من الممكن أن يُخبر الطاقم الطبي الأم الجديدة بعد الولادة أنّ طفلها "علق" في أحشائها ولم يقوَ على اجتياز قناة الولادة بمفرده، ما اضطرّهم إلى التدخل أو اللجوء إلى الولادة القيصرية.
فهل هذه الحالة ممكنة الحدوث؟ نعم، هذه الحالة ممكنة الحدوث فعلاً ولكنها نادرة. وإن كنتِ قلقة على طفلك من ألاّ يتمكّن من عبور حوضك ليرى النور، فاطمئني! ثمة أمور عديدة ينصحكِ بها الطبيب لتفادي المسبّبات التالية:
حجم الطفل
عندما يكون حجم رأس الطفل أكبر من اتّساع الحوض، أي في حالة اللاتناسب الرأسي الحوضي، لن يتمكّن المولود من عبور منطقة الحوض، ما قد يؤدي إلى احتجازه ويستدعي من الطبيب التدخّل الفوري لتوليده قيصرياً.
وضعية الطفل
في بعض الحالات، يتّخذ الطفل وضعية مغايرة لتلك التي يُقال فيها طبيعية (أي وضعية الوجه إلى الأسفل) والتي تنمّ عن جهوزيته التامة للولادة، على غرار الوضعية المقعدية والوضعية المستعرضة. وعندئذٍ، قد يرى الطبيب لزوم اللجوء إلى ولادة قيصرية، كما في الحالات التي يكون فيها الطفل بالوضعية القذالية الخلفية، إذ يكون ظهره مستنداً إلى ظهر الأم ما يُمكن أن يُبطّئ المخاص ويُطيله.
شكل حوض الأم
يُمكن لصغر حجم حوض الأم أن يُعرقل سير المخاص في مرحلة من المراحل ويحتجز الطفل داخل قناة الولادة. وعندئذٍ، سيكون على الطبيب مراقبة وضع الطفل والتدخل قيصرياً متى ظهرت على هذا الأخير علامات الإرهاق والتعب.
عسر ولادة الحزام الكتفي
في بعض الحالات، ينجح الطفل في إخراج رأسه من فتحة المهبل فيما ينغرز كتفاه في عظمة العانة. وعندئذ، سيكون على الطبيب أن يتدخل في شكل سريع لتوليده والحؤول دون تعرّضه لنقصٍ في الأكسيجين.
وضعية الأم أثناء المخاض
يُمكن لاستلقاء الأم على ظهرها أثناء المخاض أن يُعرقل قدرتها على التحكم بجسمها وطفلها، الأمر الذي يضع ضغوطاً إضافية على أوعيتها الدموية أو الحبل السري ويزيد احتمال احتجاز الصغير داخل رحمها. من هنا، ضرورة استبدال وضعية الاستلقاء بوضعيات أخرى أكثر فعالية في تحفيز المخاض وتوسيع الرحم، كالمشي والقرفصاء والزحف والهزّ، إلخ.
استخدام إبرة الظهر
يُمكن لاستخدام إبرة الظهر أو إبيدورال أن يسكّن آلام الأم ولكنّه في الوقت نفسه يشلّ الجزء السفلي من جسمها، الأمر الذي يُعيق قدرتها على الحركة واتخاذ وضعيات فعّالة لتحفيز المخاض ومساعدة طفلها على الخروج بسلامة. وفي هذه الحالة، سيكون على الفريق الطبي أن يساعدها في التحرّك واتخاذ وضعيات ملائمة للولادة.
اقرأي أيضاً: علامات تحدّد للطبيب نوع ولادتك: طبيعية أو قيصرية