يُعَدّ إخراج البلغم من الرضيع من التحدّيات التي تواجه الأمهات، خاصّةً في الأشهر الأولى من حياة الأطفال، حيث يعاني العديد منهم من تراكم البلغم في صدورهم نتيجة لضعف الجهاز التنفّسي وعدم نضجه بشكلٍ كامل. وهذا ما يمكن أن يؤدّي إلى مواجهتهم مشاكل في التنفّس، ويؤثّر سلبًا على جودة نومهم وراحتهم، ويجعل التعامل مع هذه المشكلة أمرًا في غاية الأهمية لضمان الحفاظ على صحّة الطفل وتفادي مواجهته لمختلف اشكال مشاكل التنفس عند الرضع.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الأسباب التي تؤدّي إلى تراكم البلغم في صدر الرضيع، بالإضافة إلى تقديم نصائح فعّالة وآمنة لمساعدة الأم في تخفيف هذه الحال. كما سنستعرض بعض الخلطات الطبيعيّة التي يمكن استخدامها لعلاج هذه المشكلة بطريقة آمنة. فالهدف هو توفير معلومات موثوقة تستند إلى دراسات علميّة، لضمان التعامل مع هذه الحال بأفضل الطرق الممكنة.
أسباب وجود البلغم في صدر الرضيع
هناك عدّة عوامل قد تسهم في تراكم البلغم في صدر الرضيع، ويمكن أن تكون هذه الأسباب طبيعيّة نتيجة نموّ الطفل، أو نتيجة لعوامل خارجية تؤثّر على الجهاز التنفسي الهشّ لديه، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة اخراج البلغم من الرضيع ، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
العدوى التنفسيّة
تعتبر العدوى التنفسيّة من أكثر الأسباب شيوعًا لتراكم البلغم، فالإصابة بالزكام أو الإنفلونزا تسبّب زيادة في إفرازات الجهاز التنفسي، ممّا يؤدي إلى تراكم البلغم في الصدر ويجعل من الصعب على الرضيع التخلّص منه.
بحسب موقع جمعية الرئة الأمريكيّة American Lung Association، في مقالة نُشِرَت عبره عام 2021 تحت عنوان “Understanding Mucus in Your Lungs”، يُسمّى المخاط الذي يتجمّع في الرئتين البلغم، وهو عرض شائع في حالات أمراض الرئة المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (بما يشمل التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة)، التليف الكيسي، توسع القصبات، وأمراض الرئة NTM أو حتّى المعاناة من عوارض الربو. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الحساسيّة
قد تكون المعاناة من الحساسية من العوامل المساهمة في تراكم البلغم، وقد يؤدّي تعرّض الرضيع لمسبّبات هذه الحال مثل الغبار أو الدخان إلى تأثّر الممرّات التنفسيّة وزيادة إفراز المخاط.
فوفقًا لموقع Unity Point Health، في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Baby Congestion: Decoding Baby’s Snot!”، يُعد المخاط الشفاف الأكثر انتشارًا بين أنواع المخاط، وعادةً لا يُعتبر مقلقًا. وقد يكون هذا اللون الطبيعي للبلغم مجرّد طريقة طبيعية لدى طفلك لتنظيف الأنف من الجزيئات ومنعها من الوصول إلى رئتيه. كما يمكن أن يكون دلالة على وجود حساسية، أو استجابة للهواء البارد أو الجاف، أو من العلامات المبكرة للإصابة بنزلات البرد. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
البيئة المحيطة
يُعَدّ تلوث الهواء والدخان من الأمور التي تؤثّر بشكلٍ كبير على صحّة الرضيع. فالجهاز التنفّسي لديه لا يزال في طور النموّ، وأيّ حساسية ناتجة عن الملوّثات يمكن أن تؤدي إلى تراكم البلغم بشكل أكبر.
