قبل أن يتعلموا التحدث، يبكي الأطفال للتواصل. انواع بكاء الرضيع متعددة، وإذا استمعتِ عن كثب، فقد يرسل لكِ طفلكِ أدلة حول احتياجاته مع كل صوت يصدره.
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الأطفال يبكون ولكن يمكن عادة تجميع كل منها في واحد من خمسة أنواع رئيسة: الجوع، الانزعاج، المرض، الألم أو المغص. إليكِ كيفية تحديد هذه الأنواع المختلفة من البكاء وماذا تفعلين عندما تسمعينها. إليكِ بكاء الرضيع بدون سبب: أسبابه ونصائح للتعامل معه.
أنواع بكاء الأطفال
بكاء الجوع
في البداية، تكون صرخات الطفل الجائع طويلة ومنخفضة النبرة ومتكررة، متقطعة في فترات توقف طويلة. عندما يصبح طفلك أكثر جوعًا، سيزداد صراخه تدريجيًا، ويصبح أطول وأعلى صوتًا مع فترات توقف أقصر.
قدمي لطفلك الحليب الطبيعي أو الزجاجة، ودعيه يأكل حتى يشبع. قد يغلق الأطفال أفواههم ويديرون رؤوسهم بعيدًا عندما يكونون غير جائعين. بشكل عام، حاولي الاستجابة لإشارات الجوع المبكرة لطفلك بمجرد اكتشافها، لأن البكاء غالبًا ما يكون علامة متأخرة على الجوع. بمجرد أن يبكي طفلك، قد يصعب عليكِ تهدئته من أجل إطعامه. يمكن أن يتسبب البكاء أيضًا في ابتلاع الطفل للهواء، مما يسبب عدم الراحة – ويؤدي إلى المزيد من البكاء.
بكاء الإنزعاج
الأطفال المنزعجون يبكون بشكل معتدل، بين بكاء وتوقّف. كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من البكاء، سيزداد البكاء في شدته كلما طال أمده.
يمكن أن يحدث الانزعاج لأن طفلك متعب أو غير مرتاح. قد يكون حفاضه متسخًا، أو يشعر بالحرارة أو البرودة. البكاء شائع بشكل خاص أثناء فترة بعد الظهر للطفل، والتي تحدث عادة في وقت متأخر من بعد الظهر أو في وقت مبكر من المساء، قد تجعله عرضة للإنزعاج.
تحققي مما إذا كان طفلكِ مستعدًا لأخذ قيلولة. غالبًا ما يكون الأطفال المنزعجون متعبين، ويحتاجون إلى الكثير من النوم (حوالي 16 ساعة في اليوم). إذا لم يكن وقت القيلولة، فتحققي من أي أسباب لعدم الراحة – تأكدي من أن حفاض طفلك جاف. يمكنك أيضًا محاولة تبديل بيئة طفلك: أمسكيه بالقرب منكِ أثناء التجول في المنزل، أو الذهاب في نزهة في الخارج مع في عربة الأطفال.
بكاء المرض
لن يبدو بكاء المرض مثل البكاء العادي ولن يتوقف طفلك عادة عن البكاء بغض النظر عما تفعلينه. قد يبدو طفلكِ متعبًا وضعيفًا.
أي بكاء مستمر وغير عادي – بغض النظر عن الصوت أو النمط – يمكن أن يشير إلى مرض شديد.
إذا كان بكاء طفلك لا يبدو طبيعيًا، فإن الأمر يستحق الاتصال بطبيب الأطفال. ثقي في حدسكِ واتّصلي إذا كنت تشعرين بالقلق لأي سبب من الأسباب. تشمل علامات التحذير رفض تناول الطعام أو الخمول أو الطفح الجلدي أو الحمى التي تزيد عن ٣٨ درجة (في الأطفال حديثي الولادة). سبق وأخبرناكِ أنّ شكل العينين يكشف أسباب بكاء الرضيع.
بكاء الألم
قد يصرخ الطفل الذي يعاني من الألم فجأة صرخة واحدة وطويلة وعالية النبرة. يتكرر هذا مع استمراره في الشعور بموجات من الألم.
وقد يرتبط البكاء المرتبط بالألم بسبب محدد، مثل عدوى الأذن (وفي هذه الحالة عادة ما يفرك طفلك الأذن المصابة)، أو الغاز، أو طفح الحفاض.
