اسباب فقدان الشهية المفاجئ عند الأطفال تختلف بين صحيّة، جسديّة، اجتماعيّة ونفسيّة. وبعضها قد يستدعي القلق!
تواجه الأمّهات في مراحل معيّنة من مراحل نموّ أطفالهنّ قلّة رغبتهم بتناول الطعام. تعود هذه الأمور الى عوامل وأسباب عدّة. تتوزّع هذه الأسباب بين صحيّة، نفسيّة، اجتماعيّة وغيرها. سنقوم في ما يلي بتسليط الضوء على أبرز عوارض واسباب فقدان الشهيّة عند الأطفال. بالإضافة الى بعض النصائح للتعامل مع الطفل في هذه الحالة. كما سنعدّد الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب.
أعراض فقدان الشهيّة عند الأطفال
يمكن أن يظهر فقدان الشهيّة المفاجئ عند الأطفال عن طريق عدّة أعراض. وأكثر هذه العوارض التي قد تدلّ على وجود هذه المشكلة، شيوعًا نُذكر:
- فقدان الرغبة بتناول الطعام: عدم اهتمام الطفل بأي من الوجبات أو الأطعمة ورفض الطعام بشكل عامّ.
- فقدان ملحوظ في الوزن أو عدم زيادة الوزن كما يجب في المرحلة العمريّة التي يمرّ بها الطفل.
- التعب والضعف: معاناة الطفل من الضعف وشعوره بالتعب بشكل غير معتاد.
- ملاحظة تغيّرات في المزاج: كالتقلّبات المزاجيّة غير الطبيعيّة لدى الأطفال، قلق الطفل وصولًا لحدّ الاكتئاب.
- ظهور سلوكيات عصبيّة وعدوانيّة لدى الطفل وسرعة انفعاله.
- مشاكل صحيّة وأعراض جسديّة: كشكوى الطفل من آلام البطن، الغثيان، القيء، أو الإسهال.
- قلّة النشاط وعدم التركيز: تراجع في القدرة على التركيز أو النشاط العام.
- تغيّرات في أنماط النوم لديه: صعوبات في النوم أو النوم لفترات طويلة.
اسباب فقدان الشهيّة المفاجئ عند الأطفال
يمكن أن يكون فقدان الشهيّة المفاجئ عند الأطفال ناتجًا عن عدّة أسباب وعوامل مُحتملة. ومن أبرزها:
عوامل صحيّة
- إصابة الطفل بالزكام والإنفلونزا: إذ قد تؤدّي العدوى الفيروسيّة الى الشعور بضيق أو الألم في الحلق، وبالتّالي فقدان الشهية.
- معاناته من التهابات المعدة والأمعاء: قد تسبّب الغثيان، القيء والإسهال، التي تؤدّي الى فقدان الشهيّة.
- اصابته بالتهابات الأذن: تُسبّب للطفل ألم شديد، ما يجعل الطفل غير مهتم بالطعام.
- معاناته من مشاكل صحيّة مزمنة: كالربو وأمراض الغدّة الدرقيّة التي تؤثّر سلبًا على الشهيّة.
- أخذ بعض الأدوية: كالمضادّات الحيويّة أو الأدوية النفسيّة التي قد تمنع الشهيّة.
عوامل نفسيّة واجتماعيّة
- التوتر والقلق: من المحتمل أن يكون الطفل يعاني من ضغط نفسي ناتجًا عن تغيير في البيئة العائليّة، وجود ضغوطات في المنزل، تغيير مكان الإقامة أو المدرسة. كما أنّ معاناة الطفل من الاكتئاب قد يؤثّر سلبًا على رغبتهم في الأكل.
- تغيّرات سلوكيّة: كالاهتمام بأنشطة أخرى، مثل اللّعب أو مشاهدة التلفاز، ما يجعلهم أقل تركيزًا في وقت تناول الطعام. أو ببساطة قد يستخدم بعض الأطفال الامتناع عن الطعام ورفض تناوله كوسيلة لجذب الانتباه اليهم.
