تعتبَر ممارسة تمارين لعلاج تقوس الساقين عند الأطفال من الأساليب الفعّالة التي يلجأ إليها الأهل لتحسين صحّة أبنائهم، وتعدّ هذه المشكلة من بين المشاكل الشائعة التي قد تواجه الأطفال في مراحل نموّهم المختلفة، ويمكن أن تسبّب المعاناة منها قلقًا كبيرًا للأهل الذين يسعون إلى فهم أسبابها وكيفيّة علاجها بفعالية.
في هذا المقال، سنتناول أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى تقوّس الساقين عند الأطفال، وسنستعرض مجموعة من التمارين الفعّالة لعلاج هذه الحال، بالإضافة إلى ذلك، سنتطرّق إلى عرض العلاجات الأخرى الممكنة للتخلّص من هذه المشكلة، لنقدّم للأهالي دليلًا شاملًا يساعدهم في التعامل مع تقوّس الساقين بشكلٍ صحيح.
أسباب معاناة الطفل من هذه المشكلة
إنّ فهم الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من هذه الحال هو الخطوة الأولى نحو العلاج، فهناك عدة عوامل يمكن أن تسهم في ظهور هذه المشكلة، ومن المهم أن نتعرف عليها لنتمكن من معالجتها بفعالية، لذا قبل أنّ نقدّم لكِ تمارين لعلاج تقوس الساقين عند الأطفال ، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
أسباب وراثيّة وبيئيّة
تعود بعض حالات تقوس الساقين عند الأطفال إلى أسباب وراثيّة، حيث يمكن أن يرث الطفل هذه الحال من أحد الوالدين أو الأجداد، فهذه العوامل تجعل العظام تنمو بشكل غير طبيعيّ، ممّا يؤدي إلى ظهور التقوس.
وبحسب موقع (NewYork-Presbyterian) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Bow Legs (Bow Legged)”، قد تكون القزامة ناتجة عن الودانة، وهو اضطراب في العظام يمكن أن يؤدّي إلى تقوّس الساقين، كما يمكن أن يتسبّب مرض باجيت في العظام، وهو اضطراب مزمن يعوق استبدال أنسجة العظام القديمة بأنسجة جديدة، في حدوث تشوهات بعظام الساق ممّا يؤدي إلى تقوّسها. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
نقص الفيتامينات والمعادن
يعدّ نقص فيتامين “د” والكالسيوم من الأسباب الشائعة لتقوّس الساقين، خاصّةً أنّ الأوّل يؤدّي دورًا هامًا في امتصاص الثاني وتعزيز صحّة العظام، لذا فإنّ نقص هذين العنصرين قد يُسبّب ضعف العظام وعدم قدرتها على تحمّل الوزن بشكل صحيح، ممّا يسبب المعاناة من هذه المشكلة.
السمنة والوزن الزائد
يمكن أن تكون المعاناة من السمنة أو الوزن الزائد ذات تأثير سلبي على عظام الأطفال، حيث تزيد هذه المشكلة من الضغط على العظام والمفاصل، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى انحناء العظام وتقوّس الساقين.
العوامل البيئية
تؤدّي العوامل البيئية دورًا هامًا في صحة العظام، مثل التغذية غير السليمة وعدم ممارسة الرياضة، فالحصول على التغذية السيّئة التي تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسيّة قد يؤدّي إلى ضعف العظام، بينما قلّة ممارسة النشاط البدني تساهم في ضعف العضلات الداعمة للساقين.
التمارين الفعّالة لعلاج هذه الحال
إنّ ممارسة تمارين لعلاج تقوس الساقين عند الأطفال تُعَدّ من أهمّ الوسائل التي تُعالج هذه المشكلة، حيث أنّها تساهم في تقوية العضلات وتحسين استقامة العظام، ممّا يساعد على تصحيح التقوّس بمرور الوقت، فبحسب موقع (Verywell Health) في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Can Exercise and Stretching Fix Bow Legs?”، نظرًا لأن تقوس الأرجل يمكن أن يؤثّر على بنية الركبتين، فقد تتغيّر طريقة حركة الساقين، ممّا يزيد من خطر التعرض لمشاكل في الركبة والورك والكاحل، كما يمكن مواجهة مشاكل أكبر في التوازن والاستقرار، لذا إنّ ممارسة التمارين الرياضيّة يمكن أن تساعد في تجنب بعض هذه المشاكل عن طريق تقوية وتمديد عضلات الوركين والساقين، وفي هذا السياق، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
تمرين الجسر
يعدّ تمرين الجسر من التمارين الفعّالة التي تُساهم ممارستها في تقوية عضلات الفخذين والوركين، لذا يمكن للطفل الاستلقاء على ظهره مع ثني الركبتين ووضع القدمين على الأرض، ومن ثمّ رفع الوركين إلى الأعلى مع الحفاظ على استقامة الجسم، فذلك يساهم في تحسين استقامة الساقين وتقوية العضلات الداعمة لها.
تمرين تمديد الساقين
يعمل هذا التمرين على تقوية عضلات الساقين والفخذين، لذا يمكن للطفل الجلوس مع مد الساقين أمامه، مع محاولة رفع كلّ ساق لأعلى مستوى ممكن بالتناوب، مع الحفاظ على استقامة الظهر، فممارسة هذا التمرين تساعد في تحسين مرونة وقوّة العضلات المحيطة بالساقين.
