سنكشف لكِ عن أسباب خوف الطفل بعمر السنتين في الأسطر القادمة من هذا المقال الجديد على موقعنا الرسميّ “عائلتي”، حيث سنعرض من خلاله مختلف العوامل التي تؤدّي إلى ظهور هذه المشكلة على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى شرح المضاعفات التي من الممكن أن تتطوّر لتصل إلى حدّ تحوّلها إلى أمراض نفسيّة قد تُصيب الاطفال، خاتمين هذا الموضوع بعرض أهمّ النصائح والتوجيهات للتعامل مع هذه المشكلة.
تُعتبَر تربية الأطفال من أصعب التحدّيات التي تواجهنا كأمّهات، حيث قد نعييش العديد من الصعاب والمشاكل في فهمهم وتحليل سلوكيّاتهم، وهذا ما يحصل تمامًا عندما تُلاحظين أنّ طفلكِ يُبدي ردّات فعل مبالغ فيها تُبيّن خوفه الشديد من أبسط الأشياء، هنا يأتي دور الأسرة في دعم الصحّة النفسيّة للطفل في المقدّمة لحلّ هذه المشكلة.
الأسباب النفسيّة لخوف الطفل
تتعدّد أسباب خوف الطفل بعمر السنتين وتختلف باختلاف شخصيّة كلّ طفل والمحيط الذي يعيش فيه، لذلك سنبدأ أوّلا في شرح تلك المتعلّقة بالجانب النفسي:
تجربة التفاصيل الجديدة
يتعرض الطفل في هذه المرحلة لتجارب جديدة ومثيرة، مثل اكتشاف أماكن جديدة أو التعامل مع أشخاص غرباء، الأمر الذي يؤدّي إلى شعوره بالخوف والتردد، حيث يتحسس ويكتشف العالم من حوله، وهذا امر طبيعيّ.
التفاعل مع مشاعر الآخرين
قد يتأثر الطفل بمشاعر الآخرين من حوله، سواء بالإيجابية أو السلبية، لذا يمكن لتعبيرات الوالدين أو المشاعر غير مباشرة من البالغين أو الأطفال الآخرين أن تؤثر على مشاعره وتسبب له الشعور بالخوف.
انفصال الطفل عن الأم
يُعتبر الانفصال عن الأم من أكبر المسبّابات التي تخلق الشعور بالخوف والقلق لدى الطفل، حيث في هذه المرحلة بشكل كبير على والدته لتلبية احتياجاته الأساسية، ولذلك يمكن أن يشعر بالتوتر والقلق عندما يبتعد عنها.
الأسباب البيئيّة التي تؤدّي إلى خوف الطفل
بالحديث عن أسباب خوف الطفل بعمر السنتين ، سنكشف كِ في ما يلي عن أبرز العوامل البيئيّة التي تؤدّي إلى ظهور هذه المشكلة لديه، وتشمل:
التغييرات البيئية
تُعد التغييرات في البيئة المحيطة بالطفل من أهم العوامل التي قد تؤثر على شعوره بالخوف، لذا يمكن أن يكون الانتقال إلى مكان جديد، مثل المنزل الجديد أو الحضانة، مصدرًا لشعوره بالقلق والتوتر، حيث تتغير الروتينات والمألوفيات التي طالما اعتاد عليها في حياته اليومية، مما يجعله يشعر بالعجز وعدم اليقين.
بمعنى آخر، إنّ التكيف مع التغييرات البيئية يمكن أن يكون صعبًا على الأطفال في هذه المرحلة العمرية، وقد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والخوف.
التعرض للضوضاء والمواقف المؤلمة
تعتبر الضوضاء الشديدة والمواقف المؤلمة في البيئة الخارجية عوامل تسبب الخوف عند الطفل، فقد يكون الصوت العالي أو الأصوات المفاجئة، مصدرًا للارتباك والقلق لديه، حيث يجد صعوبة في التركيز والاسترخاء في مثل هذه الظروف.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض للمواقف المؤلمة، مثل الإصابة البالغة أو مشاهدة حادث مروع، قد يخلق لدى الطفل مشاعر الخوف والقلق والارتباك، ممّا يؤثر سلبًا على صحّته العقلية والعاطفية، ويجعله أكثر عرضة لتطوير القلق والخوف في المستقبل.
الأسباب الصحيّة لخوف الطفل
لإكمال شرح أسباب خوف الطفل بعمر السنتين ، سنشرح لكِ في ما يلي أبرز الحالات والأوضاع الصحيّة التي تنعكس بهذه الصورة على طفلكِ، وتشمل:
التجارب الجسدية
لا شكّ أنّ الجسم والعقل مترابطين بشكل وثيق، ولذلك قد تؤثر التجارب الجسدية على حال الطفل العقلية والنفسية، فقد يتعرّض للشعور بالألم أو التعب نتيجة للنشاط البدني الكثير أو لأسباب صحية محددة، وفي هذه الحال يمكن أن يشعر بالخوف وعدم الراحة، حيث يجد صعوبة في فهم الألم ومعالجته بشكل صحيح نظرًا لعدم قدرته على التعبير بشكل واضح عن مشاعره.
من الجدير بالذكر أن التجارب الجسدية السلبية قد تؤثر أيضًا على مستوى الهرمونات في جسم الطفل، مما يزيد من مشاعر القلق والتوتر لديه، بالتالي ينبغي على الأهل والمربين أن يكونوا على استعداد لفهم وتقديم الدعم له خلال تلك التجارب الصعبة.
مشاكل في الصحة العقلية
تؤدّي الصحة العقلية دورًا كبيرًا في تشكيل شخصية الطفل وسلوكه، فقد يتعرض لاضطرابات صحية عقلية مثل القلق والاكتئاب، والتي يمكن أن تؤثر على شعوره بالخوف نتيجة عوامل نفسية أو بيئية معينة، مثل التغيرات في البيئة المحيطة به أو التجارب سلبية قد مر بها.
تتطلب مشاكل الصحة العقلية الخاصة بالطفل اهتمامًا فوريًا وعلاجًا مناسبًا من قبل الأطباء المتخصصين في صحة الأطفال والنفسية، وذلك للتأكّد من وجود جميع علامات سلامة مخ الرضيع.
كيفيّة التعامل مع الطفل في حال معاناته من الخوف
بعدما كشفنا لكِ عن أسباب خوف الطفل بعمر السنتين في ما سبق، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي يجب اعتمادها أثناء التعامل معه لمواجهة هذه المشكلة، وتشمل:
- التفهم والدعم: يُعتبر التفهم والدعم النفسي أحد أهم العوامل التي يمكن أن تساعد في تخفيف خوف الطفل في عمر السنتين، لذا يجب على الوالدين أن يكونا متفهمين لمشاعر الطفل ويعرضا لهم الدعم اللازم للتعامل مع تلك المشاعر وذلك من خلال التقّرب منه وعناقه وجعله يشعر بالحنان والطمأنينة.
- تقديم الأمان والثقة: إن توفير بيئة آمنة ومحفزة للطفل يعد جزءًا أساسيًا من التعامل مع خوفه في هذه المرحلة، لذا يجب على الوالدين أن يعملا على تعزيز شعوره بالأمان والثقة في نفسه وفي العالم من حوله، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إظهار الحب والاهتمام بشكل مستمر، وتوفير بيئة محفّزة لنموّه مليئة بالأشخاص القريبين منه.
في الختام، نذكّركِ بضرورة استشارة الطبيب المختصّ في حال مواجهة طفلكِ لهذه المشكلة للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب وعلاجات اضطرابات النوم عند الأطفال في عمر السنتين.