تضيف دراسة جديدة إلى الدليل الصحي للأطفال أن التعرض لتلوث الهواء قبل الولادة وبعدها يمكن أن يؤذي دماغ الطفل.
تلوث الهواء ليس مجرد مشكلة للرئتين. على نحو متزايد، تشير الأبحاث إلى أن تلوث الهواء يمكن أن يؤثر على المشاكل السلوكية للأطفال وحتى على معدل الذكاء.
تابعي القراءة لتكتشفي معنا ما لاحظته في الدراسة.
تفاصيل البحث
وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Environmental Health Perspectives ، أن الأطفال الذين عانت أمهاتهم من تعرّض أعلى لثاني أكسيد النيتروجين أثناء الحمل، لا سيما في الثلث الأول والثاني من الحمل، هم أكثر عرضة لمشاكل سلوكية.
أفاد الباحثون أيضًا أن التعرض العالي لتلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة عندما يكون الأطفال بعمر 2 إلى 4 سنوات مرتبط بضعف الأداء السلوكي للأطفال والأداء المعرفي.
في هذا الصدد يقول المؤلف الرئيسي للدراسة يو ني، وهو عالم ما بعد الدكتوراه في قسم علوم الصحة البيئية والمهنية في جامعة واشنطن: “حتى في مدن مثل سياتل أو سان فرانسيسكو، حيث يوجد الكثير من حركة المرور ولكن حيث مستويات التلوث لا تزال منخفضة نسبيًا، وجدنا أن الأطفال الذين يعانون من التعرّض المرتفع لثاني أكسيد النيتروجين قبل الولادة يعانون من مشاكل سلوكية أكثر، خاصة مع التعرّض لثاني أكسيد النيتروجين في الثلث الأول والثاني من الحمل”.
تفسير البحث
استخدمت الدراسة نموذجًا حديثًا لمستويات تلوث الهواء في الولايات المتحدة عبر الزمان والمكان الذي طوره الباحثون بحيث تمكنوا من تقدير تعرّض كل أم وطفل خلال فترة الحمل والطفولة المبكرة.
يقول ني إن التعرض لتلوث NO2 و PM2.5 في الحياة المبكرة أمر مهم لفهمه، لأن “هناك آليات بيولوجية معروفة يمكن أن تربط استنشاق الأم لهذه الملوثات بالتأثيرات على نمو المشيمة ودماغ الجنين”.
علاوة على ذلك، بمجرد ولادة الطفل، فإن السنوات القليلة الأولى هي وقت حرج لنمو الدماغ المستمر حيث ينفجر عدد الوصلات العصبية ويصل الدماغ إلى 90% من حجمه البالغ في المستقبل، كما كتب الباحثون.
أمّا بالنسبة للأطفال الصغار، يمكن أن تسبب الملوثات المستنشقة التي تغزو أعماق الرئة وتدخل الجهاز العصبي المركزي أضرارًا في المناطق ذات الصلة بالوظيفة السلوكية والإدراكية.
يمكن أن يكون لهذه الاضطرابات المبكرة في الحياة تأثيرات دائمة على وظيفة الدماغ مدى الحياة. تؤكد هذه الدراسة على أهمية تلوث الهواء كعامل خطر يمكن الوقاية منه لنمو عصبي الطفل السليم.
بشكل أكثر دقّة، وجد الباحثون أن التعرض لتلوث PM2.5 كان مرتبطًا بشكل عام بالمزيد من المشاكل السلوكية لدى الفتيات مقارنة بالأولاد، وأن التأثير الضار للتعرّض PM2.5 في الثلث الثاني من الحمل على معدل الذكاء كان أقوى عند الأولاد.
يقول ني: “نأمل أن تساهم الأدلة المستمدة من هذه الدراسة في صنع سياسة مستنيرة في المستقبل”. وأضاف: “تشير الدلائل إلى وجود سبب لخفض مستوى تلوث الهواء بشكل أكبر لأننا نفهم بشكل أفضل ضعف النساء الحوامل والأطفال”.
أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أنّ المؤلفون المشاركون الإضافيون هم من جامعة تينيسي. جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو؛ جامعة روتجرز وجامعة واشنطن.