سيّدتي العزيزة أنا الدكتور حسام التتري وسأخبرك عن أسباب تأخر المشي لدى الأطفال.
التأخر في المشي عادةً ما يولّد قلقًا كبيرًا لدى الآباء والأمهات. في الحال الطبيعية، يمشي الأطفال ما بين سنة الى 10 أشهر الى حد أقصى 18 شهرًا. هل معنى ذلك أن كل طفل يتأخّر عن عمر 18 شهرًا في المشي، يخفي مشكلة خطيرة؟
مشاكل صحية لتأخّر المشي
معظم الأوقات لا توجد مشكلة خطيرة ولكن من الضروري أن يتنبه الأهل الى بعض النقاط، ومن الضروري أن ينتبه الطبيب الى بعض النقاط.
بداية دعونا نتذكر أنه لكي يستطيع الطفل أن يمشي بطريقة طبيعية يحتاج الى أن يتمتع بـ:
- دماغ (مخ و مخيخ) سليم
- حبل شوكي سليم و هو المسؤول عن إيصال الإشارات العصبية من الدماغ الى العضلات
- أن تكون الأعصاب التي تخرج من الحبل الشوكي سليمة
- أن تكون المفاصل والعظام والأربطة و العضلات سليمة
هذه الأمور كلها تعمل مع بعض بتناسق وتزامن يجعلان الطفل قادرًا على المشي بالطريقة الصحيحة. أي خلل في أي جزئية من هذه الجزئيات سيؤدي الى تأخر المشي عند الطفل.
و بالتالي، إذا لاحظ الأهل أن الطفل لديه مشكلة تدل على خلل في الدماغ كالتأخر في الإدراك أو النطق أو في إمساك القلم أو قدرة الطفل على تناول الطعام بنفسه، ففي هذه الحالة هناك مشكلة من الأساس في الدماغ. كذلك أيضًا عدم اتزان الطفل قد يكون إشارة على وجود مشكلة في المخ أو المخيخ او النخاع الشوكي. أيضاً إذا لوحظ أنّ عضلات الطفل فيها رخاوة أو أنها متصلبة أكثر من اللازم، فهذا دليل على وجود مشكلة في العضلات.
في حال شكّ الأهل بأي عارض من هذه العوارض لا يجب أن ينتظروا حتى بلوغ الطفل عمر 18 شهرًا بل من المفترض أن يذهبوا الى الطبيب على الفور كي يقوم بفحص الطفل فحصاً سريرياً دقيقاً و من ثم يقوم بطلب الفحوصات التشخيصية اللازمة كتخطيط او تصوير الدماغ او اخذ عينة من خلايا العضلات او بعض فحوصات الدم….الخ .
علاجات التأخّر في المشي
هل هناك داع للتحويل للعلاج الطبيعي؟ ليس كل طفل يتأخّر في المشي قليلًا يحتاج الى علاج الطبيعي.
يأتي دور العلاج الطبيعي في التسريع بعملية المشي، أو بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشاكل كبيرة فيمكن للعلاج الطبيعي أن يوصلهم لأفضل درجة ممكنة. يقوي العلاج الطبيعي العضلات، أو يفكك الأربطة أو ممكن أن يزيد التوازن عند الطفل، وممكن أن يشجّعه إذا كان لديه مشكلة خوف، ودور الأهل في البيت هو الاستمرار بتشجيع الطفل و مساعدته بمسك يديه و محاولة المشي معه مراراً و تكراراً دون استخدام المشّاية (الكرّاجة) و التي تعلم الطفل أن يمشي بطريقة خاطئة عدا عن احتمالية حدوث الحوادث. أما ما يمكن أن يفيد الطفل لكي يمشي أسرع فهو الجلوس في المشاية الثابتة لأنها تقوي عضلات الظهر والبطن.
في النهاية، امنحوا أطفالكم الوقت اللازم لعمر 18 شهرًا قبل أن تقلقوا من مشكلة التأخر بالمشي.
د. حسام التتري
البورد الأمريكي في طب الأطفال و الأمراض المعدية
بروفيسور في جامعة غرب انتاريو.كندا
أعمل حالياً بمركز القلب الطبي بمدينة العين بدولة الإمارات