قد يكون عمر طفلك لم يتجاوز بعد الأيام المعدودة وحتّى الساعات، ولكنّه يفاجئكِ بإتسامة عريضة في نومه تأسر قلبكِ وتنسيك ألم الولادة والتعب، وحتّى الليالي التي أمضيتها بلا نوم… فما هو السبب الفعلي وراء هذه الإبتسامة؟
ما هو سبب هذه الإبتسامة؟
هذا النوع من الإبتسامات يعرف بإسم الـNeonatal Smiling ويحدث إجمالاً منذ الولادة وحتّى بلوغ الطفل شهره الواحد. وعلى عكس ما تظنينه، لا تجسدّ هذه الإبتسامة مشاعر طفلكِ بالفرح أو الإسترخاء، فهي عفوية تماماً وتحدث فقط عندما يكون على مشارف النوم، أو مستسلماً له في المرحلة التي تعرف بالـREM Stage أي "حركة العين السريعة".
فإبتسامة حديثي الولادة تبدأ حتّى قبل الولادة منذ وجودهم في الرحم، وهي تتراجع فعلياً مع نمو الطفل ونضوج جهازه العصبي. لذلك، قد تلحظين أن الأطفال الذي ولدوا قبل أوانهم يبتسمون أكثر من الأطفال الذين أمضوا الشهر التاسع بأكمله داخل الرحم.
وعلى عكس ما يتم تداوله، هذه الإبتسامة ليس لها علاقة فعلية بالغازات التي يعاني منها الطفل في تلك المرحلة، فهذه الضحكة هي بطبيعتها عابرة، وذلك على خلفية حركات الشفاه والفم المتكررة، دون أي ترابط ما بينها وما بين مشاعر الطفل. إليكِ في هذا السياق الأسباب الفعلية وراء المغص الغازات عند حديثي الولادة!
متى يبتسم طفلكِ "فعلياً"؟
فلذلك، لا تتوقعي إبتسامة فعلية لطفلكِ وهو في كامل حالة وعيه قبل إتمامه لشهره الأول أو الثاني، أي ما بين الأسبوعين السادس والعاشر، وذلك بعدما يبدأ بالتفاعل مع محيطه بسبب نموّه الذهني وتحسّن النظر لديه.
فهذا النمو يساعده على التعرّف إلى وجهكِ أو إلى أي وجه آخر، ومبادلته بتلك الإبتسامة الساحرة! ولكن الإبتسامة الأولى على الأرجج ستكون ناجمة عن التحفيز السمعي وليس البصري، وذلك تفاعلاً مع صوتكِ أو صوت والده.
ولكن، وحتّى لو لم تكن فعلياً "إبتسامة حقيقية"، لا شكّ أن رؤية مولودكِ وهو يرسم هذا التعبير على وجهه للمرّة الأولى لحظةٌ لا تقدر بثمن، مهما كانت الأسباب الفعلية وراءها!
إقرئي أيضاً: حقائق غريبة لكن طبيعية عن الاطفال حديثي الولادة