هل تعلمين أنّ الزهايمر قد يكون مرتبطًا بمشكلة صحية لم تخطر ببالك؟ العلماء اليوم يصفونه بـ “السكري من النوع الثالث”، لأنّ الأبحاث كشفت علاقة قوية بين مقاومة الأنسولين وصحة الدماغ. عندما يعجز دماغكِ عن استخدام الأنسولين بشكل صحيح، يفقد قدرته على الحصول على الطاقة التي يحتاجها. ممّا يؤدّي إلى تراجع الذاكرة وضعف الإدراك.
إذا كنتِ تعتقدين أنّ السيطرة على مستوى السكر في الدم تخصّ فقط مرضى السكري، فقد حان الوقت لتغيير هذه الفكرة. إنّ الحفاظ على توازن الأنسولين لا يؤثّر فقط على الوزن أو الصحة العامة، بل يؤدّي دورًا أساسيًا في حماية عقلكِ من التدهور مع التقدّم في العمر. فكيف يحدث ذلك؟ وما الذي يمكنكِ فعله لحماية دماغكِ؟
كيف يرتبط الأنسولين بصحة الدماغ؟
يحتاج الدماغ إلى الأنسولين لتنظيم النشاط العصبي وتحفيز الذاكرة. لكن عندما تتراكم مقاومة الأنسولين في الجسم بسبب نمط الحياة غير الصحي، تصبح خلايا الدماغ غير قادرة على امتصاص الجلوكوز بكفاءة. يؤدّي هذا النقص في الطاقة إلى تلف الخلايا العصبيّة، ما يرفع خطر الإصابة بالزهايمر. لهذا السبب، يصف الباحثون الزهايمر بأنه “سكري الدماغ”.
كيف تحمين نفسكِ؟
لحسن الحظّ، يمكنكِ تقليل خطر الإصابة بهذه الحال من خلال تعديلات بسيطة في نمط حياتكِ:
1. اتباع نظام غذائي متوازن
ركّزي على تناول الأطعمة الطبيعية مثل الخضار، والفواكه، والبروتينات الصحية، والدهون المفيدة. تجنّبي استهلاك السكريات المُكرَّرة والكربوهيدرات المعالجة التي ترفع مستويات الأنسولين بسرعة وتسبّب الالتهابات في الدماغ.
2. ممارسة الرياضة بانتظام
تحسّن ممارسة النشاط البدني حساسية الأنسولين، ممّا يساعد دماغكِ على استخدام الطاقة بكفاءة. لذا، مارسي المشي السريع، أو تمارين القوة، أو اليوغا لتحفيز تدفق الدم إلى الدماغ وتعزيز صحّته.
3. الحصول على نوم جيد
يضعف النوم غير الكافي استجابة الأنسولين ويساهم في تراكم السموم في الدماغ. لهذا السبب، احرصي على الحصول على النوم لمدة 7-8 ساعات يوميًا للحفاظ على وظائف دماغيّة قويّة.
4. تقليل التوتر والتحكم بالضغط النفسي
الإجهاد المزمن يرفع مستويات الكورتيزول، مما يؤثر على توازن الأنسولين ويضعف الذاكرة. لذان مارسي التأمل، أو التنفس العميق، أو الاسترخاء اليومي لحماية دماغكِ.
أخيرًا، تبدأ حماية دماغكِ من عاداتكِ اليومية. فتناول الطعام الصحّي، والتحرك بانتظام، والحصول على النوم الكافي، والتخلص من التوتر، كلها عوامل تساعدكِ في الحفاظ على ذاكرة قوية وتقليل خطر الزهايمر. لا تنتظري حتى تظهر الأعراض، بل ابدئي اليوم باتخاذ الخطوات الصحيحة نحو عقل صحي وحياة أكثر حيوية! ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أوّل عوارض الزهايمر.