لكل طفل بناءً على تقييم شامل لحاله الصحية،وتشمل ممارسة التمارين التي يتم تنفيذها خلال الجلسات تمارين تقوية العضلات الأساسيّة، وتحسين التوازن من خلال الوقوف والمشي بمساعدة الأدوات المناسبة.
تستخدم الجلسات العلاجية أيضًا معدّات خاصّة مثل الدرّاجات الثابتة والكرات الكبيرة التي تساعد الأطفال على تحسين حركاتهم وتعزيز قدراتهم الحركيّة، ومع الوقت والمتابعة المستمرّة، يمكن أن يلاحظ الأهل تقدّمًا ملحوظًا في قدرة أطفالهم على المشي.
ووفقًا لموقع (Physio.co.uk) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Late Walker”، يشمل العلاج الطبيعي مجموعة من التمارين والأنشطة المصمّمة لتحفيز المشي، التي تركّز على تقوية عضلات الساقين، تحسين التوازن، وزيادة ثقة الطفل في قدرته على الوقوف والسير. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الإجراءات المنزليّة التي يمكن اتّخاذها لتسريع الشفاء
إلى جانب العلاج الطبيعي للاطفال للمشي ، هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن للأهل اتخاذها في المنزل لدعم عملية الشفاء، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
يُعتبَر تشجيع الطفل على الحركة والنشاط داخل المنزل خطوة أساسية، لذا يمكن استخدام الألعاب التي تتطلّب التحرّك والانتقال لتحفيزه على ذلك، فأداء تمارين الوقوف والجلوس بمساعدة الأهل مثلًا يمكن أن يكون مفيدًا في تقوية العضلات وتطوير التوازن.
يُعَدّ تقديم نظام غذائي متوازن غنيّ بالفيتامينات والمعادن الأساسيّة لنمو صحّي أيضًا جزءًا مهمًّا من العلاج، فالحصول على الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم والبروتين يساعد في تقوية العظام والعضلات، ممّا يسهم في تحسين القدرة على المشي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأهل توفير بيئة آمنة ومحفّزة للأطفال، بحيث يكون لديهم مساحة كافية للعب والتحرّك بدون قيود، فممارسة الأنشطة اليوميّة البسيطة مثل اللعب مع الكرات أو الألعاب التي تشجع على الحركة يمكن أن تكون مفيدة جدًا.
يُعَدّ العلاج الطبيعي للاطفال للمشي خيارًا فعّالًا وأساسيًا في مواجهة معاناة طفلكِ من هذه المشكلة، لذا من خلال الحصول على التقييم الدقيق والخضوع للجلسات العلاجيّة المناسبة، يمكن تحسين قدرة الأطفال على المشي بشكل كبير، فدور الأهل في توفير بيئة محفزة وداعمة، وممارسة التمارين المنزلية، وتقديم تغذية صحية، يعد جزءًا لا يتجزأ من عملية الشفاء.
باتّباع الإرشادات والنصائح المذكورة في هذا المقال وبعد استشارة الطيبب المختصّ قبل تطبيقها، يمكن للأهل مساعدة أطفالهم على تجاوز تحدّيات تأخّر المشي والوصول إلى مراحل نمو طبيعيّة وسليمة، فاعتماد هذه الطريقة ليس مجرد علاج، بل هو خطوة أساسيّة نحو ضمان نمو صحي ومتوازن للأطفال. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على عوارض وأسباب تأخّر الطفل بالمشي.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الأهل يجب أن يكونوا دائمًا على اتّصال مع المختصّين لمتابعة تقدّم أطفالهم والتأكّد من أنّهم يحصلون على الدعم اللازم، لذا لا ينبغي أن يكون تأخر المشي مصدر قلق مفرط، بل يجب اعتباره فرصة لتقديم الرعاية والدعم الذي يحتاجه الطفل للنمو والتطور بشكل صحي.