بصرف النّظر عن طبيعة الذكريات التي تتكوّن في ذهن الطفل عن طفولته ومراحل أخرى من حياته، فإنّ هذه الذكريات هي التي تنمّ عن تجارب مختلفة عاشها وطبعته وجعلته ما هو عليه.
ومن وجهة نظر علم الأسرة والاجتماع، تجارب الطفولة وذكرياتها هي من دون منازع أكثر اللحظات أهميّة وتأثيراً في حياة الطفل، كونها تمنحه توازناً في شخصيّته وتساعده في تنمية استقلاليته وثقته بنفسه، وتُولّد لديه القدرة على تنظيم عواطفه.
ولعلّ أروع الذكريات التي تعلق في ذهن الطفل من طفولته هي المحادثات العائلية اليومية، والأمثولات التي علّمته إياها أمه وطبعَت مسار حياته، وإجاباتها الحكيمة على أسئلته السخيفة ومساندتها له في مواقف مختلفة. هذا بالإضافة إلى اللحظات الممتعة التي قضاها في أحضان الطبيعة وتلك التي أمضاها برفقة أسرته وأصدقائه في فسحات المرح والتنزّه والرحلات الترفيهية أو الاثنين معاً.
أما ذكريات الطفولة بالنسبة إلى الأم، أو بالأحرى الذكريات التي تعلق في ذهن الأم عن طفولة ابنها أو ابنتها، فتتركّز أكثر حول الجوانب العاطفيّة من كلّ لحظة وحدث كانت فيه إلى جانب صغيرها على اختلاف مراحل عمره.
وتكاد هذه الذكريات أن تكون في دماغها أكثر وضوحاً وتفصيلاً من أي ذكرى أخرى في حياتها، كونها شكّلت وستشكّل دائماً أجمل وأسمى تجربة عاشتها يوماً، كذكرى سقوط سرّة طفلها، وبزوغ أسنانه الأولى، وجلسة رضاعته الأخيرة، وليلته الأخيرة في المهد، وقصّة شعره الأولى، وكلماته الأولى الظريفة، ويومه المدرسي الأول، وانجازاته المدرسية على اختلافها.
فلولاها لما كان لأمومتها معنى. ومن هذا المنطلق، تدعوكِ "عائلتي" لأن تبذلي ما في وسعكِ حتى تكوني في قلب كلّ لحظة من لحظات صغيرك وتكوني حاضرة إلى جانبه في الحقيقة كما في الصور والفيديوهات. لأنّ هذه الذكرى هي الأفعل والأكثر تأثيراً فيكِ وفي طفلك!
اقرأي أيضاً: لا تغيبي عن صور طفلكِ لأنكِ أنتِ مَن صنعها!