تخيّلي أنّ شرب كوب من الحليب، وهو أمرٌ يجب أن يقوم به كلّ طفل في الصباح، قد يتحوّل من غذاء أساسي إلى سمّ قاتل! هذا ما يعايشه آلف سميث، الذي يعاني من حالة نادرة تمنعه من شرب الحليب وحتّى تناول الهمبرغر بالجبنة بسبب خطر الموت…
وبالتفاصيل، فإن آلفي، إبن السابعة، يُمنع عليه تناول الحليب أو الهمبرغر بسبب حالة تدعى Glutaric Acidemia، ما يعني أنّه إن قام بتناول أكثر من 19 غرام من البروتينات في اليوم الواحد، فهو قد يواجه التسمّم والموت.
للمزيد: تقول "مرحباً" للجميع بسبب مرض نادر!
لذلك، يخضع آلفي لحمية منظمة ودقيقة للغاية، لمنع تناوله كميّة أكثر من البروتينات المسموحة له يومياً، والتي قد تسبّب ضرراً كبيراً ومميتاً في دماغه.
وتشير والدته ميشال الى أنّ الأمر ليس بهذه السهولة كما يظن البعض، فحتّى بعض أنواع الخضار مثل البروكولي والبطاطس تحتوي على نسبة من البروتينات، ما يصعّب عملية الحساب، خصوصاً أنّه يحتاج في المقابل لكمية البروتينات المسموحة له يومياً للنمو في شكل سليم.
ولعلّ العارض الجانبي الأصعب لحالة الطفل البريطاني هذا، هو عدم قدرته على المشي، بسبب ضعف عضلات ساقيه نظراً للنسبة القليلة من البروتينات في جسمه.
تجدر الإشارة إلى أنّ الحالة التي يعاني منها آلفي نادرة للغاية ويتمّ تناقلها وراثيّاً، لتحدث بحالة واحدة كلّ 40,000 شخص تقريباً.
أمّا السبب الفعلي وراء حدوثها، فهو وجود مستويات منخفضة أكثر من المعتاد من الإنزيمات التي تفكّك البروتينات، الأمر الذي يحدث ضرراً في بعض مواضع الدماغ المسؤولة عن الحركة.