تُعتبر أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال 3 سنوات من المواضيع التي تثير قلق الوالدين، حيث يمكن أن تكون هذه المشكلة مؤشّرًا على وجود مشكلة صحيّة تحتاج إلى اهتمام عاجل، لذا إنّ التعرّف عليعل وفهم الأضرار التي قد تنجم عنها، بالإضافة إلى كيفية التعامل معها في المنزل، يمكن أن يساعد الأهل في حماية صحّة أطفالهم والوقاية من مواجهة أحد الأمراض الأكثر شيوعًا في أوساط الأطفال.
في هذا المقال، سنناقش أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال 3 سنوات ، وسنتناول الأضرار التي قد تنتج عن هذه الحال، كمال سنقدّم أيضًا نصائح علاجيّة فعّالة يمكن تطبيقها في المنزل لخفض الحرارة ومنع تفاقم المشكلة.
الأسباب المحتملة لارتفاع درجة الحرارة عند اللأطفال في هذه السنّ
يمكن أن تكون أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال 3 سنوات متعدّدة ومتنوّعة، فبعضها شائع ومألوف لدى الوالدين، بينما قد يكون البعض الآخر أقلّ وضوحًا، لذا من الضروريّ التعرّف عليها لتحديد العلاج المناسب لكل حال، وفي هذا السياق سنكشف لكِ عن أكثرها شيوعًا في ما يلي:
الالتهابات الفيروسية
تُعد الالتهابات الفيروسيّة من أكثر أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال 3 سنوات شيوعًا، فالإصابة بالفيروسات مثل تلك المسبّبة لنزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو حتّى بعض الفيروسات المعويّة، يمكن أن تؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم كجزء من استجابة الجهاز المناعي لمكافحة العدوى، وغالبًا ما تصاحب هذه الالتهابات عوارض أخرى مثل السعال، وسيلان الأنف، والشعور بالإرهاق والتعب العام.
إن فهم الوالدين لهذا النوع من الأسباب يمكن أن يساعد في التخفيف من القلق، حيث أنّ الجسم عادةً ما يحتاج إلى بعض الوقت للتغلب على الفيروس بشكلٍ طبيعيّ، ومع ذلك، تبقى المراقبة والمتابعة مهمين لتجنّب مواجهة أيّ مضاعفات.
الالتهابات البكتيريّة
بالإضافة إلى الفيروسات، تعتبر الالتهابات البكتيريّة من الأسباب الأخرى التي قد تؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الطبيعيّة، فالتهابات الأذن الوسطى، التهاب اللوزتين، والتهابات المسالك البولية، هي أمثلة على حالات بكتيرية قد تكون مسؤولة عن ارتفاع الحرارة عند الأطفال، وعلى عكس الالتهابات الفيروسية، قد تتطلّب الالتهابات البكتيرية العلاج بالمضادات الحيويّة، لذلك من المهم استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.
ووفقًا لموقع Cleveland Clinic في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “Bacterial Infection”، تتنوع عوارض الالتهابات البكتيريّة حسب موقع الإصابة في الجسم، والعلامة الأساسية غالبًا ما تكون ارتفاع في درجة الحرارة، باستثناء الالتهابات الجلدية التي عادةً ما تؤدي إلى احمرار أو ألم في الجلد، إلّا أنّ المعاناة من الحمى هي واحدة العوارض الأكثر شيوعًا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
يمكن أن تكون العوارض المصاحبة لهذه الالتهابات أكثر وضوحًا وشدّة، ممّا يتطلّب تدخّلًا طبيًا فوريًا، لذا يجب على الوالدين أن يكونا على دراية بأنّ عدم علاج الالتهابات البكتيريّة بشكل صحيح قد يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة.
التسنين
يعتبر التسنين من المراحل الطبيعيّة في نموّ الطفل، وقد يكون مصحوبًا بارتفاع طفيف في درجة الحرارة، إلّا أنّ الاعتقاد السائد بأنّ هذه الحال تسبّب حمى شديدة ليس دقيقًا تمامًا، ففي الواقع، إنّ ارتفاع الحرارة الناتج عن التسنين يكون عادةً خفيفًا ولا يتجاوز 38 درجة مئوية، أمّا إذا كان شديدًا أو مصحوبًا بعوارض أخرى، فقد يكون السبب أمرًا آخر يستدعي التدخّل الطبي.