كيفيّة مساعدة الرضيع على إخراج البلغم
بهدف اخراج البلغم من الرضيع والتخفيف من احتقان صدره، هناك مجموعة من الأساليب التي يمكن للأمّ اتّباعها لضمان الحفاظ على راحته وتحسين تنفّسه، لذا سنعرض لكِ أهمّها في ما يلي:
جلسات البخار
للبخار تأثير مهدّئ على الجهاز التنفّسي للرضيع، حيث يساعد في ترطيب الممرّات الهوائيّة وتخفيف البلغم المتراكم. لذا يمكن للأم استخدام جهاز تبخير مع الالتزام بجرعات جهاز البخار للأطفال الرضع، أو ببساطة تشغيل حمام ساخن والجلوس مع الطفل في الحمام ليستنشق البخار.
تنقيط المحلول الملحي
يساعد وضع المحلول الملحي في تنظيف الممرّات الأنفيّة وتخفيف الاحتقان، لذا يمكن استخدام قطرات منه لتنظيف الأنف وإزالة البلغم، شرط أن يكون مناسبًا لعمر الرضيع.
التدليك برفق
يمكن أن يساعد تدليك صدر وظهر الرضيع برفق في تفتيت البلغم وجعله يتحرّك نحو الحلق، ممّا يسهّل على الطفل إخراجه، ولكن يجب أن تكون الحركات خفيفة ومريحة له لضمان فعاليتها.
تغيير وضعية النوم
يمكن أن يساعد وضع الرضيع في وضعيّة مائلة قليلًا في تحسين تصريف البلغم من الصدر، ويخفّف من صعوبة التنفّس خلال النوم.
خلطات طبيعيّة لإخراج هذا البلغم
بالإضافة إلى الإجراءات الطبيّة، هناك العديد من الخلطات الطبيعيّة التي يمكن استخدامها بأمان لمساعدة الرضيع على إخراج البلغم، مع التأكّد من استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ من هذه الطرق، وأبرزها:
- مشروب اليانسون: يعتبر اليانسون من الأعشاب الطبيعيّة التي تمتاز بخصائص مهدّئة ومضادّة للتشنّجات، إذًا فإنّ استخدامه يساعد في تخفيف البلغم، وذلك من خلال غلي ملعقة صغيرة من بذوره في كوب من الماء وتبريده قبل إعطائه للرضيع بكميّةٍ صغيرة.
- العسل والليمون: يُعتبَر خليط العسل والليمون علاجًا طبيعيًا مشهورًا لتخفيف احتقان الصدر، ولكن يجب الانتباه إلى أنّه لا يجب إعطاء العسل للأطفال دون سن السنة لتجنّب خطر التسمّم الغذائي. إذًا يمكن خلطه مع بضع قطرات من عصير الليمون وتقديمه للطفل الأكبر من عام واحد.
- مشروب الزنجبيل: يُعرَف الزنجبيل بخصائصه المضادّة للالتهاب والتي تساعد في تخفيف حساسية الممرّات التنفسيّة. لذا، يمكن غلي شريحة منه في الماء وتقديمه للرضيع بكميّة صغيرة بعد تبريده.
يتطلّب اخراج البلغم من الرضيع متابعة دقيقة وتدخّل سريع لضمان الحفاظ على راحته وصحّته، وباستخدام الطرق المذكورة أعلاه تحت إشراف الطبيب، يمكن للأمهات مساعدة أطفالهنّ في التغلب على هذه المشكلة وتحسين تنفسّهم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أضرار زكام الرضيع في الأيّام القليلة من عمره.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاهتمام بصحّة الرضيع يجب أن يكون دائمًا على رأس أولويّات الأم. لذا، من المهمّ متابعة الحال بشكلٍ مستمرّ وعدم التردّد في استشارة الطبيب في حال تفاقم العوارض أو استمرارها لفترةٍ طويلة. كما أن استخدام الطرق الطبيعيّة يجب أن يكون بحذرٍ وتحت إشراف مختصّ لضمان الحفاظ سلامة الرضيع وفعالية العلاج.
