يمرّ الرجل بعد انتهاء العلاقة الزوجية ببعض التغيّرات الجسديّة والعاطفيّة والنفسيّة، التي قد تؤثّر على نشاطه بعد الجماع.
قد تلاحظين بعد العلاقة الحميمة مع زوجك بأنّ هذا الأخير لم يعد مهتمًّا بك إذ يشعر برغبة بالاسترخاء أو الخلود فورًا الى النوم. قد يُسبّب هذا الأمر الإزعاج أو عدم الراحة لعدد كبير من النساء اللواتي قد يتساءلن عن السبب وراء قلّة اهتمام الزوج المفاجئة بعد انتهاء جماع على الرغم من الرومنسيّة والمشاعر اللّطيفة التي تبادلنها مع أزواجهنّ. لذلك من الجيّد أن تكوني على دراية بما يحدث من تغيّرات لدى الرجل عند الانتهاء من العلاقة الحميمة، أي عند وصوله الى النشوة والقذف، ومتى وكيف يستعيد نشاطه بعد انتهاء الجماع.
التغيّرات الحاصلة في جسم الرجل بعد الجماع
كما ذكرنا سابقًا، يشعر الرجل بعدّة أمور عند الجماع، ويمرّ جسمه بتغيّرات جسديّة وعاطفيّة عديدة خلال وبعد العلاقة الجنسيّة. سنعدّد لك في ما يلي أبرزها:
- زيادة معدّل ضربات القلب: كما يحصل في أي نشاط جسدي يهدف الى ذلك، ويرتفع معدّلها خلال العلاقة لتبلغ ذروتها لدى القذف.
- توسّع الأوعية الدموية: بعدَ حدوث القذف، يتدفَّق المزيد من الدَّم الى خارج القضيب ويقلّ الوارد الدموي إليه، ممَّا يُؤدِّي إلى ارتخائه. ما قد يمنع الانتصاب مباشرة بعدها.
- حرق السعرات الحرارية: يمكن للرجل أن يحرق ما يقارب 100 سعرة حراريّة خلال نصف ساعة من العلاقة الجنسيّة.
- الشعور بالسعادة والرضى وزيادة الشعور بالارتباط والقرب من الشريك: يحفّز الوصول الى النشوة إفراز بعض الهرمونات التي تُسمّى “هرمونات السعادة”، وهي: هرمون الأوكسيتوسين، والدوبامين، والتي تؤدّي الى هذه المشاعر الايجابيّة.
- تعزيز شعور الاسترخاء والراحة: تؤدّي هزّات الجماع غالبًا إلى زيادة في هرمون البرولاكتين، وهو هرمون يُعتبر ذات تأثير مهدّئ، ويصل إلى أعلى مستوياته لدينا خلال وقت النوم العميق، وفي الوقت نفسه ينخفض مستوى هرمون التستوستيرون بشكل مؤقت بعد العلاقة، وبالتالي فإن ممارسة الجنس تساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة، وتعطي شعورًا بالهدوء والنعاس.
- تناقص الرغبة الجنسيّة: بسبب انخفاض مستويات التستوستيرون والشعور بالتعب، قد يتراجع الدافع الجنسي للرجل بعد القذف لفترة معيّنة.
- استرخاء العضلات: يمكن أن يشعر الرجل بالاسترخاء في العضلات بعد انتهاء العلاقة، مما قد يؤدي إلى الشعور بالراحة والنعاس.
سبب شعور الرجل بالنعاس بعد انتهاء العلاقة
غالبًا ما يشعر الرجال بالنعاس والرغبة بالنوم فور الانتهاء من العلاقة الجنسيّة، ويعود السبب بشعور النعاس المفاجئ هذا الى أنّ الجسم يفرز أثناء القذف مجموعة من الهرمونات التي تساهم في الشعور بالنعاس والاسترخاء، وهي:
- السيروتونين الذي يلعب دورًا في تحسين المزاج والشعور بالسعادة والاسترخاء.
- الأوكسيتوسين المساعد على الشعور بالارتياح وتعزيز الرابط بين الزوج وزوجته.
- البرولاكتين: الذي من المحتمل أن يكون مسؤولًا عن الشعور بالنعاس وارتخاء الجسم.
- الإندورفينات: الذي يساعد في تخفيف الألم والشعور بالراحة.
متى يمكن استعادة النشاط بعد القذف؟
انطلاقًا من الأمور التي يمرّ بها الرجل بعد الجماع، والتغيرات التي تُعتبر جزءًا من العمليّة الطبيعية التي تحدث بعد العلاقة الجنسيّة، والتي تختلف من شخص الى آخر حسب الحالة الصحيّة للرجل والعوامل النفسيّة والعاطفيّة التي يمرّ بها، يحتاج زوجك الى وقت لاستعادة نشاطه بعد القذف وخاصّةً نشاطه الجنسيّ.
تسمّى هذه الفترة بـ”فترة استعادة النشاط” ويحتاجها كل من الرجال والنّساء ولكنّها أطول لدى الرجال وواضحة أكثر. وتتمثّل لديهم بعدم القدرة على الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسيّة. تختلف مدّة هذه المرحلة بين رجل وآخر وتتراوح بين دقائق وساعات أو حتّى أكثر. وتعتمد المدّة لاستعادة النشاط لدى الرجال على عوامل عدّة جسديّة ونفسيّة، أبرزها:
- عمر الرجل: يحتاج الرجال لفترة أطول من أجل استعادة النشاط بعد القذف عند تقدّمه في العمر.
- الجهاز العصبي الخارجي لديه: والذي تؤثّر عليه هرمونات بروستاجلاندين التي يفرزها الرجل بعد الجماع وبالتالي على الاستجابة الجنسيّة لديه.
- هرمون البرولكتين: أوضحت الدراسات أن لهرمون البرولاكتين دور أساسي في تحديد فترة استعادة النشاط بعد القذف لدى الرجال. فهو، كما ذكرنا سابقًا، مرتبط بشعور النعاس والارتخاء بعد العلاقة.
- هورمون سوماستاتين: يعمل بدوره على تقليل الإثارة الجنسيّة لدى افرازه بعد انتهاء الجماع.
خطر الإصابة بالالتهابات وكيفيّة تجنبه
قد ترفع ممارسة الجنس بكثرة من خطر التقاط البكتيريا والإصابة بالعدوى، لذلك يتوجّب غسل الأعضاء التناسليّة جيدًا بالماء الدافئ بعد كل علاقة جنسيّة، للمحافظة على نظافتها، والحدّ من إصابتها بالتهابات أو عدوى الجلديّة، للرجل كما للمرأة. ويُنصح أيضًا باستخدام الصابون الخاص بغسل المناطق الحسّاسة المتوافرة في الصيدليّات والمخصّصة لكل من الرجال والنساء، على أن تكون مناسبة لكل شخص.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ الراحة بعد العلاقة الحميمة قد تكون مفيدة للراحة النفسيّة والجسديّة لزوجك. إذ إنّ الاسترخاء بعد ممارسة الجماع يساعد في إعادة النشاط للجسم وتقليل التوتر، فالعلاقة الجنسيّة تتطلب منه مجهودًا بدنيًا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق بعد انتهائه. فلا تفكّري بالأمر بشكل سلبي إذا شعر زوجك بحاجة الى الراحة، فهذا لا يدلّ على أنّه لا يحبّك!