بحسب موقع Arnold Palmer Hospital for Children في مقالة نُشِرَت عام 2016 تحت عنوان “Does teething cause a fever? Find out what’s fact and what’s fiction.”، لا يمرّ غالبية الأطفال بارتفاع حرارة الجسم عند التسنين؛ بل قد يواجه بعضهم ارتفاعًا طفيفًا فيها (أقل من 100.4 فهرنهايت على مقياس الحرارة)، وهذا أمر إيجابي لسبب محدّد: فهو يمكّننا من تحديد المشكلة التي يعاني منها الطفل بشكل أدقّ إذا كنّا نعلم ما لا يواجهه. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
لذا، من المهمّ أن لا يعزو الوالدان كل ارتفاع في درجة الحرارة إلى التسنين فقط، بل يجب البحث عن علامات إضافية قد تشير إلى وجود مشكلة صحية أخرى.
تلقّي اللقاحات
قد يسبّب تلقّي بعض اللقاحات ارتفاعًا طفيفًا في درجة الحرارة كجزء من استجابة الجسم لتكوين مناعة ضدّ الأمراض، وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع عادةً ما يكون مؤقتًا ولا يستدعي القلق، إلّا أنّ مراقبة الطفل بعد حصوله على هذا العلاجتبقى ضرورية للتأكد من عدم حدوث مضاعفات أخرى، وفي حال استمرار الحمى لأكثر من يومين، يُنصح بمراجعة الطبيب للتأكّد من الحفاظ على سلامة الطفل.
يعتبَر هذا النوع من الاستجابة طبيعيًا ويمكن التوقّع به بعد التطعيم، لكنّه يتطلّب الحذر ومتابعة العوارض الأخرى التي قد تظهر على الطفل لضمان عدم وجود مشكلة أخرى خفية.
الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن هذه المشكلة
إذا استمرّ ارتفاع درجة الحرارة لدى الطفل لفترة طويلة، أو إذا كانت الحمى شديدة، قد تنجم عن ذلك عدة أضرار تؤثر على صحّته وسلامته، إذًا إنّ وعي الأهل بهذه الأضرار يساعدهم في اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على صحة طفلهم، لذا بعد أطلعناكِ على أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال 3 سنوات ، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
الجفاف
يُعَدّ الجفاف أحد المخاطر الأساسيّة المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، حيث يبدأ الجسم في فقدان السوائل بشكلٍ أسرع من المعتاد، سواءً عن طريق التعرّق أو التنفس السريع، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، خاصّةً إذا لم يتمّ تعويض السوائل المفقودة بشكل كافٍ، أمّا علامات هذه الحال فتشمل جفاف الفم، العطش الشديد، قلّة التبول، وظهور الجلد بشكلٍ شاحب وجاف.
من الضروريّ أن يكون الأهل على علم بهذه العلامات وأن يتخذوا الإجراءات المناسبة للحفاظ على ترطيب جسم الطفل، مثل تقديم السوائل بشكلٍ مستمر ومراقبة حاله عن كثب.
النوبات الحرارية
النوبات الحرارية هي حال طارئة قد تصيب الأطفال الذين يعانون من ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وغالبًا ما تحدث هذه الحال عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى مستوى عالٍ بشكل مفاجئ، ممّا يسبب تشنّجات وفقدان الوعي في بعض الحالات، وعلى الرغم من أن هذه النوبات غالبًا ما تكون غير ضارّة وتزول تلقائيًا، إلّا أنّها تعتبر حال طارئة تستدعي التدخّل الطبّي السريع.
يتطلّب التعامل مع النوبات الحراريّة تهدئة الطفل وتقديم الإسعافات الأوليّة في المنزل أثناء انتظار وصول المساعدة الطبيّة.
