يُعَدّ هرمون الاستروجين عند الرجل من المواضيع التي قد تبدو غربية للبعض. لأنّ هذا الهرمون يرتبط غالبًا ما يرتبط بالنساء، لكنه في الواقع يؤدّي دورًا حيويًا في صحة الرجل. على الرغم من أن التستوستيرون هو الهرمون الجنسي الأساسي لدى الرجال. إلا أن وجود الاستروجين بكميات معتدلة ضروري للحفاظ على وظائف الجسم المختلفة. يتطلب الحفاظ على هذا التوازن معرفة مصادر الاستروجين، وأسباب ارتفاعه، والعوارض التي قد تشير إلى وجود خلل في معدّلاته.
في هذا المقال، سنوضح كيفية معرفة ارتفاع هرمون الاستروجين عند الرجال، وأسباب هذا الارتفاع، وأثره على الصحة العامة. بالإضافة إلى ذلك، سنكشف عن كيفية التعامل مع هذه الحال والوقاية منها.
كيف أعرف أن هرمون الاستروجين مرتفع عند الرجال؟
قد لا يدرك الكثير من الرجال أنهم يعانون من ارتفاع هرمون الاستروجين عند الرجل إلا بعد ظهور عوارض واضحة تؤثر على حياتهم اليومية. تشمل هذه العلامات الجسدية والنفسية، وتظهر تدريجيًا مع ازدياد مستوى الهرمون في الدم.
أولًا، يُعتبَر تضخم الثديين (التثدي) من أبرز العلامات التي تشير إلى وجود خلل هرموني. يحدث هذا التضخم بسبب عدم وجود توازن بين التستوستيرون والاستروجين. ما يؤدّي إلى نمو أنسجة الثدي بطريقة غير طبيعية. وفقًا لدراسة نشرتها National Institutes of Health، فإن التثدي يصيب حوالي 30-70% من الرجال في مراحل مختلفة من حياتهم، خاصّة عند تقدم العمر.
ثانيًا، يُعَدّ انخفاض الرغبة الجنسية من العوارض الشائعة. إذ يؤثر ارتفاع الاستروجين سلبًا على إنتاج التستوستيرون، ما يؤدي إلى ضعف الأداء الجنسي وقلة الرغبة. كما أوضحت Harvard Health Publishing أنّ الحفاظ على التوازن بين هرمونات الذكورة والأنوثة ضروري للحفاظ على الصحّة الجنسيّة لدى الرجال.
علاوةً على ذلك، يعاني بعض الرجال من تقلبات المزاج، مثل الاكتئاب الحاد. وأشارت Endocrine Society إلى أن الاستروجين يؤثر بشكل مباشر على النواقل العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين. ما يفسر التغيرات المزاجية المصاحبة لارتفاعه.
تُعتبَر زيادة الدهون في الجسم، خاصة في منطقة البطن، من العلامات الأخرى التي لا يمكن تجاهلها. إذ يؤدي الاستروجين إلى تحفيز تخزين الدهون وتقليل قدرة الجسم على حرقها. وفقًا لمقال نشرته Mayo Clinic, فإن الرجال الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة لارتفاع الاستروجين بسبب زيادة نشاط إنزيم الأروماتاز في الخلايا الدهنية.
من أين يأتي هرمون الاستروجين عند الرجال؟
ينتج الجسم هرمون الاستروجين عند الرجل من خلال عدة آليات طبيعية. وعلى الرغم من أن المستويات الطبيعية تكون منخفضة، إلا أن وجود الاستروجين ضروري لبعض الوظائف الحيوية.
أهم مصدر لهرمون الاستروجين هو تحويل التستوستيرون إلى استراديول، وهو أحد أشكال الاستروجين النشطة. يتم هذا التحويل بواسطة إنزيم الأروماتاز، الذي يوجد في الأنسجة الدهنية، والعضلات، والكبد. وأكدت دراسة نشرت
في Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism أن حوالي 80% من الاستروجين عند الرجال ينتج من هذا التحول.
