في زحمة الحياة اليومية وتحديات التربية، ترغبين بشدّة أن تكوني أمًا هادئة قادرة على ضبط انفعالاتها أمام تصرفات أطفالها. لا شكّ أن الشعور بالتوتر والقلق والضغوط المتراكمة تجعل من الصعب أحيانًا الحفاظ على هدوئك، ولكنك تدركين جيدًا أن ردة فعلك هي التي تصنع الفارق.
حين تتحكمين بانفعالك، تزرعين الأمان في قلب طفلك، وتبنين جوًا عاطفيًا صحيًا ينمو فيه بثقة. ولكي تصبحي أمًا أكثر هدوءاً، احرصي على تجنّب ثلاث أخطاء شائعة تكرّرها كثير من الأمهات من دون وعي. هذه الأخطاء لا تؤدي فقط إلى فقدان السيطرة، بل تعرقل أيضًا عملية التربية الإيجابية.
1. لا تتصرّفي فورًا بدافع الغضب
في لحظات التوتر، من الطبيعي أن تشعري بالغضب. لكن ردة الفعل السريعة قد تؤذي العلاقة بينك وبين طفلك. لهذا السبب، خذي دائمًا وقفة قصيرة.

توقّفي لمدّة 50 ثانية، خذي نفسًا عميقًا، وركّزي على تنفّسك. حين تمنحين نفسك هذا التوقف القصير، تنجحين في تهدئة موجة الغضب قبل أن تنفجر. بهذه الطريقة، تعودين إلى الموقف بعقل أوضح وقلب أكثر رحمة.
2. لا تلومي طفلك على غضبك
من السهل أن تظني أن طفلك هو سبب غضبك، لكن في الحقيقة، 90٪ من الحالات تعود إلى أمور أخرى تضغط عليكِ: تعب، أو ضيق مادي، أو قلق داخلي، أو حتّى مشاكل في العمل.
حين تفصلين بين تصرّف الطفل ومشاعركِ، تفهمين الوضع بوعي أعمق. لا تبرّري الخطأ، لكن لا تحمّلي الطفل ذنب مشاعر لم يكن سببها. بذلك، تسيطرين على سلوكك وتعلّمين طفلك تحمل المسؤولية بطريقة صحية.
3. لا تفترضي أن طفلك يتعمّد إيذاءك
أحيانًا يمر الطفل بتصرفات صعبة: بكاء مفاجئ، أو عناد مستمر، أو سلوكيات غريبة. لا تفترضي أنه “يتقصّد” إزعاجك أو اختبار صبرك.
في أغلب الأحيان يعكس سلوك الطفل مشاعر غير مفهومة أو احتياجات غير معبّر عنها. قد يشعر بالخوف، أو بالإحباط، أو بحاجة إلى اهتمام. عندما تنظرين خلف السلوك، تفهمين الرسالة الحقيقية وتستطيعين تلبية حاجته بطريقة ذكية.
في نهاية المطاف، أنتِ المفتاح لهدوء البيت. لا تنتظري من طفلك أن يهدأ إذا لم يجدك هادئة أوّلًا. درّبي نفسك على التوقف، على الفصل بين مشاعرك وظروفك، وعلى قراءة سلوك طفلك بلغة المشاعر وليس التحدي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أشياء تؤلم طفلكِ يوميًا لكنه لن يجرؤ على إخبارك بها أبدًا!