الإجهاد الحراري
يمكن أن يؤدّي ارتفاع درجة الحرارة المستمرّ إلى إجهاد الجسم بشكل كبير، ممّا يؤثر على الوظائف الحيويّة، مثل التنفّس ونبض القلب،وهذا يمكن أن يكون خطيرًا، خاصّةً إذا لم يتمّ اتخاذ التدابير اللازمة لتبريد الجسم وخفض درجة الحرارة، ومن علامات الإجهاد الحراري الضعف العام، الدوار، وفقدان الشهيّة، مما يستدعي التدخّل السريع.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
عندما يصاب الطفل بارتفاع درجة الحرارة، يكون من الضروري اتخاذ إجراءات فعّالة للحد من الحمى وتخفيف العوارض المرتبطة بها، لذا بعد الكشف عن أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال 3 سنوات في مال سبق، سنقدّم لكِ بعض النصائح التي يمكن اتباعها في المنزل، وتشمل:
استخدام الأدوية الخافضة للحرارة
يعتبر استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين من الحلول الشائعة لخفض درجة الحرارة، ولكن يجب على الوالدين اتباع الجرعات الموصى بها من قبل الطبيب أو الصيدلي، وتجنّب إعطاء جرعات زائدة لضمان تخفيف الحمى وتقليل الألم المصاحب لها وتحسين حال الطفل العامة.
يجب التأكّد من أنّ الدواء المستخدم مناسب لعمر الطفل ووزنه، وأن يتمّ استخدامه وفقًا للإرشادات الطبيّة لضمان الأمان والفعالية.
الحفاظ على ترطيب الجسم
يُعَدّ ترطيب جسم الطفل أحد الخطوات الأساسيّة في معالجة ارتفاع درجة الحرارة، لذا ينبغي تشجيع الطفل على شرب السوائل بشكل منتظم، سواءً كان ذلك ماءً، أو عصائر طبيعية، أو حساءً دافئًا، ولذك لتعويض ما يفقده الجسم بسبب الحمى، وضمان تحسين وظائف الجسم وتقليل خطر الجفاف.
في حالات الحمى الشديدة، قد يكون من الضروري تقديم محاليل الجفاف المتاحة في الصيدليّات لضمان توازن الأملاح في الجسم.
الاستحمام بالماء الفاتر
يُعتبر الاستحمام بالماء الفاتر وسيلة فعّالة لخفض درجة حرارة الجسم، ولكن ينبغي تجنّب استخدام الماء البارد تمامًا، حيث يمكن أن يؤدّي إلى ارتعاش الجسم وزيادة الحرارة بدلًا من تخفيضها، فالماء الفاتر يساعد في تبريد الجسم تدريجيًا وتحسين راحة الطفل.
ينبغي أن يتمّ الاستحمام بالماء الفاتر ببطء وهدوء، مع مراعاة عدم إبقاء الطفل في الماء لفترة طويلة، وضمان تغطيته بملابس خفيفة بعد الاستحمام.
تهوية الغرفة
من المهمّ الحفاظ على تهوية جيدة في الغرفة التي يتواجد فيها الطفل، فمن المهمّ أن تكون الغرفة باردة بما يكفي للحفاظ على راحة الطفل، من دون أن تكون باردة جدًا، كما يجب تجنب تغطيته ببطانيّات ثقيلة أو ملابس دافئة، حيث أن ذلك يمكن أن يرفع درجة حرارة الجسم بدلًا من خفضها.
تساعد تهوية الغرفة في تحسين تدفّق الهواء وتخفيف الحرارة المحيطة، ممّا يسهم في خفض درجة حرارة الجسم بشكل طبيعي.
في الختام، قد تكون أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال 3 سنوات متنوّعة، وبعضها قد يكون بسيطًا ويمكن التعامل معه في المنزل، بينما قد يتطلّب البعض الآخر تدخّلًا طبيًا، لذا من الضروريّ مراقبة حال الطفل بشكلٍ دقيق، واتّخاذ التدابير العلاجيّة المناسبة للحفاظ على سلامته وصحّته. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطير عند الأطفال؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ التعامل مع الحمى عند الأطفال يتطلّب الوعي والدراية الكافية من قبل الوالدين، من دون القلق المفرط، لذا ينبغي على الأهل أن يتعلّموا كيفية التعامل مع هذه الحال وفقًا للإرشادات الطبية الموثوقة، مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب في الحالات التي تستدعي ذلك، فقد تكون الحمى مجرّد عرض لمشكلة بسيطة، لكنها قد تشير أيضًا إلى وجود مشكلة صحيّة أكبر تحتاج إلى التدخّل السريع، لذا يجب التعامل معها بحذر ومسؤولية.