يسعى الأهل دائمًا إلى تقديم الأفضل لأولادهم ويتفانون في أن يؤمّنوا لهم أحسن مستوى تعليميّ آملين بذلك أن يحقّقوا نجاحًا ومستقبلاً باهرين. هل علينا توجيه ولدنا إلى اختيار مهنته مستقبلاً؟ إجمالاً يفضّل الأهل في قرارة أنفسهم أن يختار ولدهم مهنةً لائقةً كما ينظر إليها المجتمع المحيط بهم، كالطبيب أو المحامي أو الأستاذ… لكن ننسى أنّ المهمّ ليس المهنة بحدِّ ذاتها بقدر ما هو النجاح فيها. المهن الحرفيّة. أصبحت بعض المهن الحرفيّة في طور الإنقراض، كالحدّاد والنجّار والخبّاز وذلك بسبب غزو التكنولوجيا. من الضّروريّ تعريف الأولاد على بعض هذه المهن، كالخبّاز مثلاً. أعطِ خبزك للخبّاز ولو أكل نصفه… مهنة الخبّاز تعتبر من أقدم المهن. فابدأوا بتعريفه عليها عند الجلوس إلى المائدة ووجود رغيف الخبز أمامه. أخبروه قصّة هذا الرغيف وكيف وصل إلى صحنه، إنطلاقًا من حبة القمح المتمايلة في الحقول الذهبيّة وصولاً إلى المطحنة ومن ثمّ إلى الخبّاز الذي يستيقظُ باكرًا جدًّا ليصنع العجين ويخبزه في الفرن ليؤمّن عيشه وعيش الناس. هيّا إلى العمل! على الأهل أن يشركوا أولادهم بمهنهم مع التشديد الدائم على قيمة العمل والإخلاص بما يقومون به.