تمرين القرفصاء (Squats)
تساعد ممارسة تمرين القرفصاء على تقوية عضلات الفخذين والوركين والساقين بشكل عام، لذا يمكن للطفل الوقوف مع القدمين متباعدتين بمسافة عرض الكتفين، ومن ثمّ النزول ببطء إلى وضع القرفصاء مع الحفاظ على استقامة الظهر، فهذا يعزّز من قوّة العضلات واستقامة العظام.
تمرين الإطالة (Stretching)
تعدّ ممارسة تمارين الإطالة من الوسائل المهمّة جدًّا التي تُساهم في تحسين مرونة العضلات والمفاصل، لذا يمكن للطفل الجلوس ووضع إحدى الساقين مستقيمة أمامه، والأخرى مثنية نحو الداخل، ثم يجب أن يميل إلى الأمام لمحاولة لمس أصابع القدم المستقيمة، فهذا يُساعد في تحسين مرونة العضلات وتقليل التوتّر العضلي.
العلاجات الأخرى التي قد تكون فعّالة للتخلّص من هذه المشكلة
إلى جانب ممارسة تمارين لعلاج تقوس الساقين عند الأطفال ، هناك العديد من العلاجات الأخرى التي يمكن أن تكون مفيدة في علاج تقوس الساقين عند الأطفال، والتي قد تتضمّن خيارات متعدّدة تهدف إلى تحسين صحّة العظام وتعزيز عملية الشفاء، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
العلاج الطبيعي
يعدّ العلاج الطبيعي من الخيارات الفعّالة لتحسين وضعيةّ الجسم وتقوية العضلات الداعمة للساقين، حيث يعمل مختصّ العلاج الطبيعي على تصميم برنامج علاجي يتناسب مع حال الطفل واحتياجاته الخاصّة، ممّا يساعد في تحقيق نتائج إيجابيّة.
النظام الغذائي المتوازن
يؤدّي الحفاظ على نظام غذائي متوازن دورًا هامًّا في الحفاظ على صحّة العظام، لذا يجب أن يحتوي طعام الطفل كميّات كافية من الكالسيوم وفيتامين “د” لتعزيز صحّة العظام، ومن الأفضل استشارة مختصّ تغذية لوضع خطّة غذائيّة مناسبة له، تضمن حصوله على جميع العناصر الغذائيّة الضروريّة وتساهم في تحسين نظام طفلك الغذائي.
استخدام الدعامات أو الجبائر
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام الدعامات أو الجبائر للمساعدة في تصحيح تقوس الساقين، حيث تُستخدم هذه الأدوات لدعم الساقين والحفاظ على وضعيّة صحيحة أثناء نموّ العظام، ويمكن أن تكون هذه الطريقة فعّالة عند استخدامها بشكلٍ صحيح وتحت إشراف طبي.
التدخّل الجراحي
في الحالات الشديدة، قد يكون التدخّل الجراحي الخيار الأنسب لتصحيح تقوس الساقين، حيث يتم اللجوء إلى الجراحة فقط بعد فشل العلاجات الأخرى وبناءً على توصية الطبيب المختصّ، ذلك بهدف تعديل العظام وتحسين استقامتها بشكل دائم.
فبحسب موقع (HSS) في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “How to Correct Bowlegs”، إنّ التمارين الرياضية، التمدد، تقوية العضلات، العلاج الطبيعي، وتناول الفيتامينات يمكن أن يعزّز قوّة العضلات والعظام، لكن لن يغيّر شكل العظام، فالطريقة الوحيدة لتغيير شكل الساقين بشكلٍ فعليّ هي عن طريق قطع العظم وتصحيحه، وهو ما يُعرف بقطع العظم، الذي يعتبر تغييرًا هيكليًا دائمًا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
تعد ّمشكلة تقوس الساقين عند الأطفال من المشاكل التي تحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصّة، لذا فإنّ تمارين لعلاج تقوس الساقين عند الأطفال تؤدّي دورًا كبيرًا في تحسين هذه الحال عند تنفيذها بانتظام وتحت إشراف مختصّين فقط، كما أنّ الخضوع للعلاجات الأخرى مثل العلاج الطبيعي والحفاظ النظام الغذائي المتوازن يمكن أن تساهم في تسريع عملية الشفاء، ولكن يجب أن تتمّ جميعها تحت إشراف طبيب مختصّ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عادات تساعدك في حماية طفلك من هشاشة العظام في سنّ صغيرة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من المهمّ جدًا على الأهالي أن يكونوا على دراية كاملة بمشكلة تقوّس الساقين عند أطفالهم وأن يتّخذوا الإجراءات المناسبة لعلاجها في وقت مبكر، والاستشارة الطبية والتوجيه السليم يمكن أن يساعدا كثيرًا في تحقيق نتائج إيجابية وتحسين جودة حياة الطفل.، فالأهل الذين يهتمّون بصحة أطفالهم ويعملون على توفير الرعاية المناسبة لهم يساعدون في بناء مستقبل صحّي وسليم لهم.