تُفيد آخر الأبحاث في مجال الذكاء البشري أنّ دماغ الإنسان تطوّر واتّسع إلى حدٍّ كبير استجابةً لمتطلّبات نسله وحاجاته الكثيرة جيلاً بعد جيل، باعتبار أنّ الأطفال يُولدون غير ناضجين وغير قادرين على العناية بأنفسهم مقارنةً بصغار المخلوقات الحية الأخرى.
فصغار الزرافة مثلاً، يستيطعون الوقوف والحراك وحتى الهرب من الحيوانات المفترسة في غضون ساعات قليلة من ولادتهم، أما صغار الإنسان فلا يقوون حتى على حمل رؤوسهم.
ويبدو أنّ الدافع وراء هذا الاستنتاج طبيعة الدماغ البشري واتّساع حجمه مقارنةً بالحيوانات والثديات الأخرى.
ولأنّ الإنسان صاحب دماغ كبير، برأي معدّي البحث، فإنّ صغاره يُولدون بدماغٍ صغير يسمح لهم بعبور قناة الولادة بأمان وسلامة، ما يعني بأنهم يُولدون غير ناضجين وبأمس الحاجة لمساعدته ورعايته.
ولأنّ الصغار الضعفاء وغير الناضجين يُولدون من الإنسان، يترتب على هذا الأخير بذل جهود إضافية لرعايتهم وتلبية احتياجاتهم، الأمر الذي يدفعه إلى التفكير أكثر من أجل تطوير ذاته وتعزيز قدراته المعرفية. والنتيجة: آباء وأمهات أكثر حذقاً ونباهة!
فإن كنتِ اليوم حاملاً أو أماً لمولودٍ جديد، توقّعي بأن تزيدي ذكاءً وتُصبحي أكثر اطلاعاً ودراية مع كل يوم يمرّ وأنت تربّين طفلكِ وتبذلين ما في وسعكِ للوقوف على رغباته ومحاولة إشباعها!!
اقرأي أيضاً: التربية المتشددة وتأثيرها في الطفل