تعرّفي على مراحل تطور الرضيع في الشهر الاول والثاني معنا في الأسطر القادمة من هذا المقال الجديد، حيث سنكشف من خلاله عن مختلف التطوّرات النفسيّة والجسديّة التي يعيشها الرضيع في هذا العمر، كما سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تحثّكِ على التعامل السليم معه خلال هذه المرحلة، وذلك بعد أن سبق وأطلعناكِ على مراحل نمو الطفل بعد الولادة بستة أشهر.
تعتبر الأشهر الأولى من حياة الرضيع فترة حاسمة لنموّه وتطوّره، حيث يبدأ في التعرف على العالم الخارجي وتطوير مهاراته الجسدية والنفسية الأساسية، وخلالها يتعرّض لتغيّرات ملحوظة تؤثّر على مسار نموّه وتطوّره المستقبلي، لذا يعد فهمها وكيفيّة التعامل معها أمرًا بالغ الأهمية للأهل، إذ يساعدهم ذلك في تقديم الرعاية المناسبة التي يحتاجها طفلهم.
التطور الجسدي والنفسي للرضيع في الشهر الأول
من أجل شرح تفاصيل تطور الرضيع في الشهر الاول والثاني ، سنبدأ بشرح المعلومات عن التطوّرات الجسديّة والنفسيّة التي يشهدها الرضيع خلال شهره الأوّل، وتشمل:
التطور الجسدي
- زيادة الوزن والطول: يبدأ الرضيع في اكتساب الوزن بسرعة، حيث يزداد وزنه بنسبة تتراوح بين 5-7٪ أسبوعيًا، كما يمكن أن يزداد طوله بمقدار 2.5 إلى 4 سم خلال الشهر الأول، وهو مؤشر على نموه السليم، لا سيّما إذا ما كان يتطابق مع جدول وزن الطفل الطبيعي بحسب عمره.
- تحسين القدرة على المص والبلع: يعزّز الرضيع مهاراته في المصّ والبلع خلال هذا الشهر، وهذه القدرات ضرورية لتغذيته بشكل صحيح، كما يُلاحظ أيضًا تطوّر ردّ فعل المص، وهو أمر طبيعي يساعده في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
- حركات لا إرادية: يقوم الرضيع بحركات لا إرادية تشمل ركلات الأرجل وحركات الذراعين، وممارستها تساعده في تطوير عضلاته وتعزيز التحكم الحركي لديه.
- تطوّر الحواس: تبدأ حواس الرضيع في التطور بشكل ملحوظ، فحاسّة اللمس تكون قويّة منذ الولادة، ويبدأ الرضيع في الاستجابة للمس والدغدغة، أمّا حاسة السمع فتتطور بشكل جيد، حيث يمكن للرضيع أن يتعرف على الأصوات المألوفة، مثل صوت الأم.
التطور النفسي
- التعرف على الأصوات: يبدأ الرضيع في التعرف على الأصوات المحيطة به، خاصة صوت أمه، وهذا ما يساعد في تهدئته ويشعره بالأمان.
- التفاعل مع البيئة: رغم أن الرؤية لم تتطور بالكامل بعد، يحاول الرضيع التركيز على الأوجه والأجسام القريبة، كما يستجيب للضوء والحركة، مما يساعده في بدء التعرف على البيئة المحيطة به.
- البكاء كوسيلة للتواصل: يعتبر البكاء الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الرضيع للتعبير عن احتياجاته مثل الجوع أو الألم أو الحاجة إلى الاهتمام، ويكون ذلك أيضًا وسيلة للتفاعل مع العالم الخارجي والاستجابة للمحفزات.
التطور الجسدي والنفسي للرضيع في الشهر الثاني
لاستكمال إظهار مراحل تطور الرضيع في الشهر الاول والثاني ، سنكمل بشرح المعلومات عن التطوّرات الجسديّة والنفسيّة التي يشهدها الرضيع خلال شهره الثاني، وتشمل:
التطوّر الجسدي
- زيادة السيطرة على الرأس: في الشهر الثاني، يبدأ الرضيع في تطوير عضلات رقبته، ويصبح قادرًا على رفع رأسه لفترات قصيرة عند وضعه على بطنه، وهذا يعدّ خطوة هامّة نحو تحكّمه بالحركات.
- تحسين التنسيق بين اليدين والعينين: يبدأ الرضيع في محاولة الوصول إلى الأشياء ولمسها، ممّا يعزز نمو المهارات الحركية الدقيقة، فيمكنه الآن متابعة الأشياء المتحرّكة بعينيه بشكل أفضل.
- التطوّر البصري: يتحسّن بصر الرضيع بشكل ملحوظ خلال الشهر الثاني، ويبدأ في تمييز الألوان الساطعة والأشكال المختلفة، كما يمكنه تركيز نظره على الأشياء والأشخاص لمدة أطول.
