الوحم عند الحامل بولد يختلف عن وحام الحامل بفتاة. وقديمًا كانت جدّاتنا يركّزن على تفضيلات الحامل للتكهّن بجنس المولود.
يُستخدم مصطلح “الوحام” لوصف الأعراض والتغيّرات التي تحدث مع المرأة خلال فترة حملها، وخصوصًا في الثلث الأول منه. فيتضمّن عادةً الشعور بالغثيان الصباحي والقيء، التغيّرات في الشهيّة ورغبة الحامل في تناول أطعمة معيّنة، قد تكون لا تُفضّلها في أيّامها العاديّة. كما يتضمّن هذا الجزء الطبيعي من مراحل الحمل، التغيّرات النفسيّة للمرأة، الإرهاق أو الضيق الذي قد تعاني منه خلاله.
هل “الوحام” حقيقي وما هي أسبابه؟
يُمكننا القول إنّ “الوحام” ظاهرة موجودة علميًّا، مع العلم أنّ الأبحاث حوله غير كافية بسبب التنوّع بين تجارب النساء خلال الحمل. إذ تُشير الدراسات العلميّة إلى أن عوارض هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة خلال الحمل، مثل زيادة في مستويات هرمونات مُعيّنة مثل هرمون الحمل (HCG) وهرمون الاستروجين. وتُؤثّر هذه التغيّرات على الجهاز الهضمي والشهيّة.
كما تُشير بعض النظريّات أو التحليلات إلى أنّ هذا التغيّر قد يكون جزءًا من التكيّف البيولوجي للتغيّرات الحاصل في الجسم من لحظة تمركز الجنين داخل الرحم، أو بهدف حماية هذا الأخير من التعرّض للأمور الضارّة كالأطعمة المضرّة.
وعلى الرغم من أنّ “الوحام” حالة شائعة وعاديّة لدى مُعظم الحوامل، إلّا أنّه لا يُمكن معرفة السبب الواضح لمعاناة بعضهنّ من عوارض أشدّ من غيرهنّ، أو عدم معاناة البعض الآخر أبدًا منها، ولا سبب حدوثها لدى بعض النساء في حالات مُعيّنة فقط.
ومهما كانت فترة الوحام غير مريحة، تجد معظم الحوامل أن عوارضه تخفّ أو تختفي بشكل كبير مع تقدّم الحمل، وقد يكون سبب اختفاء العوارض اعتياد الجسم على التغيّرات الحاصلة فيه مع مرور الوقت.
مصدر الصورة: Freepik
فترة “الوحام”: متى تبدأ وكم تستمرّ؟
يبدأ الوحام، الذي يشمل الغثيان والقيء، والتي تُعرف أيضاً بـ “غثيان الصباح”، بين الأسبوع السادس والثامن من الحمل في غالب الأحيان، وقد تشعر بعض النساء بأعراض وحام الأشهر الأولى من الحمل، قبل ذلك بقليل، أو يتأخرّ البعض الآخر للبدء بملاحظة هذا الشعور. وغالبًا ما يتطوّر الوحام خلال الحمل على الشكل التالي:
- تكون الأعراض في ذروتها عادةً خلال الأسابيع الأولى من الحمل، لأنّ التغيّرات الهرمونيّة تكون في أوجّها في الثلث الأول، أي الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.
- تبدأ الحامل بالشعور بأنّ الأعراض، تخفّ أو تختفي في نهاية الثلث الأول، أي مع اقتراب الثلث الثاني من الحمل. وتبدأ كثيرات بالتحسّن بين الأسبوع 12 والأسبوع 14 من الحمل كتوقيت تقريبي مُعدّل.
- قد تستمر الأعراض، في بعض الحالات النادرة، أو تعود خلال الثلث الثالث من الحمل، أي الأشهر الثلاث الأخيرة منه.
تختلف شدّة وتوقيت الوحام بين امرأة وأخرى، فقد تعاني بعض النساء من الوحام بشكل غير مُزعج ويخفّ تدريجيًّا الى أن يختفي مع مرور الوقت، بينما قد يكون أكثر شدّة لدى البعض الآخر.
عوارض تدلّ على الحمل بولد
علميًّا، لا يوجد رابط بين عوارض حمل معيّنة وتحديدًا نمط الوحام وبين جنس الجنين، ولا توجد أي أدلّة على ذلك. ولكن بعض المعتقدات الشعبيّة القديمة الشائعة في تقاليدنا الموروثة تشير إلى أنّ العوارض التي تشعر بها الحامل ووحامها يختلف بناءً على جنس الجنين، ما قد يدلّ على ما إذا كان الجنين صبيّ أم فتاة. هنا بعض العوارض التي يعتقد البعض أنها قد تدل على الحمل بصبي:
مصدر الصورة: Freepik
- شعور خفيف بالغثيان: جدّتي كانت تقول أنّ الحامل بصبيّ لا تعاني من غثيان صباحي شديد، بل يكون أقل حدّة من الغثيان الذي قد تعاني منه الحامل بفتاة.
- الشهيّة على الموالح والحامض: تقول المُعتقدات أن الحامل بصبيّ تزداد لديها الشهيّة على الأطعمة المالحة أو الحامضة، بالإضافة الى البروتينات مثل اللّحوم، ولا تشعر برغبة في تناول الأطعمة الحلوة، على عكس الحامل بفتاة التي ترغب وتبحث عن الحلويات والفواكه لتناولها.
- الطاقة والنشاط: قد تشعر المرأة الحامل بولد بمزيد من الطاقة والنشاط، أمّا الحامل بفتاة فتشعر بالتعب والإرهاق والنعاس بشكل أكبر.
- الحامل بصبيّ أكثر عقلانيّة: يُقال إنّ الحمل بصبي قد يجعل المرأة أكثر عقلانية وهدوء، بينما تعاني الحامل بفتاة من تقلبات مزاجية في أكثر الأحيان.
- بشرة أكثر نقاءً: يُعتقد أن الحامل بصبيّ تتمتّع ببشرة نقيّة نسبيّة، مقارنةً بالحامل بفتاة التي تُعاني من مشاكل جلديّة كحبّ الشباب.
- سرعة نمو الشعر والأظافر: يترافق الحمل بصبي مع نموّ سريع لشعر وأظافر الأمّ.
- معدل ضربات قلب جنين: يُعتقد أنّها أسرع في حال كان الجنين صبيًّا.
- بروز البطن إلى الأمام: في حال الحمل بصبي يبرز بطن الأمّ إلى الأمام أكثر، بينما يعرض من الجانبين في حال الحمل بفتاة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، على الرغم من أنّ الاستناد الى تفضيلات المرأة في الحمل قد يدلّ بشكل صحيح في بعض الأحيان على جنس الجنين، إلّا أنّ الطريقة الأكثر دقّة لمعرفة ما إذا كان جنينك ذكرًا، هي من خلال الطرق العلميّة لذلك: كاجراء السونار أي عبر الموجات فوق الصوتيّة؛ وإذا لم تكوني ترغبين بالإنتظار يُمكنك اجراء اختبارات الحمض النووي المتقدّم.