من وجهة نظركِ "المنطقيّة"، طفلكِ يبدو أظرف منكِ في الصّور ومظهركِ "غير المرتّب" في أكثر الأحيان، يُشوّه المشاهد واللحظات. والنتيجة: تنحّيكِ عن معظم لقطات صغيركِ، مكتفيةً بأخذها!
أمّا من وجهة نظرنا، فأنتِ غير محقّة، تماماً كالأم التي تظهر في فيديو "لكل روعة صغيرة" من "جونسون" والتي اكتفَت بمشاركة طفلتها 2% فقط من اللقطات.
صدّقي! ابنكِ بحاجة لأن يتذكّركِ ويتذكّر كيف كنتِ في شبابك وكم كنتِ جميلة وإنسانية وكيف كنتِ حاضرة إلى جانبه في كلّ الأوقات والمراحل. وابنتكِ أيضاً بحاجة لأن تتذكّركِ وترى ضعفكِ وانفتاحكِ وتلمس طبيعتكِ الصّادقة كامرأة وأم وإنسان.
لا تدعي جزءاً كبيراً من حياتكِ يمرّ مرور الكرام ومن دون توثيق! فطفلكِ، كسائر الناس، لا يرى قلقكِ الدائم عليه وتعبكِ المستمر لتلبية أدنى حاجاته ومتطلّباته ولو على حساب راحتكِ وصحتكِ وسلامتك!
ولتُخلّدي وجودكِ وتضحياتكِ ومحبتكِ اللامتناهية التي رافقته منذ الولادة، اسعي منذ اليوم لمشاركته الصور والفيديوهات التي تُخلّد لحظات جميلة لا تتكرر من طفولته ومن تجربتك كأم، اسعي منذ اليوم لأن تكوني في قلب كل لحظة من حياة طفلك لأنكِ "الجندي" الذي صنعها!
ففي النهاية، أنتِ المرأة التي وهبته الحياة وتحمّلَت مشقّة الرضاعة لأجله.. أنتِ المرأة التي حممّته وغيّرت حفاضه وعالجَت طفحه وزكامه.. أنتِ المرأة التي علّمته واهتمّت به… وفي يوم من الأيام، حين ستثقل خطواتكِ وترجف يداكِ من دون سبب، ستنقلب الأدوار ويتحوّل صغيركِ إلى راعيك. وعندئذٍ، سترغبين في أن يتذكركِ ويتذكّر حنوّكِ عليه وحبّكِ المستفيض له بالنظر إلى الصور والفيديوهات التي تجمعكما سوياً!
اقرأي أيضاً: كوني حاضرة "لكلّ روعة صغيرة" في حياة طفلك!