- التطوّر الحركي: يبدأ الرضيع في تطوير حركاته، مثل محاولة الدفع بساقيه أثناء الاستلقاء على بطنه، ممّا يساعد في تقوية عضلاته وتجهيزها للحركات الأكثر تعقيدًا في المستقبل.
التطوّر النفسي
- الابتسامات الاجتماعيّة: يبدأ الرضيع في إظهار الابتسامات الاجتماعية كرد فعل على التفاعلات الإيجابية مع الوالدين أو الأشخاص المحيطين به، وهذا ما يُعزز الروابط الاجتماعية ويساهم في تطوير الشعور بالأمان والراحة.
- تحسين النوم: تتحسّن أنماط النوم عند الرضيع، حيث يمكن أن يبدأ في النوم لفترات أطول في الليل، ممّا يساعد على تنظيم نومه ونوم والديه، كما قد تزداد فترة اليقظة، ممّا يسمح له بالتفاعل أكثر مع محيطه.
- التفاعل اللفظي: يبدأ الرضيع في إصدار أصوات غير البكاء، مثل الغرغرة والهدهدة، وهي بدايات لتطور اللغة والتواصل، ممّا يُعبّر عن شعوره بالراحة والسرور وتساعده في التواصل مع المحيطين به.
- الاستجابة للمحفّزات: يبدأ الرضيع في إظهار استجابات أكثر تعقيدًا للمحفزات، مثل تحريك رأسه نحو الصوت أو الابتسام عندما يرى وجهًا مألوفًا، ممّا يعكس تطور الجهاز العصبي وزيادة قدرته على معالجة المعلومات.
أهم النصائح للعناية بالرضيع في هذه المرحلة
بعد أن أطلعناكِ على مراحل تطور الرضيع في الشهر الاول والثاني في ما سبق، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تضمن التعامل الصحيح خلال هذه الفترة، وتشمل:
- التغذية المنتظمة: تأكّدي من إطعام الرضيع بشكل منتظم لتلبية احتياجاته الغذائية ودعم نموه، لذا فإنّ الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي يجب أن يكونا كافيين لتوفير العناصر الغذائية اللازمة.
- الاهتمام بنظافة الرضيع: حافظي على نظافة الرضيع من خلال تغيير الحفاضات بانتظام وتنظيف الجلد بلطف لتجنب الطفح الجلدي والالتهابات، فالاستحمام المنتظم يساعد أيضًا في الحفاظ على نظافة وصحة الجلد.
- تشجيع التفاعل: إنّ التفاعل مع الرضيع من خلال الحديث معه، والغناء له، واللعب بألعابه يحفّز تطورّه العقلي والاجتماعي ويعزّز الروابط العاطفية بينك وبينه، فالأم التي تغني لطفلها تقدّم له الكثير.
- توفير بيئة آمنة: تأكّدي من أن البيئة المحيطة بالرضيع آمنة وخالية من الأشياء الصغيرة التي يمكن أن يبتلعها أو يؤذي نفسه بها، لذا حاولي تأمين الأثاث وتجنّبي وجود الحواف الحادة في محيطه.
- مراقبة الصحة: راقبي صحّة الرضيع بشكل دوري واطلبي المشورة الطبية في حال ظهور أي علامات غير طبيعية مثل الحمى أو تغيرات في السلوك، فتنطيم زيارات الطبيب المنتظمة للفحص تساعد في متابعة نموه واكتشاف أي مشاكل صحية مبكرًا.
- تنظيم وقت النوم: حاولي تنظيم وقت نوم الرضيع بحيث ينام لفترات كافية خلال الليل ويحصل على قيلولات منتظمة خلال النهار،فهذا يساعد في تطوير نمط نوم صحي له ولأسرته.
- استخدام الحمالات والدعائم: يمكن استخدام الحمالات أو الدعائم لتوفير دعم إضافي للرأس والرقبة خلال هذه الفترة، فهذا يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على الرضيع وتعزيز راحته أثناء الحمل.
يمرّ الرضيع في الشهرين الأول والثاني بتغيرات كبيرة في النمو الجسدي والنفسي، ومن المهمّ فهمهما والتعامل معها بشكل صحيح من أجل ضمان نمو صحي وسليم للطفل.
من خلال اتباع النصائح المقدمة بعد استشارة الطبيب المختصّ والاهتمام بالرضيع، يمكن للوالدين تقديم أفضل رعاية لطفلهم خلال هذه المرحلة المهمة من حياته، فالرعاية الجيدة والدعم المستمر يساعدان في بناء أساس قوي لصحته وتطوره المستقبلي، مما يساهم في تنشئة جيل جديد يتمتع بالصحة والعافية، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أهمّ المراحل في جدول التطور الحركي للطفل.
