بعد هول الانفصال والطلاق، يقلق بعض الأهل من أن يكون لترك الطفل في عهدة أبيه وتمضيته الليل بطوله في منزله الوالدي، تأثير سلبي على علاقته بأمه. ولهؤلاء تؤكد دراسة علميّة صادرة عن جامعة أريزونا الأميركية أنّ الأطفال على اختلاف فئاتهم العمرية، يستفيدون الكثير من تمضية أوقات خاصة ونوعيّة مع كلا الوالدين والنوم في منزليهما المنفصلين.
> لا يُمكن لتمضية الطفل الأوقات النوعية برفقة أبيه أن يُسيء لعلاقته بوالدته، بل على العكس!
وبحسب البروفسور المشرف على الدراسة إياها، لا تُضرّ مثل هذه الأوقات الحميمة بعلاقة الأطفال بأمهاتهم، بل تفيدها وتفيد علاقة الأطفال بآبائهم أيضاً. ولو تزامن حصولها مع مرحلة الطفولة المبكرة والطفولة الدراجة من حياة الطفل، فسيكون تأثيرها الإيجابي في الروابط الجامعة بين الأطراف الثلاث طويل الأمد وسيظهر جلياً عند بلوغ الطفل الـ18 أوالـ20 من عمره.
إشارة إلى أنّ تمضية الأوقات برفقة الوالد والنوم في بيته في غضون السنوات الأولى حدثٌ لا يتكرر ولا يمكن التعويض عنه في السنوات القادمة من الطفولة أو المراهقة.
> تمضية الأوقات برفقة الوالد والنوم في بيته في غضون السنوات الأولى حدثٌ لا يتكرر ولا يمكن التعويض عنه في السنوات القادمة من الطفولة أو المراهقة.
هذا بالنسبة إلى الأطفال، أما بالنسبة إلى الآباء، فرعايتهم لأطفالهم وتلبيتهم لأدنى احتياجاتهم منذ ساعات المساء الأولى وحتى الصباح يُعلّمهم الكثير عن تربية الأطفال ويعزّز علاقتهم بصغارهم ويزيد تعلّقهم بهم، الأمر الذي لا بدّ أن ينعكس على صحة هؤلاء ورفاهيّتهم على الأمدين القريب والبعيد.
وتُضيف الدراسة أنّ الفوائد لا تقف عند الأطفال والآباء، بل تتجاوزهم لتشمل الأمهات أيضاً، حيث أنّ تمضية الأطفال بعض الليالي برفقة آبائهم يُجنّب الأمهات المطلقات الشعور بالتوتر جراء تحملهنّ المسؤوليات التربوية بمفردهنّ، ويُحسّن بالتالي علاقتهنّ بصغارهنّ.
> ارتباط الطفل بعلاقة جيدة مع والديه المطلقين لا بدّ أن يُخفّف من وطأة التفكك والطلاق عليه وعلى نفسيّته!
عدا ذلك، يُمكن لتمتع الطفل بعلاقة جيدة مع والديه المطلّقين في المراحل الأولى من حياته أن يُخفّف من إصابته باضطرابات نفسية وجسدية ناجمة عن شعوره بالتوتر إزاء هذا الوضع "العائلي" غير المستقرّ.
اقرأي أيضاً: نعم، تربية أطفالٍ سعداء بعد الطلاق ممكنة!