كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد ؟ يطرح هذا السؤال العديد من الآباء الذين يراقبون تطور أطفالهم بحذرٍ في السنوات الأولى من العمر. إنّ اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي يؤثّر على التفاعل الاجتماعي، ومهارات التواصل، والسلوكيات النمطيّة. لهذا السبب، يصبح من الضروريّ أن يفهم الأهل العلامات التي يمكن أن تشير إلى التوحد وكيفيّة التحقق من سلامة أطفالهم.
في هذا المقال، سنشرح كيفية التأكد من أن الطفل ليس مصابًا بالتوحد، ونحدد أبرز عوارض التوحد الخفيف عند الأطفال، ونوضح الفروق بين الطفل الطبيعي وطفل طيف التوحد. بالإضافة إلى ذلك، سنستعرض أهم النصائح التي تساعد الأهل في مراقبة تطور أطفالهم بشكل علمي ومدروس.
كيف أتأكد أن ابني ليس مصابًا بالتوحد؟
كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد ؟ للإجابة على هذا السؤال المهمّ، يجب أن تتابع الأسرة بعناية تطوّر الطفل في الجوانب الاجتماعيّة، والتواصليّة، والسلوكيّة. فالأطفال الطبيعيون يظهرون علامات محددة تدل على تطورهم السليم. إذا كنت تتساءل، “كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد؟”، فإن الملاحظة الدقيقة لنمو طفلك تعتبر أداة فعّالة.
التواصل الاجتماعي
أولًا، يحرص الطفل الطبيعي على التفاعل مع الآخرين. على سبيل المثال، يبتسم عندما يبتسم له أحدهم، ويحافظ على تواصل بصري مستمرّ أثناء الحديث. وفقًا لـ Autism Speaks، يُعَدّ غياب هذه المهارات من العلامات الأولى التي قد تشير إلى وجود التوحد.
مهارات اللغة
ثانيًا، يتعلم الأطفال السليمون الكلام تدريجيًا. إذا كان الطفل يبدأ بنطق كلمات بسيطة في عمر 12 شهرًا ويستخدم جملًا قصيرة في عمر سنتين، فهذا مؤشّر على تطوّر لغوي طبيعي. على النقيض، قد يعاني الطفل المصاب بالتوحّد من تأخّرٍ في الكلام أو تكرار غير طبيعيّ للكلمات، كما أشارت دراسات نشرتها National Institute on Deafness and Other Communication Disorders.
اللعب والخيال
ثالثًا، يحبّ الطفل الطبيعي اللعب الذي يعتمد على الخيال. على سبيل المثال، يستخدم الألعاب لتقليد الكبار أو تمثيل سيناريوهات حياتية. في المقابل، يركز الطفل الذي قد يكون لديه عوارض التوحد على أنماط لعب متكرّرة أو محدّدة. لذلك، غالبًا ما نعتمد معهم مجموعة من الالعاب المناسبة لأطفال التوحد.
ما هي أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال؟
كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد من العوارض؟ يتضمّن التوحّد الخفيف، المعروف أيضًا بطيف التوحّد عالي الأداء، عوارضًا أقلّ حدّةً مقارنةً بالأنواع الأخرى. مع ذلك، يمكن ملاحظة بعض السلوكيات التي تميّزه عن التطوّر الطبيعي للأطفال.
ضعف التفاعل الاجتماعي
قد يُظهِر الطفل الذي يعاني من التوحّد الخفيف صعوبةً في فهم الإشارات الاجتماعيّة مثل تعابير الوجه ونبرة الصوت. وفقًا لدراسة نشرت في Journal of Autism and Developmental Disorders، إنّ ضعف قراءة هذه الإشارات يمكن أن يكون من العلامات المبكرة للتوحد الخفيف.
السلوكيات المتكرّرة
من العوارض الأخرى التي تُميّز التوحّد الخفيف قيام الطفل بحركات أو أنماط سلوكية متكرّرة. مثل هز اليدين بشكل مستمر، ما يُعرَف بحركة يد طفل التوحد ” الرفرفة”، أو ترتيب الألعاب بطرق معيّنة من دون الانخراط في لعب خيالي.
الحساسية المفرطة
بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر الطفل المصاب بالتوحد الخفيف ردود فعل مفرطة تجاه الضوء أو الأصوات. يرتبط هذا النوع من الحساسية عادةً بتغيرات في طريقة استجابة الدماغ للمحفزات الحسية، كما أشارت تقارير من Child Mind Institute.
كيف أفرق بين الطفل الطبيعي والطفل طيف التوحد؟
كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد ؟ للتمييز بين الطفل الطبيعي وطفل طيف التوحد، من المهم مراقبة الفروق الدقيقة في السلوكيات الاجتماعية، واللعب، والتواصل. الأطفال الطبيعيون يظهرون مرونة في التفاعل مع البيئة المحيطة، بينما يميل أطفال طيف التوحد إلى أنماط محددة وغير مرنة.
التفاعل الاجتماعي
أولًا، يحبّ الأطفال الطبيعيون التفاعل مع أقرانهم، ويشاركون في الأنشطة الجماعية. في المقابل، يفضل طفل طيف التوحد البقاء بمفرده أو اللعب بمفرده، مما يجعل من الصعب دمجه في بيئة اجتماعية.
استجابات المشاعر
ثانيًا، يُظهِر الطفل الطبيعي تعاطفًا واضحًا مع مشاعر الآخرين. على سبيل المثال، إذا رأى شخصًا يبكي، قد يبدي رد فعل يحاول من خلاله التخفيف عنه. أما طفل طيف التوحد، فقد لا يستجيب لهذه المواقف العاطفية بالطريقة المتوقعة.
مرونة السلوك
ثالثًا، يتأقلم الأطفال الطبيعيون بسرعة مع التغيرات في الروتين أو البيئة. في حين أن طفل طيف التوحد قد يظهر مقاومة للتغيرات المفاجئة، مفضلًا الالتزام بروتين ثابت. وفقًا لمركز Centers for Disease Control and Prevention (CDC)، تُعَدّ هذه العلامات من الفروقات الواضحة بين الأطفال الطبيعيين وأطفال طيف التوحد.
في الختام، يعكس السؤال: كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد ؟ القلق الطبيعي الذي يشعر به الأهل تجاه صحة أطفالهم. التوحد هو اضطراب يمكن ملاحظته مبكرًا إذا تم التركيز على العلامات الأساسية المرتبطة به. من خلال مراقبة تطور الطفل في التواصل، والتفاعل الاجتماعي، واللعب، يمكن للأهل التعرف على أي مؤشرات غير طبيعية.
إذا شعرتِ بأن طفلك يظهر أيًا من العلامات المذكورة، فمن الأفضل استشارة طبيب أطفال مختص أو أخصائي في النمو العصبي للحصول على تقييم شامل. كما أن التشخيص المبكر يؤدّي دورًا كبيرًا في تحسين حياة الأطفال الذين يعانون من التوحد. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن الفرق بين التوحّد وطيف التوحّد.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التوعية حول التوحد ضرورية لكل أسرة. يمكن أن يحدث الاهتمام بتفاصيل تطور الطفل ومراقبته بوعي فرقًا كبيرًا في حياتهم. لا تنسي أن كل طفل يتمتع بقدرات فريدة، والدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يساعد أي طفل على تحقيق إمكاناته الكاملة.
