هناك عدّة أسباب قد تجعل وقت تناول الطعام وقتاً عصيباً لبعض الأمهات، منها ما يتعلّق بالتعامل مع الإنتقائية في الطعام، ومنها ما له علاقة بالأكل الفوضوي عند الأطفال.
ولكن، ما لا تعرفه الأمهات هو أنّ الكثير من الأشياء التي تعتبرها "مزعجة" قد تكون في الواقع فرصاً "مخفية". إذا تمكنت الأم من معرفة ما يمرّ به طفلها أثناء نموه، فيُمكن أن يساعد ذلك في تحويل مشاعرها السلبية إلى فهمٍ وتقدير. وهو ما ينطبق على التعامل مع الأكل الفوضوي عند الأطفال!
على ماذا يدلّ الأكل الفوضوي عند الأطفال وفقاً للدراسات؟
رغم أنّ الأكل الفوضوي لدى طفلك قد يفقدك صوابك أحياناً إلّا أنّ الدراسات العلمية ونتائجها قد تجعلك تقدرين ذلك بل تسمحين به وتشجعينه. كيف؟
وفقاً للدراسة التي أجرتها الأستاذة في علم النفس، د. لاريسا سامويلسون، والتي نُشرت في مجلّة NCBI، تبيّن أنّ الأطفال الذين سُمح لهم بالأكل الفوضوي تمكنوا من تذكّر أسماء الأطعمة التي كانوا يتناولونها بشكلٍ أسرع من الأطفال الذين تمّ توجيههم لتناول الطعام بشكلٍ نظيف ومرتب. وهو ما يدلّ على أنّ الأكل الفوضوي لدى الأطفال هو سلوك طبيعي وجزء لا يتجزأ من مراحل نموهم.
قد يكون وقت تناول الطعام فرصة جيّدة كي يتعلّم الاطفال ويكتشفون العالم من حولهم. بحسب موقع Raising Children، يُمكن للأطفال تعلّم الكثير عن العالم من حولهم عندما يُسمح لهم بالأكل الفوضوي حيث "يلعبون" مع الأطعمة التي يتناولونها؛ إنّهم يكتشفون على سبيل المثال قوام الأطعمة، الأشكال، وحتى الأذواق المختلفة.
كما يُمكن أن يتعلموا أيضاً التسلسل المنطقي ما بين السبب والنتيجة؛ إذا رمى الطفل مثلاً قطعة الخبز، فهي ستقع على الأرض. أو إذا قام بهرس الخضروات أو سحقها بالشوكة، فذلك سيغيّر شكلها وقوامها… باختصار، هذه التجارب الصغيرة (حتى لو كانت تثير غضبك وامتعاضك) قد تساعد دماغ صغيرك على النمو والتطور.
والآن، إليك كيف تتعاملين مع الطفل العصبي والعنيد!