أسباب الاسهال بدايه الحمل وكيفيّة علاجه

يُعدّ الاسهال بدايه الحمل أحد المشاكل الصحية الشائعة التي تواجه العديد من النساء خلال من الحمل، ولأنّ هذه الحال غير مريحة، فهي تستدعي اهتمامًا خاصًا نظرًا لتأثيرها المباشر على صحّة الأمّ وجنينها، لذا من الضروري التعرف على أسباب هذه الحالة وطرق التعامل معها بشكل صحيح.

في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصّل أسباب الاسهال في بداية الحمل والأضرار المحتملة الناتجة عنه، بالإضافة إلى الخطوات العلاجية التي يمكن اتّخاذها للتخفيف من حدّته والوقاية منه، كما سنقدّم أيضًا بعض النصائح العمليّة لتجنّب مواجهة هذه المشكلة في المستقبل، وضمان خوض فترة حمل صحيّة وآمنة.

أسباب مواجهة هذه المشكلة في مرحلة مبكرة من الحمل

تتنوّع الأسباب التي قد تؤدّي إلى الإصابة بعوارض الاسهال بدايه الحمل ، وتشمل مجموعة من العوامل البيولوجيّة والغذائيّة والنفسيّة، والتي سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:

التغيّرات الهرمونيّة

تشهد المرأة الحامل تغيرات هرمونيّة كبيرة تؤثّر على جهازها الهضمي، فزيادة هرمون البروجستيرون قد يؤدّي إلى استرخاء العضلات الملساء في الأمعاء، ممّا يؤثر على عملية الهضم ويسبّب الاسهال، ويُعتبَر هذا الأمر جزءًا طبيعيًا من الحمل ولكن يمكن أن يكون مزعجًا لبعض النساء.

وبحسب موقع Cary OBGYN في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Diarrhea During Pregnancy: Causes, Risks, and Treatment”، قد تؤدي الزيادة في معدّل هرمونات الحمل إلى تغيير في توازن ونشاط الأمعاء، ممّا قد يسبّب تكرار حركاتها والإصابة بالإسهال. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

الحساسية الغذائيّة

قد يُعاني بعض النساء من حساسية تجاه بعض الأطعمة التي لم يكن لديهنَّ مشكلة معها قبل الحمل وهذا ما يُعرَ بحساسية الحمل، الأمر الذي يمكن أن يسبّب حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي تشمل الاسهال، ويمكن أن تظهر هذه الحال نتيجةً للتغيّرات الهرمونيّة التي تؤثّر على نظام المناعة في الجسم.

الإجهاد والتوتّر

يعتبر التعرّض للإجهاد النفسي والشعور بالتوتّر من العوامل التي تؤثّر بشكلٍ كبير على صحّة الجهاز الهضمي خلال فترة الحمل، حيث تُعَدّ هذه الفترة مليئة بالتغيّرات النفسيّة والجسديّة، ممّا يمكن أن يؤدّي إلى ظهور عوارض مثل الاسهال، فالشعور بالضغط النفسي يمكن أن يسبب زيادة في حركة الأمعاء، ممّا يؤدي إلى مواجهة هذه الحال.

التغيّرات في النظام الغذائي

تعمد بعض النساء إلى تغيير نظامهنّ الغذائي بمجرّد معرفتهنّ بالحمل، مثل زيادة تناول الألياف أو تناول مكمّلات غذائيّة جديدة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى مواجهة اضطرابات في الجهاز الهضمي، كما يمكن أن يكون تناول حبوب الحديد مثلًا، مسبّبة للإسهال لدى بعض النساء.

الأضرار التي قد تنجم عن هذه الحال

بالرغم من أن الاسهال بدايه الحمل قد يبدو كمشكلة بسيطة، إلّا أنّ استمرارها يمكن أن يؤدّي إلى مواجهة عدّة مشاكل صحيّة خطيرة لا بدّ من معرفتها، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:

الجفاف

يمكن أن يؤدّي فقدان السوائل بشكل مفرط إلى الجفاف، وهي حال خطيرة تحتاج إلى تدخّل طبّي فوري، حيث يمكن أن تؤثّر على تدفّق الدم إلى الجنين ويؤثّر على نموّه بشكلٍ سليم، كما يمكن أن تسبّب الشعور بالدوار والضعف العام، ممّا يزيد من مخاطر السقوط والإصابات.