- تغيير العادات الغذائيّة: كتغيير في نكهة أو نوعيّة الطعام، التي تحصل في حال تغيّر مصدر الطعام للطفل. وأحيانًا قد يسبّبه تغيّر بلد الإقامة ونوعيّة الطعام المقدّمة للطفل.
خطوات للتعامل مع فقدان الشهيّة عند الأطفال
إليك بعض الخطوات والنصائح العامّة التي قد تساعدك في تحسين الشهيّة لدى طفلك في حال كان يعاني من فقدان الشهيّة المفاجئ:
- قدّمي وجبات صغيرة ومتكرّرة لطفلك: يساعد تناول وجبات صغيرة كل ساعتين الى ثلاثة خلال اليوم بدلاً من ثلاث وجبات أساسيّة كبيرة في تحفيز الشهيّة.
- قدّمي مجموعة متنوّعة من الأطعمة بألوان ونكهات مختلفة: لجعل الطعام أكثر جاذبيّة للطفل.
- أشركي طفلك في التحضير وإعداد الوجبات: ما قد يزيد من اهتمامه بالطعام.
- حاولي قدر الإمكان خلق جو مريح ومرح خلال وجبات الطعام، مثل تناول الطعام مع العائلة.
- تجنّبي الضغط على طفلك: هذا الأمر قد يؤدّي إلى رفض الطعام أكثر، لذلك يُستحسن أن تشجّعيه بلطف.
- قدّمي له خيارات غذائيّة صحيّة وشجّعيه على الاختيار بنفسه. يمكنك استخدام أطباق ملونّة وبأشكال ممتعة لجعل الطعام أكثر جذابًّا. كما عليك تجنّب الوجبات السريعة التي لن تترك لدى طفلك أي رغبة في تناول الطعام الصحّي. نقدّم لك، في هذا السياق، نصائح جوهريّة تساعدك على اختيار اكل صحي للأطفال.
- تجنّبي إعطاء طفلك مشروبات ووجبات خفيفة غير صحيّة، قبل الوجبات الأساسيّة حتى لا يشعر بالشبع.
- راقبي طفلك باستمرار: تابعي وزنه ونموّه مع طبيبه للتأكد من أنّه ينمو بشكل صحّي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
فقدان الشهية المفاجئ لدى الأطفال يمكن أن يكون طبيعياً في بعض الحالات، لكن هناك حالات تستدعي القلق. ومن المهمّ استشارة طبيب الأطفال للتأكّد من عدم وجود مشاكل صحيّة كامنة وراء فقدان الشهيّة هذا، في الحالات التالية:
- استمرار فقدان الشهيّة لفترة طويلة، أي أكثر من بضعة أيام من دون تحسّن.
- التعب أو الضعف: إذا كنت تشعرين أنّ طفلك يبدو متعبًا أو ضعيفًا بشكل غير معتاد وغير مبرّر.
- ظهور أعراض صحيّة كالحمّى، القيء، الإسهال، أو شكوى الطفل من آلام البطن.
- فقدان الوزن: إذا لاحظت أن طفلك يفقد الوزن بشكل ملحوظ أو لا ينمو بالشكل الطبيعي. اليك جدول وزن الطفل الطبيعي بحسب عمره.
- تغيّرات سلوكيّة ومزاجيّة ملحوظة: كالاكتئاب، القلق أو الانعزال الاجتماعي.
برأيي الشخصي كمحرّرة، قد يمرّ طفلك بحالات صحيّة تشعره بقلّة الرغبة بتناول الطعام. كما أنّ هناك أسباب أو عوامل أخرى مختلفة بعضها نفسيّ، تؤثّر أيضًا على شهيّته. وفي حال استمرّ فقدان الشهيّة لديه بشكل غير مبرّر، حتّى بعد اتّباع النصائح، أو إذا كانت هناك أعراض مقلقة أخرى، من الضروريّ استشارة طبيب مختصّ. سيقوم الطبيب بتقييم الوضع وإجراء الفحوصات اللازمة، لوضع خطّة علاجيّة إذا لزم الأمر.