هل يمكن شرب الزعتر للحامل في الشهر التاسع ؟ مع اقتراب موعد الولادة، تتزايد أهميّة العناية بالتغذية السليمة والصحيّة للحامل، حيث تُعدّ عاملًا حاسمًا في دعم صحّة الأم وتوفير البيئة المناسبة لنموّ الجنين داخل الرحم. في هذا السياق، يُطرَح السؤال حول مدى فائدة تناول بعض الأعشاب والمشروبات في الفترة الأخيرة من الحمل، ومن بينها يُعتبر الزعتر من النباتات التي تُستخدَم في الطبّ التقليدي لأغراض متعدّدة، ومن هنا تأتي أهميّة شرب الزعتر للحامل في الشهر التاسع.
في هذا المقال، سنتناول الخصائص الفريدة التي تجعل الزعتر مفيدًا للصحّة بشكلٍ عام، والفوائد التي يُقدّمها هذا المشروب للمرأة الحامل في الشهر الأخير من حملها، بالإضافة إلى ذلك، سنستعرض بعض التوصيات والنصائح حول كيفيّة تناول هذا النوع من الأعشاب بطرق آمنة وصحيّة.
خصائص الزعتر الأخضر التي تجعله مفيدًا للصحّة
الزعتر هو نبات عطري ينتمي إلى فصيلة النعناع، ويُعرف بقيمته الغذائيّة العالية وخصائصه الطبيّة المتنوّعة، لذا سنكشف لكِ عن أهمّ ميزاته في ما يلي:
يحتوي الزعتر مجموعة من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C، وفيتامين A، والحديد، والمغنيسيوم، ممّا يجعله مصدرًا مهمًا لدعم جهاز المناعة وتحسين صحّة الجسم بشكلٍ عام، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الزعتر مضادات الأكسدة التي تساهم في محاربة الجذور الحرة وتقليل الالتهابات في الجسم. فبحسب موقع Marion Gluck في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Boost your immune system with Echinacea and Thyme”، يؤدّي الزعتر دورًا مهمًا في مكافحة الالتهابات، خاصّةً تلك التي تصيب الجهاز التنفّسي مثل التهاب الشعب الهوائيّة والتهاب اللوزتين، لذلك إذا كنتِ تعانين من التهاب الحلق المزعج أو السعال نتيجة نزلات البرد أو الأنفلونزا، يمكنكِ استخدام هذا النوع من الأعشاب، وهذه الخطوة تُعَدّ من بين الخطوات الفعاّلة للحماية من امراض الجهاز التنفّسي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
ومن بين خصائص الزعتر الأخرى التي تجعله مفيدًا للصحّة، هو احتواؤه زيوت طيارة مثل الثيمول والكارفاكول، والتي لها تأثيرات مضادة للبكتيريا والفطريات، ممّا يعزّز من قدرته على تحسين صحّة الجهاز التنفّسي والهضمي، كما أنّه يُعرَف بخصائصه المضادّة للتشنجات، والتي تساعد في تهدئة العضلات وتخفيف التوتر.
الفوائد التي يُقدّمها مشروب الزعتر للمرأة في آخر شهر من حملها
في الفترات الأخيرة من الحمل، تبحث العديد من النساء عن طرق طبيعيّة لدعم صحتهنَّ والتحضير للولادة، ويُعتبر شرب الزعتر للحامل في الشهر التاسع من الخيارات المفيدة لعدّة أسباب، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
أولاً، يساعد الزعتر في تحسين عمليّة الهضم والتقليل من الغازات والانتفاخات التي قد تُعاني منها المرأة في هذه الفترة، وذلك بفضل خصائصه المضادة للتشنّجات التي تُخفّف من تقلصات الأمعاء.
ثانيًا، يُعتبر الزعتر من الأعشاب التي تُساعد في تقوية الجهاز المناعي، وهو أمر بالغ الأهمية في الفترة الأخيرة من الحمل، حيث يحتاج الجسم إلى مقاومة الأمراض والعدوى بشكل أكبر، كما أنّ احتساء مشروب الزعتر يُساهم في تهدئة الجهاز العصبي، ممّا يضمن تخفيف الشعور بالقلق والتوتر اللذي قد يرافق فترة الحمل الأخيرة، ويساعد المرأة على الاسترخاء والاستعداد للولادة.
ثالثًا، تشير بعض الدراسات إلى أنّ الزعتر يمكن أن يُساهم في تعزيز انقباضات الرحم، ممّا قد يُساعد في تسهيل عملية الولادة، وهذا ما أكّده موقع Britannica في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Everything you need to know about thyme”، ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
ومع ذلك، ينبغي احتساء هذا المشروب بحذر وتحت إشراف طبي، نظرًا لحساسية الفترة الأخيرة من الحمل.
توصيات وتوجيهات حول كيفيّة احتساء هذا المشروب
بالرغم من فوائد شرب الزعتر للحامل في الشهر التاسع ، إلّا أن هناك بعض التوصيات التي يجب مراعاتها لضمان الحذول على هذا المشروب بأمان، ويُفضَّل دائمًا استشارة الطبيب قبل إدراج أيّ عشبة أو مشروب جديد في النظام الغذائي للحامل، خاصّةً في الفترة الأخيرة من الحمل.
يُمكن تحضير مشروب الزعتر عن طريق غلي ملعقة صغيرة من هذه العشبة الطازجة أو المجففة في كوبٍ من الماء لمدّة 5-10 دقائق، ثم يُصفّى ويُشرب دافئًا. يُنصح باحتساء كوب واحد من هذا المشروب يوميًّا، وعدم الإفراط في استهلاكه لتجنب مواجهة أيّ تأثيرات سلبيّة محتمَلة على الحمل، كما يُفضَّل تجنّب إضافة السكر إلى المشروب لتحقيق الاستفادة القصوى من خصائصه وميزاته الصحيّة.
من الضروري مراقبة أيّ تغييرات في الجسم بعد احتساء المشروب، وإذا لاحظتِ أيّ عوارض غير مريحة، مثل تقلّصات شديدة أو حساسية في الجهاز الهضمي، يجب التوقّف عن شربه ومراجعة الطبيب فورًا.
في الختام، يمكن القول إن شرب الزعتر للحامل في الشهر التاسع قد يُقدّم العديد من الفوائد الصحيّة التي تُساعد في دعم الجسم والاستعداد للولادة، ومع ذلك، يجب دائمًا تحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر المحتملة، لذا يُنصح بالتشاور مع الطبيب قبل اتّخاذ قرار باحتساء هذا المشروب بشكلٍ منتظم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على تأثير شرب البابونج للحامل في الشهر التاسع على الولادة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الزعتر يُعَدّ من الأعشاب الطبيعيّة التي يمكن أن تكون مفيدة للمرأة الحامل إذا تمّ استخدامها بحذرٍ وتحت إشرافٍ طبي، ومع ذلك، فإنّ الأولوية يجب أن تُعطى دائمًا للتغذية المتوازنة والاستماع إلى توجيهات الأطبّاء لضمان الحفاظ على صحّة الأم والجنين في هذه الفترة الحساسة من الحمل.
