مين عملت اختبار حمل قبل الدورة بأسبوع وطلعت حامل؟ وهل تبيّن أنّ هذه النتيجة الإيجابيّة موثوقة أم لم تكن صحيحة؟
عندما تشعرين أنّك حامل وتريدين معرفة ما إذا كان شعورك بمكانه، قد يكون من الصّعب الانتظار لموعد الدورة الشهريّة المتوقّع لإجراء اختبار الحمل المنزلي. فهل من الممكن إجراء تحاليل أو اختبارات حمل قبل ذلك، ولمدّة قد تصل الى ما قبل موعد الدورة بأسبوع؟ سنجيب عن هذه الأسئلة في هذا المقال، ولكن من المهمّ قبل ذلك أن نطّلع بلمحة سريعة على ما يحدث بالجسم عند بدء الحمل لفهم ما يحدث في جسمك ومعرفة متى يُمكن إجراء الاختبارات المختلفة.
كيفيّة حدوث الحمل باختصار
خلال عمليّة التبويض، التي تحدث غالبًا لدى النساء اللّواتي يتمتّعن بدورة مُنتظمة بعد 14 يومًا تقريبًا من بدء الحيض، يتمّ اطلاق بويضة أو أكثر. وإذا التقت البويضة بحيوان منوي، يتمّ تخصيبها، وبعدها تنتقل البويضة المُخصّبة إلى الرحم لتنزرع في جدار الرحم.
وفي هذه المرحلة، تبدأ كميّات قليلة جدًّا من هرمون الحمل المُسمّى “هرمون الحمل البشري”-“Beta-HCG” بالتواجد في البول والدمّ أيضًا. يُنتج هذا الهرمون بواسطة المشيمة بعد أن تُزرع البويضة المخصّبة في جدار الرحم.
الاختبار المنزلي المبكر للحمل
يمكن أن تبدأ مُلاحظة هرمون الحمل باختبارات الحمل المنزليّة العاديّة عند انقطاع الدورة. غير أنّ بعض الاختبارات المنزليّة الحديثة تكون أكثر حساسيّة لرصد هذا الهرمون، ويمكن أن يتمّ اجراء اختبار الحمل المبكر قبل مدة تصل إلى 6 أيام من الدورة الشهريّة الفائتة، أي قبل مدّة تصل الى خمسة أيام من الموعد المرتقب لبدء الدورة الشهريّة المقبلة.
تجدر الإشارة هنا الى أنّه لا يوجد اختبار حمل منزلي يمكن إجراؤه لكشف الحمل في وقت أقرب من ذلك. وإذا أجريتي الاختبار مبكرًا أكثر، عليكِ توقّع نتيجة سلبيّة حتّى في حال كنت حاملًا. ويعود ذلك الى أنّ نسبة هرمون الحمل لا تكون قد أنتجت بشكل كافٍ في هذه المرحلة ليرصدها الاختبار ويعطيك النتيجة الايجابيّة، بالإضافة الى أنّ مستويات هرمون الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى.
ولكن إذا أعدتِ إجراء الاختبار مرة أخرى في اليوم المرتقب للدورة الشهريّة تحصلين على نتيجة دقيقة بنسبة تزيد عن 99%، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة. لأنّ مستويات هرمون الـ”HCG” يرتفع بسرعة في بداية الحمل، ففي حالات الحمل الطبيعي، تتضاعف مستويات هذا الهرمون كل يومين الى ثلاثة أيّام خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
طريقة كشف الحمل عبر تحليل الدمّ بأنواعه
يُستخدم اختبار أو تحليل الدمّ للحمل للكشف عن الحمل في حال حدوثه عبر البحث عن هرمون الحمل البشري الذي يُنتجُه الجسم خلال فترة الحمل، وعن طريق قياس مستوياته في الدمّ. يُعتبر اختبار الدم هذا، الذي يتمّ إجراؤه في مختبرات أو مراكز طبيّة، أكثر دقّة من اختبار البول، ويمكنه كشف حدوث الحمل في مراحل مبكرة جدًّا نسبيًّا.
يمكننا تمييز نوعين أساسيّين منه، وهما الفحص الكمّي والفحص النوعي، الذين يعملان على نقطتين مختلفتين كالتّالي:
- يرصد تحليل الدمّ النوعي وجود هرمون الحمل بالدمّ أو عدم وجوده. فيبشّر بحدوث الحمل بإعطاء نتيجة إيجابيّة إذا وُجِد هذا الهرمون في الدمّ. وتكون نتيجته سلبيّة إذا لم يرصد وجود هرمون الحمل في الدمّ، وبالتّالي عدم وجود حمل.
- من جهةٍ أخرى، يقوم تحليل الدمّ الكمّي بقياس كميّة هرمون الحمل ونسبته في الدمّ بدقّة، إذ يتتبّع التغيّرات في مستوى هرمون الحمل في الدمّ مع تقدّم الوقت. ويُقدّم بذلك معلومات مُفصّلة عن عمر الحمل ومدى تطوّره وتقدّمه. يُستخدم هذا النوع من التحاليل عادةً لمتابعة حالات معيّنة من الحمل، كالحمل غير الطبيعي أو المبكر.
الأوقات الأنسب لإجراء تحليل الدم للحمل
يظهر هرمون الـ”HCG” في الدمّ بوقت أسرع من ظهوره في البول، ويمكن أن يتمّ رصده لدى البعض في مدّة مبكرة قد لا تتعدّى الستّة أيام بعد حدوث تخصيب البويضة. ولكنّه لدى البعض الآخر قد يأخذ وقتًا أطول. ويُكن كشف الحمل عادةً في تحليل الدمّ قبل أن يكشفه اختبار البول، باختبار الحمل المنزلي.
أمّا الوقت الأنسب لإجراء تحليل الدم للحمل يختلف باختلاف نوع التحليل، إذ من الممكن أن يتمّ إجراء التحليل الكمّي في وقت أبكر من النوعيّ، فمن الممكن أن يكشف عن الحمل بعد مدّة قصيرة أي حوالي ستة أيّام من تخصيب البويضة وصولًا الى 12 يومًا. وينصح الأطبّاء بهذا النوع من التحليل للحصول على معلومات دقيقة حول مستويات هرمون الحمل خاصّةً في حال كان هناك مشالك صحيّة تدعو الى القلق، كما سبق وذكرنا، إذ يُعتبر مفيدًا في الكسف عن مشاكل الحمل المحتملة، كالحمل خارج الرحم أو الإجهاض المبكر.
أمّا التحليل النوعي فينصح بإجرائه بعد عشرة الى أربع عشر يومًا من ممارسة العلاقة الجنسيّة التي تظنّين أنها قد أدّت إلى الحمل، لأنّ هرمون الحمل يكون قد وصل الى مستوى معيّن يسمح لكشفه في الدمّ عن طريق التحليل.
برأيي الشخصي كمحرّرة، من الممكن أن تظهر نتيجة الحمل الإيجابيّة من خلال تحليل الدمّ في وقتٍ مبكر مقارنةً باختبارات الحمل المنزليّة، إذ يُمكن اجراؤه قبل موعد الدورة بأسبوع. ويُعدّ اختبار تحليل الدم للكشف عن الحمل قادرًا على كشف الحمل بعد أسبوع من تلقيح البويضة تقريبًا. ولكنّ الأمر يعتمد أيضًا على انتظام الدورة الشهريّة. وننصحك بمجرّد اجراء أي من الاختبارات والحصول على نتيجة ايجابيّة أن تقومي بزيارة الطبيب للتأكّد من أنّ كلّ شيء على ما يرام.