بالإضافة إلى ذلك، تفرز الغدد الكظرية كميات صغيرة من الاستروجين كجزء من إنتاجها للهرمونات الستيرويدية. كذلك، تساهم الخصيتان في إنتاج نسبة ضئيلة من الاستروجين، على الرغم من أن وظيفتهما الأساسية هي إنتاج التستوستيرون.
هل يرتفع هرمون الأنوثة عند الرجال؟
نعم، يمكن أن يرتفع هرمون الاستروجين عند الرجل نتيجة لعوامل مختلفة تؤثر على توازن الهرمونات. وتشمل هذه العوامل:
- زيادة الوزن: تؤدي السمنة إلى ارتفاع مستويات الأروماتاز، ما يزيد من تحويل التستوستيرون إلى استروجين. وفقًا لـ Cleveland Clinic، فإن الرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة يواجهون خطرًا أكبر لارتفاع الاستروجين.
- أمراض الكبد: يؤدّي الكبد دورًا رئيسيًا في استقلاب الاستروجين. لذا، فإن أي خلل في وظائف الكبد قد يؤدي إلى تراكم هذا الهرمون. وأوضحت American Liver Foundation أن مرضى الكبد المزمن غالبًا ما يعانون من ارتفاع مستويات الاستروجين.
- تناول بعض الأدوية: يمكن أن يؤدّي الحصول على بعض الأدوية مثل الستيرويدات الابتنائية، وبعض أدوية ضغط الدم، والعلاج الهرموني إلى اختلال التوازن الهرموني. وأكدت Harvard Medical School أن الأدوية المضادة للأندروجين قد تزيد من مستويات الاستروجين.
- التعرض لمواد كيميائية: تعرف بعض المواد مثل xenoestrogens (الموجودة في البلاستيك ومستحضرات التجميل) بأنها تؤثر على مستويات الاستروجين. وأوضحت دراسة في Environmental Health Perspectives أن هذه المواد يمكن أن تعطل التوازن الهرموني.
كيف يمكن التحكم في مستويات الاستروجين؟
لحسن الحظ، يستطيع الرجال الحفاظ على مستويات صحية من هرمون الاستروجين عند الرجل من خلال اتباع بعض الإجراءات البسيطة. أولًا، يساعد الحفاظ على وزن صحي من خلال التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة على تقليل نشاط إنزيم الأروماتاز. ثانيًا، يجب تجنب تناول الكحول بكثرة لأنه يؤثر على وظائف الكبد، ما قد يؤدّي إلى تراكم الاستروجين.
علاوةً على ذلك، يُمكِّن إجراء الفحوصات الدورية من اكتشاف أي خلل في وقت مبكر. بينما يساعد تقليل التعرض للمواد الكيميائية مثل البلاستيك والمنتجات المعطرة على الحفاظ على التوازن الهرموني.
الخلاصة
في الختام، يعد هرمون الاستروجين عند الرجل ضروريًا للحفاظ على صحة العظام، والتمثيل الغذائي، والصحة الجنسية. إلا أن أي خلل في مستوياته قد يؤدي إلى مواجهةمشاكل صحية تتطلب الانتباه والمتابعة الطبية. من خلال مراقبة العوارض، والحفاظ على نمط حياة صحي، والحرص على التوازن الهرموني، يمكن تفادي مواجهة العديد من المضاعفات المرتبطة بارتفاع الاستروجين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن علاج خصوبة الرجل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الوعي بأهمية توازن الهرمونات ضروري لكل رجل، خاصة مع تقدم العمر. إن اتخاذ خطوات استباقية، مثل ممارسة الرياضة، تناول الطعام الصحي، وتجنب التعرض للمواد الضارة، يمكن أن يحمي الصحة العامة ويحافظ على جودة الحياة. لذا، أنصح جميع الرجال بعدم التردد في استشارة الطبيب عند ملاحظة أيّ عوارض غير طبيعية، لأن التشخيص المبكر يعزّز فرص العلاج الناجح.
