ازداد عدد الأهل المبالغون في حماية أطفالهم خلال الأعوام الأخيرة. الأمر الذي قد يؤثّر سلبًا على التمارين الرياضيّة للأطفال ويضرّ بصحّتهم.
فمن منّا لم يتعرّف على نماذج مختلفة من الأهل في محيطه، أو حتّى لدى المراقبة عن بعد خلال التواجد في حدائق الألعاب مثلًا، فمنهم من يتركون أطفالهم يغامرون ولا يكترثون ما إذا كانوا يقومون بالتسلّق أو القفز، وبعضهم الآخر يراقبون أطفالهم باهتمام ويرافقون تحرّكاتهم، كما يقدّمون لهم الدعم عند التسلّق مثلًا.
الحماية المُفرطة تؤدي إلى نتائج سلبيّة
توضح خبيرة اللّعب والتمارين الرياضية لدى صندوق رعاية الأطفال الألماني كلاوديا نويمان أن لمتابعة ولانتباه الأهل على الأطفال جانب إيجابي، لأنه يعطي للطفولة قيمة خاصة، ولكنّه قد يزيد عن حدّه في بعض الأحيان.
وتضيف: إنّ عدم سماح الأهل لأطفالهم باللّعب بين الأشجار خوفًا من أن تلدغهم حشرة ما، أو يهرعون بمجرد أن يصل الطفل إلى ارتفاع معيّن على إطار التسلق في حدائق الألعاب مثلًا، يُعتبرُ تصرّفًا خاطئًا. وتقول: “يتوجّب على الأهل السماح لأطفالهم بالشعور بأنّهم قادرون على التصرّف، فالطفل لا يتعلم معنى السقوط إلا إذا سقط”. وتؤكد نويمان أنّ على الأطفال التعلّم بـ”الطريقة الصعبة” ما هو الارتفاع الذي يمكنهم الوصول إليه، وتحديد سرعتهم في الركض، أو كيفيّة التدحرج لتجنّب السقوط الموجع.
اقرأي أيضًا الحماية المفرطة من أهمّ الأخطاء التي تدمّر شخصيّة طفلك.
دراسة جديدة تؤكّد الأثر السلبي لفرط الحماية
ولمعرفة مواقف الأهل من ألعاب المغامرات، الأخطار أو الإصابات التي يتعرّض لها الأطفال ونشاطهم البدني المعتدل أو القوي، أجرت دراسة حديثة استطلاع آراء لـ 645 شخصًا من أهالي أولياء أمور لأطفال في سن المدرسة الابتدائيّة في استراليا. وقد أعرب 78% منهم عن قدر أقل من تحملهم للأخطار فيما يتعلق بسيناريوهات اللعب مثل تسلق الأشجار، وفق ما نشرت مجلة “سيكولوجية الرياضة والتمارين”.
وأشار باحثو الدراسة الى أن هذا الامر يمكن أن يؤثر سلبًا على كمّ التمارين الرياضيّة التي يقوم بها هؤلاء الأطفال، التي لا تصل الى الحد الأدنى الموصى به من قبل “منظّمة الصحّة العالميّة” وهو ساعة على الأقلّ يوميًّا من التمارين المعتدلة الى القويّة للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا، ما قد يضرّ بصحتّهم.
اليك في هذا السياق أفضل التمارين الرياضيّة التي يمكنك ممارستها مع عائلتك.