يُعتبَر الشعور بالرغبة بالتبول ولا يوجد بول للحامل من العوارض الشائعة التي تواجه العديد من النساء خلال فترة الحمل، وقد يكون هذا الشعور مزعجًا ويسبّب قلقًا لدى المرأة خلال هذه الفترة الحسّاسة، خاصّةً إذا كانت تواجهه بانتظام من دون سبب واضح، لا سيّما أنّ هذه المشكلة قد ترتبط بعدّة عوامل فيزيولوجيّة ونفسيّة تحدث أثناء هذه التجربة.
في هذا المقال، سنستعرض أسباب الشعور بالرغبة بالتبول ولا يوجد بول للحامل بشكلٍ مفصّل، ونناقش الأضرار المحتملة التي قد تصيب صحّة الحامل نتيجة لهذه الحال، كما سنتطرّق أيضًا إلى بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التعامل مع هذه المشكلة بفعالية.
الأسباب المحتملة للمواجهة هذا الشعور
قد يكون وراء الشعور بالرغبة بالتبول ولا يوجد بول للحامل عدّة أسباب محتملة، تختلف باختلاف مراحل الحمل والحال الصحية للحامل، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا، وتشمل:
- الضغط على المثانة: مع تقدّم الحمل، يكبر حجم الرحم ويبدأ بالضغط على المثانة، ممّا يسبب شعورًا مستمرًا بالرغبة في التبول، ويخلق إحساسًا كاذبًا بأنّ المثانة ممتلئة حتى عندما لا تكون كذلك.
- التغيرات الهرمونية: قد يُرافق الحمل تغيّرات هرمونيّة كبيرة، خاصّةً زيادة في هرمون البروجسترون، الأمر الذي يؤثّر على عضلات المثانة ويؤدّي إلى مواجهة شعور مزعج بالرغبة بالتبوّل بدون أن تكون المثانة ممتلئة. فبحسب موقع Pregnancy, Birth and Baby في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Frequent urination during pregnancy”، في المراحل الأولى من الحمل، تؤدّي التغيّرات الهرمونيّة إلى زيادة تكرار الذهاب إلى الحمام، ومع تقدّم الحمل، يكبر الرحم ليستوعب نموّ الجنين، ممّا يزيد من الضغط على المثانة والأمعاء ويزيد من خطر التعرّض لسلس البول. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- التهابات المسالك البوليّة: تعدّ الإصابة بالتهابات المسالك البوليّة من أكثر الأسباب شيوعًا للشعور بالرغبة المستمرّة في التبوّل، وقد تكون الحامل أكثر عرضةً للمعاناة من هذه المشكلة بسبب التغيّرات الفسيولوجيّة التي تحدث في جسمها. بحسب موقع Medical News Today في مقالة نُشِرَت عبره عام 2021 تحت عنوان “The causes of frequent urination during pregnancy and what to do”، يعاني الكثير من الأشخاص من تكرار التبوّل خلال فترة الحمل، خاصّةً في الثلثين الأول والثالث، وما لم يكن هذا التكرار مصحوبًا بحرقان أو ألم أثناء التبول أو بعوارض أخرى تشير إلى عدوى المسالك البولية، فلا يوجد عادةً ما يدعو للقلق. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- زيادة تدفّق الدم: خلال الحمل، يزيد تدفّق الدم إلى الكليتين، ممّا يزيد من إنتاج البول، وهذا قد يؤدي إلى شعور متكرّر بالحاجة إلى التبول، حتّى إذا كانت كميّة البول قليلة.
أضرار هذه الحال على صحّة الحامل
قد لا يكون الشعور بالرغبة بالتبول ولا يوجد بول للحامل مجرّد إزعاج مؤقّت، بل يمكن أن يكون له تأثيرات سلبيّة مترتّبة على صحّة الحامل، سنكشف لكِ عن أبرزها:
- الإجهاد النفسي: يمكن أن يؤدّي الشعور المستمرّ بالرغبة في التبول إلى شعور الحامل بالتوتر والقلق، ممّا يؤثر سلبًا على صحّتها النفسية.
- تفاقم الالتهابات: في حال كان السبب وراء هذا الشعور هو التهاب المسالك البولية ولم يتم معالجته بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مثل التهابات الكلى.
- اضطرابات النوم: يمكنأن يؤثّر الاستيقاظ المتكرّر خلال الليل للتبول على نوعيّة النوم ويسبب إرهاقًا شديدًا للحامل.
نصائح للتعامل مع هذه المشكلة
توجد عدة استراتيجيات يمكن أن تساعد الحامل في التعامل مع مشكلة الشعور بالرغبة بالتبول ولا يوجد بول للحامل ، لذا سنكشف لكِ عن أهمّها وأكثرها فعالية في ما يلي:
- التحقّق من صحّة المسالك البوليّة: يجب على الحامل استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكّد من عدم وجود التهاب في المسالك البوليّة أو أي مشكلة صحيّة أخرى.
- تقسيم السوائل: يفضَّل شرب السوائل على مدار اليوم بدلًا من الحصول على كميّات كبيرة منها في وقتٍ واحد، لتجنّب امتلاء المثانة بسرعة.
- ممارسة التمارين الرياضيّة: يمكن أن تساعد ممارسة بعض التمارين المخصّصة للحوض في تقوية عضلات المثانة وتقليل التوتّر عليها.
- تجنب المؤثّرات: ينبغي تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تؤثّر على المثانة مثل الكافيين والتوابل الحارّة.
ختامًا، إنّ الشعور بالرغبة بالتبول ولا يوجد بول للحامل هي حال شائعة قد تكون مزعجة لكنّها ليست بالضرورة خطيرة، لذا من المهمّ التعامل معها بهدوء واتّخاذ الخطوات اللازمة لتقليل تأثيرها على الحياة اليوميّة، ولكن إذا كانت الحامل تشعر بأن هذه الحال تزداد سوءًا أو تصاحبها عوارض أخرى، فيجب عليها استشارة الطبيب للحصول على المشورة المناسبة، ومن الضروريّ التنويه إلى أهميّة استشارة الطبيب المختصّ قبل اتّباع أيّ نصيحة. من الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ عن العلاقة بين كثرة التبوّل والحمل ببنت.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ التعامل مع هذه الحال يتطلّب فهمًا جيدًا للتغيرات التي تحدث في جسم الحامل خلال فترة الحمل، فالاهتمام بصحّة المثانة والالتزام بالنصائح الطبيّة قد يساهمان بشكلٍ كبير في تخفيف هذا الشعور وتحسين جودة الحياة للحامل، كما ينبغي أيضًا عدم التردّد في التحدّث مع الطبيب عند الشعور بأي تغييرات غير طبيعيّة لضمان الحفاظ على صحة الأم والجنين.