متى توقف الحامل حمض الفوليك​؟ نصيحة من الخبراء لكل حامل

متى توقف الحامل حمض الفوليك​ ؟ يُعَدّ هذا السؤال أحد الأسئلة التي تراود الكثير من النساء خلال فترة الحمل. تُعتبَر هذه الحبوب من العناصر الغذائية الحيوية التي تحتاجها الحامل لتطوير صحّة الجنين في الرحم ودعم نموه السليم، خصوصًا في المراحل المبكرة من الحمل. ومع ذلك، فإن توقيت التوقف عن تناولها يعتمد على عدّة عوامل صحيّة وشخصيّة يجب أخذها في الاعتبار.

في هذا المقال، سنناقش متى توقف الحامل حمض الفوليك​​​​​​​​​ بناءً على توصيات الخبراء. سنتناول أيضًا الآثار المترتِّبة على زيادة الجرعة، وسنستعرض المعدّل الطبيعي لاحتياج الحامل من هذا الفيتامين. علاوةً على ذلك، سنوضح مخاطر نقص حمض الفوليك ودوره في تقليل احتماليّة التشوّهات الخلقيّة. الهدف هو تقديم نصائح مبنيّة على دراساتٍ علميّة موثوقة لمساعدة الحوامل على اتّخاذ قرارات مستنيرة.

متى أوقف استخدام حمض الفوليك في الحمل؟

متى توقف الحامل حمض الفوليك​ ؟ في البداية، يجب أن تعلم كلّ امرأة أنّ حمض الفوليك ضروري جدًا خلال المراحل الأولى من الحمل. فهو يُعَدّ من بين اهم الفيتامينات للحامل لتعزيز نموّ الجنين. يُساهم الحصول على الجرعات الموصى بها في دعم تكوين الأنبوب العصبي للجنين، والذي يتشكل خلال الأسابيع الأولى من الحمل. أشارت American College of Obstetricians and Gynecologists إلى أنّ النساء يجب أن يبدأنَ في تناول حمض الفوليك قبل الحمل بشهرٍ واحد على الأقل، ويستمرن حتى نهاية الأسبوع الثاني عشر من الحمل. لأنّ هذه الفترة حاسمة لتطور الجهاز العصبي.

بمجرّد دخول الحمل في المرحلة الثانية، أي بداية الشهر الرابع، يمكن للحامل التوقّف عن تناول حمض الفوليك إذا لم يكن لديها حاجة خاصّة تستدعي استمرار الحصول عليه. مثل وجود نقص في الفيتامينات أو وجود مخاطر صحيّة معيّنة. مع ذلك، ينصح الخبراء دائمًا باستشارة الطبيب لتحديد ما إذا كانت الحامل تحتاج إلى مواصلة تناول حمض الفوليك أو التوقّف عنه.

هل زيادة حمض الفوليك مضر للحامل؟

متى توقف الحامل حمض الفوليك​ ؟ بعد الإجابة عن هذا السؤال، يُطرَح السؤال التالي: هل زيادة حمض الفوليك مضر للحامل؟ على الرغم من الفوائد العظيمة لحمض الفوليك، إلّا الإفراط في تناوله قد يؤدّي إلى مواجهة مشاكل صحيّة غير مرغوب فيها. تتراوح الجرعة اليومية الموصى بها للنساء الحوامل بين 400 و600 ميكروغرام. وقد أظهرت أبحاث نشرتها National Institutes of Health أنّ تجاوز الجرعة اليوميّة الموصى بها (أكثر من 1000 ميكروغرام يوميًا) يمكن أن يخفي عوارض نقص فيتامين B12. ممّا يزيد من خطر التعرض لمشاكل عصبيّة في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدّي الحصول على الجرعات العالية من حمض الفوليك إلى مواجهة مشاكل صحيّة مثل اضطرابات في نمو الطفل أو زيادة احتمالية الإصابة بمقاومة الأنسولين في مرحلة لاحقة من حياة الطفل. لذلك، فإن الالتزام بالجرعة الموصى بها يضمن تحقيق الفائدة من دون المخاطرة بمواجهة أيّ أضرار.

كم معدل حمض الفوليك الطبيعي؟

متى توقف الحامل حمض الفوليك​ وما هو المعدّل الطبيهي للحصول عليه خلال الحمل؟ لكلّ مرحلة من مراحل الحمل احتياجاتها الخاصّة من حمض الفوليك. في الشهور الأولى، توصي World Health Organization بجرعة يومية قدرها 400 ميكروغرام. تضمن هذه الجرعة الوقاية من التشوهات الخلقية ودعم التطور الطبيعي للجنين. أمّا في المراحل اللاحقة من الحمل، فيمكن تقليل الجرعة إلى 300-400 ميكروغرام يوميًا حسب احتياجات الجسم.

مصادر حمض الفوليك الطبيعية: إلى جانب المكمّلات الغذائية، يمكن للحامل الحصول على حمض الفوليك من الطعام. تشمل هذه الأطعمة:

• الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي.
• الفواكه مثل البرتقال والليمون.
• البقوليّات مثل العدس والحمص.
• الحبوب المدعّمة مثل الخبز الكامل والأرزّ البني.

يساعد تناول هذه الأطعمة بانتظام في توفير جزء كبير من احتياجات الجسم، لكنّ المكمّلات تبقى ضروريّة لضمان الحصول على الكميّة الكافية.

لماذا يُعتبر نقص حمض الفوليك خطيرًا؟

يؤدي نقص حمض الفوليك أثناء الحمل إلى مخاطر صحيّة عديدة لكلّ من الأم والجنين. يُعَدّ أبرز هذه المخاطر التشوّهات الخلقية. مثل تشقق العمود الفقري وانعدام الدماغ. أشارت دراسة نشرتها American Journal of Clinical Nutrition إلى أنّ نقص حمض الفوليك يرتبط بزيادة خطر الإجهاض وانخفاض وزن المولود عند الولادة.

علاوةً على ذلك، فإن نقص هذا الفيتامين يؤثّر على نمو الجهاز العصبي. ممّا يترك الجنين عرضةً لمواجهة مشاكل صحيّة طويلة الأمد. لذا، فإن ضمان تناول الكميات المناسبة من حمض الفوليك منذ بداية الحمل وحتى نهايته يساهم بشكلٍ كبير في تقليل هذه المخاطر.

في الختام، يبقى السؤال الشائع، متى توقف الحامل حمض الفوليك​ ؟ مرتبطًا بمرحلة الحمل واحتياجات كلّ امرأة. بوجهٍ عام، يمكن للحامل التوقّف عن تناوله مع بداية الشهر الرابع، إلّا إذا نصح الطبيب بغير ذلك. كما يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها لتجنّب أيّ آثار جانبيّة محتملة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أهميّة الحصول على اوميغا 3 للحامل في الشهر الثامن.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ وعي الحامل بدورها في الحفاظ على صحّتها وصحّة جنينها أمر بالغ الأهمية. تناول حمض الفوليك وفق الجرعات المناسبة يُعَدّ من أساسيات الحمل الصحي، لكن يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مختص. أوصي كل امرأة بضرورة الالتزام بتوصيات الأطباء والاعتماد على نظام غذائي غني بالعناصر المفيدة لضمان تجربة حمل آمنة وسليمة.

شاركي هذا المقال مع صديقاتك