فبحسب موقع MedicalNewsToday في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Can dehydration affect pregnancy?”، قد يخفض الجفاف مستويات السائل الأمنيوسي، الأمر الذي يمكن أن يعوق نموّ الجنين، يسبب الولادة المبكرة، ويؤثر على إنتاج الحليب.، كما أنّه يمكن أن يقلّل من توفّر العناصر الغذائيّة الضروريّة لصّحة الأم الحامل وجنينها. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

فقدان العناصر الغذائيّة

قد تؤدّي المعاناة من الاسهال المزمن إلى فقدان العناصر الغذائيّة الأساسيّة من الجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم، ممّا يؤثر على صحّة الأم والجنين، كما يمكن أن يسبّب نقص هذه العناصر إلى حدوث اضطرابات في وظائف العضلات والأعصاب، الأمر الذي قد يؤثّر على قدرة الأم على ممارسة أنشطتها اليومية.

زيادة خطر الولادة المبكرة

تشير بعض الدراسات إلى أنّ المعاناة من الاسهال المزمن قد يزيد من خطر الولادة المبكرة، ممّا يستدعي التعامل مع هذه الحال بجديّة وتحت إشراف طبي، لا سيّما أنّها تحمل مخاطر صحيّة كبيرة للجنين، بما في ذلك مشاكل في التنفس وتطوّر الجهاز العصبي.

الخطوات العلاجيّة الموصى بها

لعلاج الاسهال في بداية الحمل ، هناك عدّة خطوات يمكن اتّباعها لتخفيف ظهور العوارض ومنع تفاقم المشكلة، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:

الترطيب الجيّد

يجب على الحامل شرب كميّات كافية من الماء والسوائل الأخرى لتعويض الفقد الحاصل نتيجة الاسهال، لذا يمكنها الحصول على المشروبات الغنية بالإلكتروليتات لتعويض المعادن المفقودة، كما أنّ الترطيب الجيد يساعد في الحفاظ على حجم الدم الطبيعي وضمان توصيل الأكسجين والعناصر الغذائية للجنين.

النظام الغذائي المتوازن

إنّ تناول الأطعمة الخفيفة وسهلة الهضم مثل الأرز المسلوق، البطاطا المهروسة، والموز يمكن أن يساعد في تخفيف العوارض ، لذا يجب تجنّب الحصول على الأطعمة الدهنيّة والحارّة والمشروبات الغازيّة، كما أنّ الحصول على الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي قد تساعد أيضًا في إعادة التوازن للبكتيريا النافعة في الأمعاء.

الراحة النفسيّة

إنّ الحرص على تقليل مستويات الإجهاد والتوتّر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الجهاز الهضمي، لذا إنّ ممارسة تقنيات مثل التنفس العميق، اليوغا، والتأمل قد تكون مفيدة، كما أنّ الحفاظ على روتين نوم منتظم وممارسة نشاطات تساعد على الاسترخاء يمكن أن يقلّل من التأثيرات السلبيّة للإجهاد على الجهاز الهضمي.

استشارة الطبيب

من الضروري مراجعة الطبيب في حال استمرار الاسهال لأكثر من يومين أو إذا كان مصحوبًا بعوارض أخرى مثل الحمى أو الألم الشديد، فقد يصف أدوية آمنة للاستخدام خلال الحمل أو يقدّم نصائح إضافيّة بعد تحديد السبب الرئيسي لهذه الحال وضمان عدم تأثيرها على صحة الحمل.

في الختام، يجب على كلّ امرأة حامل أن تكون على دراية بأسباب الاسهال بدايه الحمل وكيفيّة التعامل معه بشكل صحيح، فالاهتمام بالصحّة العامّة والنظام الغذائي، والبحث عن الراحة النفسيّة، والاستشارة الطبية المستمرّة هي أمور ضرورية لضمان سلامة الأم والجنين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على عوارض احتباس الغازات عند الحامل وطرق العلاج الموصى بها.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الوعي بهذه المشكلة والاستعداد للتعامل معها بشكلٍ صحيح يمكن أن يخفّف من الكثير من القلق والإزعاج خلال فترة الحمل، لذا أنصح كلّ حامل بأن تكون متيقّظة لأيّ تغييرات في صحّتها وأن تتّبع النصائح الطبيّة بشكلٍ دقيق لضمان تجربة حمل صحيّة وآمنة.