ما هي مراحل رؤية الطفل بالصور ؟ ومتى يبدأ برؤية العالم من حوله؟ سؤال يشغل بال الكثير من الأمهات، فالبصر من أهمّ الحواس التي يبدأ الطفل في تطويرها منذ لحظة ولادته. تتطور رؤية الرضيع تدريجيًا، بدءًا من القدرة على تمييز الضوء والظلال وصولًا إلى إدراك الألوان والتفاصيل بوضوح. هذا التطور لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يمرّ بعدّة مراحل تتغير فيها قدرة الطفل على التركيز، التمييز، والتفاعل مع المحيط. وهذه جميعها من بين علامات سلامة مخ الرضيع.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل مراحل رؤية الطفل بالصور ، بدءًا من الأيام الأولى بعد الولادة وحتى اكتمال نمو حاسة البصر لديه. كما سنوضح متى يتمكن المولود من الرؤية بوضوح، وكيف يمكن للأم التأكد من أن طفلها يرى بشكل صحيح. بالإضافة إلى الإجابة عن السؤال الشائع: متى يثبت نظر الرضيع؟ وسنختتم بتقديم معلومات مهمة لضمان تطوّر النظر بطريقة طبيعيّة وسليمة.
متى يستطيع المولود الرؤية بوضوح؟
ما هي مراحل رؤية الطفل بالصور ؟ ومتى يستطيع المولود الرؤية بوضوح؟ يولد الطفل بجهاز بصري غير مكتمل النمو. ممّا يجعله يرى الأشياء بشكلٍ ضبابيٍّ جدًا. ومع مرور الأسابيع، تبدأ عينيه بالتكيّف مع الضوء والتركيز تدريجيًا على الأشياء من حوله.
الأيام الأولى (حديث الولادة حتى الشهر الأول)
في هذه المرحلة، يتمكن المولود من رؤية الأجسام القريبة فقط (حوالي 20-30 سم)، وهي المسافة المثالية لرؤية وجه والدته أثناء الرضاعة الطبيعية. لا يستطيع المولود التركيز على التفاصيل، لكنه يستطيع تمييز الوجوه الكبيرة والألوان القوية مثل الأبيض والأسود. وفقًا لدراسة نشرتها American Academy of Ophthalmology، فإن الأطفال حديثي الولادة يعتمدون بشكل أساسي على التباين العالي في الألوان لرؤية الأشياء من حولهم.
من الشهر الثاني إلى الثالث
يبدأ الطفل في محاولة تتبّع الأشياء المتحركة بعينيه، لكنه لا يزال يجد صعوبة في التحكم بحركة العينين معًا. في هذه المرحلة، يزداد وضوح الرؤية تدريجيًا، لكنّه لا يصل إلى الدقّة الكاملة بعد.
من الشهر الرابع إلى السادس
تتحسّن قدرة الطفل على التركيز ورؤية التفاصيل، ويبدأ في التفاعل مع الألعاب الملونة والأشياء الصغيرة. وفقًا لتقرير صادر عن National Eye Institute، يبدأ الرضيع في هذا العمر برؤية الألوان المختلفة بوضوح، خاصّةً الأحمر والأزرق، كما يبدأ في تطوير إدراك العمق.
بعد الشهر السادس وحتى السنة
تصبح رؤية الطفل أقرب إلى رؤية البالغين من حيث الوضوح والتركيز، ويمكنه تمييز الوجوه من مسافات أبعد. في هذه المرحلة، يبدأ الطفل أيضًا في التنسيق بين عينيه ويديه. ممّا يسهل عليه التقاط الأشياء وتحريكها.
كيف أعرف أن طفلي يرى بشكل صحيح؟
بعد التعرّف على مراحل رؤية الطفل بالصور في مل سبق، يُطرَح السؤال التالي: كيف أعرف أن طفلي يرى بشكل صحيح؟ من المهم مراقبة تطور نظر الرضيع منذ الأسابيع الأولى للتأكد من عدم وجود أيّ مشاكل بصرية قد تؤثّر على نموه الإدراكي.
