يُعتبَر شراب ايزيبان للحامل من العلاجات العشبية المُستخدَمة لتخفيف السعال والتهابات الجهاز التنفسي. حيث يحتوي مستخلصات طبيعية، مثل خلاصة أوراق اللبلاب والزعتر، التي تُسهم في تهدئة السعال وتسهيل طرد البلغم. نظرًا لكون الحمل فترة حساسة، تتساءل الكثير من النساء عن مدى أمان استخدام شراب إيزيبان للحامل، وما إذا كان يمكن تناوله من دون الشعور بالقلق.
في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل ما إذا كان شراب ايزيبان للحامل آمنًا، وسنوضح متى يبدأ مفعوله، كما سنتطرق إلى مدى أمانه للمرضعات. وفي النهاية، سنقدم نصائح مبنية على الأدلة العلمية لضمان الحفاظ على سلامة الأم والجنين.
هل يجوز إعطاء شراب إيزيبان للحامل؟
يُعتبر استخدام الأدوية أثناء الحمل أمرًا دقيقًا، حيث قد تؤثر بعض المركبات على صحة الأم والجنين. يحتوي شراب ايزيبان للحامل مستخلص اللبلاب، الذي يُستخدَم عادةً في الطبّ البديل لعلاج السعال. ولكن لم تُجرَ دراسات كافية تثبت أمانه أثناء الحمل.
بحسب ما نشرته المعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Health (NIH)، فإن اللبلاب يحتوي مركبات الصابونين. والتي يمكن أن تسبب التهابًا في الجهاز الهضمي أو استجابة تحسسيّة عند بعض الأفراد.
علاوةُ على ذلك، لا توجد معلومات كافية حول تأثير شراب ايزيبان على الجنين، مما يعني أن الاستخدام يجب أن يكون بحذر وتحت إشراف طبي. أشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي أعشاب خلال الحمل U.S. Food & Drug Administration.
بالتالي، يُفضَّل تجنّب تقديم شراب ايزيبان للحامل إلا إذا قرر الطبيب غير ذلك بناءً على الحال الصحية للأم.
متى يبدأ مفعول شراب إيزيبان؟
عند استخدام أي دواء، يهتمّ المرضى عادةً بمدة بداية مفعوله وتأثيره. يعتمد مفعول شراب ايزيبان للحامل على عدة عوامل، منها الجرعة، وحال الجهاز التنفسي، وطريقة امتصاص الجسم للمكونات العشبية.
بشكلٍ عام، يبدأ مفعول الدواء بعد 20 إلى 60 دقيقة من تناوله، حيث يتم امتصاص المكونات النشطة ودخولها إلى مجرى الدم. وفقًا لموقع United States National Library of Medicine، فإن الأدوية العشبية التي تحتوي اللبلاب تحتاج إلى فترة تتراوح بين 30 دقيقة إلى ساعتين حتى تبدأ بإعطاء تأثيرها العلاجي.
ومع ذلك، قد يختلف التأثير من شخص لآخر، حيث قد تستغرق بعض الحالات فترة أطول للاستفادة من مفعول الدواء. خاصّةً إذا كان الجهاز التنفسي ملتهبًا بشدة أو كان هناك إفرازات مخاطية كثيفة تعيق عمل الدواء.
شراب إيزيبان للمرضع: هل هو آمن؟
تمامًا كما هو الحال خلال الحمل، يجب على الأمهات المرضعات توخي الحذر عند تناول أي دواء، بما في ذلك العلاجات العشبية. فالمكونات الفعالة في شراب إيزيبان، مثل مستخلص اللبلاب والزعتر، قد تنتقل إلى حليب الأم. ممّا يعني أن الرضيع قد يتعرض لها أيضًا.
ذكرت مؤسسة الرضاعة الطبيعية العالمية (La Leche League International) أن بعض الأعشاب يمكن أن تؤثر على إنتاج الحليب أو على صحة الرضيع. لذا يُفضل استشارة طبيب الأطفال قبل تناول أي دواء أثناء الرضاعة. لا سيّما إذا كان هذا العلاج يحتوي أعشاب الممنوعة على الأم خلال فترة الرضاعة.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد دراسات سريرية كافية تؤكد سلامة شراب إيزيبان أثناء الرضاعة. ممّا يجعل استشارة الطبيب أمرًا ضروريًا قبل استخدامه.
بالتالي، يجب على المرضعات تجنب تناول شراب إيزيبان من دون استشارة طبية. خاصّةً إذا كان الرضيع يعاني من حساسية تجاه أي من المكوّنات العشبيّة.
ما هي البدائل الطبيعية لعلاج السعال للحامل؟
نظرًا لعدم وجود دراسات كافية تؤكد أمان شراب ايزيبان للحامل ، يُفضَّل اللجوء إلى بعض العلاجات الطبيعية الموثوقة لتخفيف السعال خلال الحمل، مثل:
- شرب السوائل الدافئة: يساعد احتساء المشروبات مثل شاي الزنجبيل مع العسل أو شوربة الدجاج على تهدئة الحلق والتخفيف من الاحتقان.
- العسل الطبيعي: أشارت منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) إلى أن العسل يمتلك خصائص مهدئة للسعال، كما أنه آمن للحامل عند استخدامه بكميات معتدلة.
- الغرغرة بالماء والملح: تعتبر الغرغرة بالماء الدافئ والملح علاجًا بسيطًا لكنه فعال في تهدئة الحلق وتخفيف الالتهاب.
- ترطيب الهواء: يساعد استخدام جهاز الترطيب (Humidifier) في تقليل الجفاف وتهدئة الجهاز التنفسي.
يُعد شراب إيزيبان من الأدوية العشبية التي تُستخدم لعلاج السعال والمخاط. لكنه ليس بالضرورة آمنًا للحامل أو المرضعة بسبب قلة الدراسات العلمية حول تأثيره على الجنين أو الرضيع. لذلك، يُفضل تجنب استخدامه خلال هذه الفترات ما لم يكن هناك ضرورة طبية تستدعي ذلك، وبشرط استشارة الطبيب المختص.
من الأفضل دائمًا البحث عن بدائل طبيعية أكثر أمانًا لعلاج السعال أثناء الحمل، مثل العسل، السوائل الدافئة، والغرغرة بالماء والملح. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن دواء شهير تتناولينه خلال الحمل قد يؤثر على خصوبة طفلكِ.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنه من الضروري أن تحرص كل امرأة حامل على استشارة طبيبها قبل تناول أي دواء، حتى لو كان عشبيًا. فالكثير من المنتجات الطبيعية قد تحتوي مركبات نشطة تؤثر على الحمل والرضاعة. ممّا يجعل الحذر أمرًا أساسيًا لضمان الحفاظ على صحة الأم والطفل.