ابحثي عن أسباب واضحة للألم وتحققي من طبيب طفلك.
بكاء المغص
إذا كان طفلك يعاني من المغص، استمعي إلى الصرخات المؤلمة التي تبدأ فجأة، عادة في نفس الوقت من اليوم تقريبًا، وتستمر لساعات. قد يبدو طفلك بائسًا ومضطربًا ويتصلب ساقيه وذراعيه، ويشد قبضته، ويقوس ظهره.
يبكي الأطفال كثيرًا (ساعتان يوميًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى أو نحو ذلك، في المتوسط). لكن الأطفال الذين يعانون من المغص يبكون أكثر: لمدة ثلاث ساعات على الأقل يوميًا، ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع، على مدى ثلاثة أسابيع على الأقل.
سبب المغص غير معروف. قد يكون مرتبطًا بالجهاز الهضمي في طور النمو، أو الإفراط في التغذية، أو نقص التغذية، أو عدم التجشؤ بما فيه الكفاية (أو مزيج من هذه العوامل أو غيرها). اعلمي أن الغاز عند الأطفال شائع للغاية ويمكن أن يسبب عدم الراحة التي تؤدي إلى تفاقم المغص.
إذا كنتِ تعتقدين أن طفلك يعاني من المغص، فلا يوجد الكثير لتقومين به باستثناء راحة طفلك وانتظار مرور الألم. بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الغازات، تأكدي من تجشؤهم بعد كل تغذية. يمكنك أيضًا تحديد ما إذا كان ضيق طفلك قد يكون ناتجًا عن حساسية بروتين حليب البقر (إذا كان الأمر كذلك، يمكنك التفكير في تغيير التركيبات أو تغيير نظامك الغذائي للرضاعة الطبيعية).
نصائح دعم الأم أثناء تعاملها مع بكاء الطفل
بحسب ما يشير إليه موقع MayoClinic في مقاله، إذا وجدت نفسكِ تشعرين بالقلق عندما يبكي طفلك، فهناك خطوات فورية يمكنك اتخاذها للمساعدة في إدارة ردود أفعالك. أولًا، اعترفي بما تشعرين به دون حكم. إن فهم أنه لا بأس من الشعور بهذه الطريقة يمكن أن يساعد في تقليل بعض التوتر الفوري.
بعد ذلك، جرّبي هذه التقنيات:
- خذي نفسًا عميقًا: قبل أن تقتربي من طفلكِ، خذي بضع أنفاس عميقة. يمكن أن يساعد هذا في إبطاء معدل ضربات القلب وتقليل الشعور بالذعر.
- استخدمي الحديث الذاتي الهادئ: ذكّري نفسكِ بأنكِ تبذلين قصارى جهدكِ. طمأني نفسكِ بأن البكاء أمر طبيعي للأطفال وأنه لا ينعكس على قدراتك كوالدة.
- تحققي من الاحتياجات الأساسية: راجعي قائمة مرجعية عقلية للأسباب المحتملة لبكاء طفلك – الجوع والحفاضات والنعاس والحاجة إلى الاهتمام – وعالجيها واحدة تلو الأخرى.
- ابتعدي إذا لزم الأمر: إذا استمر البكاء وشعرت بارتفاع قلقك، فلا بأس أن تضعي طفلكِ في مكان آمن مثل سرير الأطفال وتبتعدي لبضع دقائق لإعادة ترميم نفسكِ نفسيًا.
- اطلبي الدعم: اتصلي بصديقة أو أحد أفراد العائلة الذي يمكنه منحك لحظة راحة أو مساعدة. في بعض الأحيان، مجرد التحدث عما تشعرين به يمكن أن يخفف من العبء. سبق وأطلعناكِ على أضرار البكاء الشديد على الرضيع
برأيي الشّخصي كمحرّرة، يمكن أن يساعدك استخدام هذه الخطوات في إدارة مشاعر القلق الفورية، مما يسهل عليك راحة طفلك بشكل فعال. من الضروري أن تتذكري أن طلب المساعدة واستخدام استراتيجيات التكيف ليس علامة على الضعف ولكنه نهج عملي للتعامل مع عواطفك. الاعتناء بنفسك لا يقل أهمية عن رعاية طفلك.