1. ملاحظة تتبع الطفل للأجسام
في الشهر الثاني أو الثالث، ينبغي أن يكون الطفل قادرًا على تتبع الأشياء المتحركة بعينيه. أمّا إذا لم يفعل ذلك، فقد يكون هناك خلل في تطوّر الرؤية.
2. استجابة الطفل للضوء
يمكن تجربة تعريض الطفل لضوء معتدل وملاحظة استجابته. الطفل السليم يقوم بإغلاق عينيه أو تحريك رأسه بعيدًا عن الضوء المباشر.
3. تركيز الطفل على الوجوه
في الأشهر الأولى، ينجذب الرضيع إلى وجه والدته أو والده، وإذا كان لا يركز أو ينظر بشكل غير متناسق، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة تستدعي استشارة طبيب العيون.
4. عدم وجود حول مستمر
رغم أن بعض الأطفال يعانون من حول خفيف في الأشهر الأولى، إلا أن استمرار الحول بعد الشهر الرابع قد يكون مؤشرًا على مشكلة تحتاج إلى تدخل طبي، وفقًا لتوصيات American Optometric Association.
متى يثبت نظر الرضيع؟
بعد التعرّف على مراحل رؤية الطفل بالصور في ما سبق، لا بدّ من معرفة توقيت ثبات نظر الرضيع. حيث يستمر تطور الرؤية خلال السنة الأولى، لكن متى يمكن القول إن نظر الطفل أصبح ثابتًا؟
من الشهر السادس إلى السنة
يبدأ نظر الطفل بالاستقرار تدريجيًا، حيث تصبح حدة بصره أقرب إلى البالغين، ويتمكن من تمييز الوجوه ورؤية الأشياء البعيدة بوضوح أكبر. كما يصبح أكثر قدرة على التنسيق بين حركة العينين واليدين.
عند بلوغ الطفل عمر السنة
يكون تطور البصر قد اكتمل بشكل كبير، ويمكنه رؤية الأشياء بوضوح على مختلف المسافات. في هذا العمر، يستطيع الطفل التعرف على الأشخاص من بعيد والاستجابة للأشياء المتحركة بسرعة.
بعد عمر السنة وحتى الثلاث سنوات
يكون النمو البصري للطفل قد وصل إلى مرحلة النضج، حيث تتحسن مهاراته في التركيز، وتصبح قدرته على تتبع الأشياء المتحركة أكثر دقة. وفقًا لـ Stanford Children’s Health، فإن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النظر يجب أن يخضعوا لفحص طبي قبل سن الثالثة للكشف المبكر عن أي اضطرابات بصرية.
في النهاية، تمر مراحل رؤية الطفل بالصور بتطور تدريجي منذ الولادة وحتى اكتمال الجهاز البصري خلال العام الأول. من الضروري أن تراقب الأم تطور رؤية طفلها بعناية، وأن تستجيب لأي علامات غير طبيعية قد تشير إلى وجود مشكلة بصرية.
إذا لاحظت الأم أن طفلها لا يستجيب للمحفزات البصرية، أو يعاني من حول مستمر بعد الشهر الرابع، فمن الأفضل استشارة طبيب عيون مختصّ. كما أن توفير بيئة بصرية مناسبة، مثل تعريض الطفل لألوان زاهية وألعاب متحركة، يساهم في تطوير مهاراته البصرية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كارثة قد تحدث بسبب قبلة واحدة لطفلك.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الاهتمام بصحة الطفل البصرية منذ ولادته هو أمر بالغ الأهمية، حيث إن التشخيص المبكر لأي مشكلة بصرية قد يساعد على علاجها بفعالية قبل أن تؤثر على تطور الطفل الإدراكي. كما أن الوعي بمراحل تطور نظر الطفل يساعد الأمهات على توفير بيئة داعمة لنموه الطبيعي. لذا أنصح كل أم بمراقبة طفلها بعناية، والتأكد من أنه يمر بجميع المراحل البصرية بشكل صحي وسليم.
