أغمضي عينيك وتخيّلي أنّك تتخلّصين من رغبتك الشديدة بتناول الطعام، تخيّلي تناول في يوم واحد كلّ ما هو صحي فحسب، وتخيّلي أيضاً أنّ التنويم المغناطيسي سيساعدك على خسارة الوزن لأنّه بالفعل سيقوم بذلك. هذا ليس مجرّد تحليل نظري إنّما هو واقع مثبت علمياً وللتأكيد على كلامنا سنعرّفك على بعض فوائد التنويم المغناطيسي لخسارة الوزن مقدّمة من المعالج النفسي "جان فين" من كلية الطب في جامعة هارفرد. وفقاً لـ"فين"، أظهرت عملية إعادة تحليل 18 دراسة بعد منتصف التسعينات أنّ الذين شاركوا بالدراسات وقاموا بعلاج أنفسهم بالتنويم المغناطيسي الذاتي، خسروا ضعف الوزن الذي خسره من لم يتّبعوا هذا العلاج. وتوضيحاً لهذه النتيجة، ذكر "فين" أنّ التنويم المغناطيسي يساعد على تغيير طريقة تفكير الأفراد ليتمكّنوا من إدارة أوزانهم والتحكم بكيفية خسارتها. إليك في ما يلي بعض التغييرات الفكرية التي يهدف إليها التنويم المغناطيسي عند التفكير في خسارة الوزن:
*تعزيز الدافع الكامن في داخل الإنسان: يرى المعالجون النفسيون أنّ كلّ فرد يمتلك في داخله أدوات النجاح؛ أي أنّك لا تحتاجين إلى عقاقير كبح الشهية لخسارة الوزن مثلاً، وذلك لأنّ النحافة تتطلّب ثقة بالقدرات الداخلية أوّلاً، فتماماً كما كنت تخافين في المرة الأولى التي ركبت فيها الدراجة وبعد الممارسة الدائمة أصبحت تلقائياً تركبينها، هكذا خسارة الوزن أيضاً، ثقي بنفسك وبقدرتك على القيام بذلك وتحقيقه بنجاح.
*تعزيز القدرة على التفكير بإيجابية: قد تخدمك العبارات السلبية لبعض الوقت مثل "الحلويات ستتسبب لي بالأمراض"، ولكن إذا كنت تودّين الوصول إلى تغيير دائم فعليك تبنّي الإيجابية. ماذا نعني بذلك؟ قدّم الطبيبان والمعالجان النفسيان "هربرت شبيغل" و"ديفيد شبيغل" إقتراحاً إيجابياً يمكن اتّباعه في العلاج هو تكرار بشكل يومي "الكثير من الأطعمة لجسمي مضرّ. أنا أريد أن يكون جسمي صحياً، ومن واجباتي تجاهه أن أحترمه وأحميه".
*تعزيز فكرة "إذا تخيّلت الشيء فسيحصل": تماماً كالعدائين الذين يتخيّلون كأس خط النهاية بين أيديهم قبل بدء السباق ما يحفّزهم على الوصول إلى الهدف، أنتِ أيضاً بتخيّل أنّ كافة وجباتك اليومية ستكون صحية ستساعدين نفسك على وضع الخطوات اللازمة لتصبحي الفرد الصحي. وإذا كنت تجدين أنّه من الصعب القيام بذلك، فبإمكانك النظر إلى صورة قديمة لك عندما كنت تعتبرين وزنك مثالياً وبعدها تذكّري ما الأمر المختلف الذي كنت تقومين به حينها وكان يدعم جسمك الرشيق.
*كيفية التخلّص من الرغبة الشديدة بتناول الطعام: غالباً ما يقوم المعالج النفسي خلال التنويم المغناطيسي بالطلب من المريض الإعتماد على خياله عندما يتعلّق الأمر بالتخلّص من الرغبة الشديدة بتناول الأطعمة، وذلك من خلال الطلب منه رسم صور رمزية في خياله تمثّل الأطعمة، وبعدها وضعها على غيوم بيضاء أو بالونات وإرسالها بعيداً.
كيف يتدخّل التنويم المغناطيسي بولادة طفلك؟
*تقبّل مفهوم "الحياة المديدة ليست للشخص النحيف جداً": ما من فكرة بإمكانها تخطّي غريزتنا بالبقاء على قيد الحياة؛ إذ على الرغم من أنّنا نرغب بإقناع أنفسنا أنّ الحياة المديدة هي للشخص النحيف جدّاً، إلّا أنّ أجسامنا مبرمجة للتفكير أنّه في حالة المجاعة لن يبقى على قيد الحياة إلّا من يتمتّع بجسم غير نحيل لأنّه يتضمّن كمية مغذيات أكثر. لذلك لا تحاولي تجويع نفسك بل اقتنعي بغريزة البقاء التي تعيش في داخلنا ولكن عزّزي هذه الغريزة بتناول الأطعمة الصحية.
*تكرار يومياً فكرة الرغبة بخسارة الوزن: كرّري يومياً في داخلك لفترة من الوقت رغبتك الشديدة بخسارة الوزن واتباع نظام غذائي صحي.
التحفيز المغناطيسي وعلاج الإكتئاب
كما لاحظت لا يقوم التنويم المغناطيسي خلال الجلسات بحرق دهونك، إنّما يعمل على تغيير طريقة تفكير المرء لدفعه إلى اتّخاذ الخيارات الصحية السليمة التي تؤدّي إلى نمط عيش صحي يساهم في فقدان سريع للوزن.